قال وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان إن الاعتداءات الإسرائيلية على الأراضي السورية "لن تبقى دون رد"، بينما نفى سفير بلاده في دمشق الأنباء التي تحدثت عن سحب طهران كبار ضباطها من سورية.
واعتبر عبد اللهيان، في مؤتمر صحافي عقده الأحد، في العاصمة السورية دمشق، مع نظيره في حكومة النظام فيصل مقداد، وجود القوات الأميركية على الأراضي السورية "غير شرعي"، معترفاً بمقتل "مستشارين" إيرانيين في هجمات إسرائيلية على مواقع في الأراضي السورية.
وتوعد عبد اللهيان بالرد على الهجمات الإسرائيلية التي تلاحقت في الآونة الأخيرة ضد أهداف إيرانية في جنوب ووسط سورية.
وكان الحرس الثوري الإيراني قد أكد مقتل خمسة مستشارين عسكريين إيرانيين بقصف إسرائيلي استهدف، في 20 يناير/كانون الثاني الماضي، مبنى سكنياً قرب السفارة اللبنانية في منطقة المزة غربيّ العاصمة السورية دمشق.
إلى ذلك، نفى السفير الإيراني في دمشق حسين أكبري، في مؤتمر صحافي عقده السبت في دمشق، الأنباء التي تحدثت عن سحب بلاده كبار ضباط الحرس الثوري من سورية تفادياً لمقتلهم في الهجمات الإسرائيلية.
وزعم أكبري أن الإيرانيين موجودون في سورية "بالتنسيق الكامل مع الحكومة السورية وبشكل قانوني وبناءً على الأنظمة الدولية"، مضيفاً: "نحن بالقوة نفسها موجودون وحاضرون في سورية وأبداً لن ننسحب".
وكانت وكالة رويترز نقلت مطلع الشهر الجاري، عن مصادر وصفتها بالمطلعة، قولها إن الحرس الثوري الإيراني قلّص نشر ضباطه الكبار في سورية، بعد سلسلة الضربات الإسرائيلية المميتة التي استهدفت وجوده ومصالحه هناك.
وقالت الوكالة إن 5 مصادر أكدت لها أن الحرس الثوري الإيراني سيعتمد على فصائل شيعية متحالفة مع طهران للحفاظ على النفوذ الإيراني في سورية.
وأفاد أحد المصادر الوكالة، وهو مسؤول أمني إقليمي كبير مطلع، بأن قادة إيرانيين كباراً غادروا سورية، مع عشرات الضباط ذوي الرتب المتوسطة.
ومنذ انطلاق الثورة السورية في عام 2011، دعمت إيران النظام السوري على كل المستويات، خاصة عسكرياً، ونشرت عشرات المليشيات الطائفية في مختلف أرجاء سورية.
وتفرض إيران اليوم سيطرة شبه مطلقة على العديد من المناطق السورية، لا سيما في ريف دمشق وفي حمص ومحافظة دير الزور شرقي سورية.
ويشير المحلل العسكري رشيد حوراني، في حديث مع "العربي الجديد"، إلى أن "إيران تتغلغل في البنى الاجتماعية العميقة في سورية من تعليم واقتصاد وغيرها".
وأضاف أن استهداف إسرائيل قادة إيران في سورية استراتيجية جديدة لتقليص نفوذ طهران في المنطقة، معتقداً أن "إيران أخذت تتحوط من هذه الاستراتيجية وتعمل على تأمين ضباطها في سورية بأساليب عديدة تشبه إعادة الانتشار للقوات".
ولا يستبعد حوراني أن تكون طهران سحبت بالفعل كبار الضباط من سورية "بشكل مؤقت"، مشيراً إلى أن "عمل هؤلاء القادة لا يتطلب الحضور المباشر إنما المراقبة والمتابعة والإشراف".
ولفت إلى أنه يمكن "للقادة من الدرجة الثانية أو قادة المليشيات التابعة للحرس الثوري الإيراني في سورية القيام بمهام كبار القادة"، معتبراً أن سحب طهران كبار الضباط هو "مجرد مناورة ومحاولة امتصاص للاستراتيجية الإسرائيلية التي تستهدف هؤلاء الضباط".