اقترب مجلس النواب المصري من إتمام المائة يوم الأولى من انعقاده، ورغم ذلك لم ينته البرلمان من تشكيل لجانه النوعية، ولم يستخدم أدواته الرقابية على السلطة التنفيذية، ولا جهّز مشروعَ قانونٍ واحداً على أجندته التشريعية. واكتفى طوال الفترة الماضية بـ"البصم" على القوانين الصادرة من رئيس البلاد عبد الفتاح السيسي قبل انعقاده، وإقرار لائحته الداخلية المنظمة.
إلا أن رئيس البرلمان، علي عبد العال، له وجهة نظر مغايرة بشأن الانتقادات المتواصلة لأداء المجلس البطيء والباهت، إذ يرى أن "حجم الإنجازات التي قدمها المجلس الحالي في ثلاثة أشهر، وموافقته على 341 قراراً بقانون، يعادل ما قامت به البرلمانات السابقة فى فصل تشريعي كامل مدته خمس سنوات!".
عبد العال قال في جلسة اليوم، الإثنين، إن البرلمان يتعرض لهجوم قوي لإفشاله، ليس منذ انعقاده فحسب، ولكن منذ محاولات إفشال الانتخابات المنقضية، في ظل هجوم بعض الجهات (لم يسمّها) على المجلس عبر الصحف ووسائل الإعلام، معتبراً الصحافة في كثير من الأحيان "لا تكون موضوعية".
وقال عبد العال، إن "برلمان 2005 أنجز 38 قانوناً في دور الانعقاد الأول، و52 قانوناً في دور الانعقاد الثاني، والبرلمان الحالي أنهى لائحته الداخلية، المكونة من 444 مادة"، مدعياً أن مجموع مواد القوانين الصادرة في مجلس 2005 تقل عن 444 مادة، وأن هذا يعني أن مجموع ما فعله مجلس النواب الحالي أكبر مما فعلته المجالس السابقة في فصلين تشريعيين، وهو ما يُعدّ رواية كاذبة بامتياز.
وهاجم عبد العال أحد أعضاء لجنة الخمسين، دون أن يسميه، قائلاً "بعض أعضاء لجنة الخمسين ممن كانوا لا يحضرون اجتماعات اللجنة إلا قليلاً، يهاجمون المجلس، وأحدهم نشر مقالاً به عبارات تضع كاتبه تحت طائلة قانون العقوبات، لكن المجلس ينزه نفسه عن الدخول فى تلك المعارك"، مشيراً إلى أن هناك محاولات لقصف المجلس فى مقالات بوسائل الإعلام، وأنه يعتقد أن الأولى بأعضاء لجنة الدستور السابقة الدفاع عن هذا البرلمان.
وكان المتحدث الرسمي السابق للجنة الدستور، الكاتب محمد سلماوي، قد كتب مقالاً في جريدة "الأهرام" الحكومية، تحت عنوان "هل يفيق البرلمان من غفلته؟"، قبل يومين، وصف فيه أداء البرلمان بـ"عروض فرق السيرك الجوالة"، الذي لم يتصدر أداءه أمام الرأي العام إلا المهرجون والبهلوانات من النواب.
تجدر الإشارة إلى أن عبد العال يظهر انحيازاً دائماً إلى السلطة التنفيذية، ورفض أي هجوم للنواب على الحكومة ووزرائها خلال الجلسات المخصصة لمناقشة برنامجها، قائلاً "لا يوجد فصل حاليا بين السلطات، لأننا في وقت شدة، وعلى السلطات الثلاث الاصطفاف سوياً في الأوقات العصيبة"، محذراً النواب خلال جلسة أمس من الهجوم على الحكومة في الوقت الحالي.