استمع إلى الملخص
- **تفاصيل الحوادث والانفجارات**: تضمنت الحوادث ثلاثة انفجارات في إنخل ودرعا، اقتصرت على الأضرار المادية. شهدت الأشهر السابقة معدلات مرتفعة من العنف، مع مقتل نحو ستين شخصاً في يونيو واغتيال 22 عنصراً مسلحاً في مايو.
- **دور النظام السوري والفصائل المسلحة**: النظام السوري والفصائل المدعومة منه أو من اللواء الثامن المدعوم روسياً يقفون وراء معظم العمليات الأمنية، بهدف التخلص من الشخصيات المعارضة وإحداث فتنة في المحافظة.
شهدت محافظة درعا جنوبيّ سورية، خلال شهر يوليو/ تموز من عام 2024، ارتفاعاً ملحوظاً في الحوادث الأمنية، حيث سجلت مقتل وإصابة عشرات المواطنين، بينهم نساء وأطفال. ووثق ناشطون وإعلاميون من المحافظة الجنوبية للبلاد، خلال شهر تموز/ يوليو، مقتل 41 شخصاً، بينهم 3 نساء و3 أطفال وعنصر من قوات النظام السوري، بالإضافة إلى خمسة عناصر يتبعون لمجموعات محلية، منهم أربعة أُعدِموا ميدانياً بمحاكمة اجتماعية ثأراً لمقتل مواطن، فيما وثقت شبكات محلية مقتل أكثر من عشرة مدنيين متأثرين بجراح أصيبوا بها جراء استهدافهم من قبل مسلحين مجهولين بحوادث متفرقة، فيما قتل 19 آخرون مباشرة بعد استهدافهم من قبل مسلحين مجهولين أيضاً.
وأحصى مصدر في درعا لـ"العربي الجديد" 44 حادثة قتل منها جثتان لشابين وجدت إحداهما في مدينة داعل والأخرى في جاسم شماليّ درعا. كذلك أحصى المصدر حوالى 33 إصابة، بينها امرأتان وطفلان، و3 من عناصر المجموعات المحلية المسلحة وعنصران من قوات النظام السوري. أما عن حوادث الاختطاف، فقد وُثِّق اختطاف 9 أشخاص، بينهم امرأة وأربعة أطفال وعنصر يتبع للشرطة العسكرية الروسية، لتُطلَق السيدة وأطفالها بعد أيام، على إثر عمليات ضغط شعبي، ومحاصرة مجموعات مسلحة محلية نقاطاً تابعة لحزب الله اللبناني والأمن العسكري السوري، بعد ورود أنباء عن تورط المليشيا باختطاف المرأة وأبنائها وهم في طريقهم لدخول لبنان بطريقة "غير شرعية"، وتسليمهما لإحدى العصابات المسلحة، فيما أطلق سراح العنصر الروسي بعد اقتحام قوات تابعة للواء الثامن مدينة غباغب.
وفي السياق ذاته، طاولت عمليتا اعتقال منفصلتان سيدة وشاباً من أبناء المحافظة في أثناء تنقلهما بين محافظتي درعا ودمشق، لتشهد المحافظة توترات لعدة أيام في مناطق درعا البلد والمحطة، والطيرة وإنخل، نجم عنها عمليات خطف مضاد لعناصر من قوات النظام، ما أدى إلى تحرير المعتقلين لدى النظام. يذكر أن الحوادث الأمنية من قتل وخطف ومحاولات اغتيال وتفجير عادت إلى الواجهة في محافظة درعا بشدة بعد إعادة النظام السوري والقوات الروسية السيطرة على المحافظة باتفاقية التسوية عام 2018.
وشهدت المحافظة خلال شهر يوليو/ تموز ثلاثة انفجارات، اثنان منها في مدينة إنخل في الريف الشمالي من المحافظة، وآخر في المنطقة الصناعية في مدينة درعا، فيما لم توقع الانفجارات الثلاثة أي خسائر بشرية، واقتصرت على الأضرار المادية. وكان شهر يونيو/ حزيران الفائت قد سجل معدلاً أكثر ارتفاعاً بالحوادث الأمنية والانتهاكات منذ بداية العام، حيث وثق تجمع أحرار حوران مقتل نحو ستين شخصاً في المحافظة، بالإضافة إلى عشرات الإصابات والاشتباكات المسلحة، و16 حادثة اختفاء قسري نفذت قوات النظام معظمها، فيما لم يعرف من يقف وراء الحوادث الأخرى. فيما كان شهر مايو/ أيار الماضي قد سجل العدد الأكبر للعناصر المسلحة التي اغتيلت، وقد بلغ نحو 22 عنصراً، معظمهم من قوات الجيش النظامي، فيما طاولت العمليات الأخرى عناصر مسلحة تابعة لجهات عدة، أبرزها اللواء الثامن وفرع الأمن العسكري.
ويقول حسن المصري، وهو من نشطاء محافظة درعا، في حديثه مع "العربي الجديد"، إن "جل العمليات الأمنية التي تحدث على أرض المحافظة يقف وراءها النظام السوري، أو الفصائل المسلحة المدعومة من قبل أفرعه الأمنية أو اللواء الثامن المدعوم روسياً". ويضيف: "لقد انتهج النظام منذ اتفاقية التسوية سياسته الخبيثة بقتل كل من يمتلك ملفاً يبرز من خلاله مؤثراً مناهضاً له"، مشيراً إلى أن "النظام يتبع هذا السلوك لهدفين اثنين: التخلص من الشخصيات الأكثر معارضة له، وإحداث فتنة في المحافظة".