عبد اللهيان يلتقي مسؤولين لبنانيين: الشعب الفلسطيني هو الذي سيقرّر مستقبل غزة

22 نوفمبر 2023
هذه هي الزيارة الثانية التي يجريها عبد اللهيان لبيروت منذ السابع من أكتوبر (أسوشييتد برس)
+ الخط -

بدأ وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان، اليوم الأربعاء، جولته على مسؤولين لبنانيين عدة، يتقدّمهم رئيسا البرلمان نبيه بري، وحكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي، في زيارة هي الثانية له إلى بيروت منذ انطلاق عملية طوفان الأقصى في السابع من أكتوبر/ تشرين الأول الماضي.

وعرض رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي مع وزير الخارجية الإيراني العلاقات الثنائية بين البلدين، والوضع في لبنان وغزة.

وخلال الاجتماع، أكد ميقاتي "ضرورة تكثيف الجهود للتوصل إلى وقف شامل لإطلاق النار ووقف العدوان الإسرائيلي على غزة، ومن ثم الانتقال إلى البحث في حل سلمي مستدام".

كما دعا "الدول المؤثرة إلى الضغط على إسرائيل لوقف عدوانها على جنوب لبنان ووقف استهداف المدنيين والصحافيين بشكل خاص".

بدوره، أكد عبد اللهيان أن "الهدنة في غزة لمدة أربعة أيام أمر جيد، ولكن الأهم من ذلك هو العمل للتوصل إلى وقف دائم لإطلاق النار".

وشدد على أنه إنّ لم يحصل وقف مستدام لإطلاق النار فستسوء الأمور، والمنطقة لن تعود إلى ما كانت عليه قبل الحرب.

وفي لقائه مع بري، قال بيان صادر عن رئاسة البرلمان، إنّ "الرئيس بري عرض مع وزير الخارجية الإيراني الأوضاع العامة في لبنان والمنطقة، وآخر المستجدات الميدانية والسياسية على ضوء مواصلة إسرائيل عدوانها على قطاع غزة والقرى اللبنانية الحدودية مع فلسطين المحتلة".

وفي سياق زيارة وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان إلى بيروت، قال مسؤول سياسي في "حزب الله"، لـ"العربي الجديد"، إنها "من ضمن المساعي الدائمة للوقوف إلى جانب أهلنا في فلسطين، ولتعزيز إيقاف إطلاق النار، ومساندة أي جهد يفضي إلى رفع البلاء عن كاهل أهلنا في فلسطين، وهذا هو محور الزيارات المطلقة بمنطقتنا مع الجمهورية الإسلامية الإيرانية".

وأضاف: "ليس هناك أي خيار آخر سوى دعم جبهات المقاومة على كلّ صعيد وتثبيت وجودها على أنها قوّة فاعلة ويمكنها أن تلعب دوراً إيجابياً"، مشيراً إلى أن "تهدئة المنطقة أمر أساسي، ومن مصلحة الجميع، لأنها تنعكس اشتعالاً أو هدوءاً على بلدان المنطقة كلّها والإيرانيون أساسيون فيها".

وتأتي زيارة عبد اللهيان إلى بيروت، التي تم إبلاغ المسؤولين اللبنانيين بها في وقت متأخر من مساء أمس الثلاثاء، ضمن جولة إقليمية عقب إعلان دولة قطر نجاح جهود الوساطة المشتركة مع مصر والولايات المتحدة الأميركية في التوصل إلى هدنة إنسانية تستمرّ لأربعة أيام قابلة للتمديد في قطاع غزة.

وبينما يُنتظر انعكاس اتفاق الهدنة على لبنان، لا تزال الجبهة اللبنانية مشتعلة منذ ساعات الصباح، في ظلّ القصف المتبادل المستمرّ بين "حزب الله" والاحتلال الإسرائيلي.

وقال عبد اللهيان إنّه "سمع من قادة المقاومة في المنطقة أنّ الأيادي ستكون على الزناد حتى استيفاء الحقوق الكاملة للشعب الفلسطيني، وحتى وصول الكفاح والنضال ضدّ الاحتلال في المنطقة إلى نتيجة".

وأشار عبد اللهيان في مؤتمر صحافي من مطار رفيق الحريري الدولي في بيروت إلى أن "مضيّ 6 أسابيع من المقاومة البطولية للفلسطينيين أثبت أن الوقت ليس لصالح الكيان الإسرائيلي المصطنع، كما أن 6 أسابيع من المقاومة في غزة أثبتت أن من يخسر هما أميركا والكيان الصهيوني المصطنع". ولفت الوزير الإيراني إلى أنه "لا يوجد أدنى شك بأنّ الشعب الفلسطيني هو الذي سيقرّر مستقبل غزة وفلسطين".

وأضاف: "نحن هنا اليوم في بيروت من أجل إجراء المشاورات مع السلطات العليا في لبنان بخصوص كيفية تحقيق أمن المسجد الأقصى في المنطقة، واستيفاء حقوق الفلسطينيين".

من جهته، قال عضو كتلة "حزب الله" البرلمانية (الوفاء للمقاومة)، النائب إبراهيم الموسوي، إنّه في ظل هذه المرحلة العسيرة والعصيبة، فإن وزير الخارجية الإيراني "سيعطينا كلّ ما هو شافٍ ووافٍ". وأضاف أنه "في حال كانت إسرائيل لم تستطع إلحاق الهزيمة بقطاع غزة، فهذا دليل على ما رفعناه من شعار متعلق بالصبر والبصيرة"، واصفاً اتفاق الهدنة بأنه بمثابة "ميني انتصار" للمقاومة والشعب الفلسطيني.

بدوره، قال ممثل حركة "حماس" في لبنان أحمد عبد الهادي إنّه في الزيارة الأولى التي قام بها وزير الخارجية الإيراني إلى بيروت، أوصل رسالة للعدو وداعميه بوقوف طهران إلى جانب الشعب الفلسطيني ومقاومته.

وأشار إلى أنّ "انتصار المقاومة الفلسطينية وصمود أبناء شعبنا أوصلونا إلى مرحلة فرض هدنة على العدو تحققت فيها شروط المقاومة"، آملاً أن تؤدي الهدنة "إلى وقف العدوان نهائياً وأن تنتهي الحرب لصالح الشعب والقضية الفلسطينية".

وأوضحت وكالة "نور نيوز" المقربة من مجلس الأمن القومي الإيراني أن جولة عبد اللهيان الإقليمية تهدف إلى استمرار المشاورات المكثفة من أجل وقف العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة ورفع الحصار، وإيصال المساعدات الغذائية والصحية والطبية إلى هذه المنطقة.

المساهمون