انتُخب المهندس ورجل الأعمال الثري عبد الحميد دبيبة (61 عاماً)، الجمعة، رئيساً للوزراء للفترة الانتقالية في ليبيا، وسيقود الرجل بلاده حتى تنظيم انتخابات عامة مقررة نهاية العام.
ولد دبيبة عام 1959 في مصراتة، 200 كلم شرق طرابلس، وهي مدينة ساحلية تولى عدد من أبنائها مناصب سياسية مهمة في حكومات ليبيا منذ استقلالها عام 1951، كما تولى عدد منهم مناصب في مؤسسات اقتصادية مهمة.
وينحدر دبيبة من أسرة أغلب أبنائها من رجال الأعمال، وبعضهم كان مقرباً من العقيد الراحل معمر القذافي، وهو متزوج وأب لستة أبناء، ويحمل شهادة ماجستير في تقنيات التخطيط والبناء من جامعة تورونتو الكندية.
وفي فترة حكم نظام القذافي، شغل دبيبة عدة مسؤوليات مهمة، أبرزها إدارة الشركة الليبية للتنمية والاستثمار، وهي شركة حكومية كبيرة، بالإضافة لأعمال تجارية خاصة بنى من خلالها ثروته من مجال البناء، ليصبح أحد أنجح رجال أعمال مصراتة إلى جانب ابن عمه علي دبيبة، الذي شارك في ملتقى الحوار من بين 75 شخصية ليبية أدارت جلسات المفاوضات السياسية طيلة الأشهر الماضية.
وقد شارك دبيبة في عدة أنشطة تتصل بالمصالحات الوطنية خلال سنوات ما بعد ثورة فبراير/شباط، كما أطلق حراكاً سياسياً تحت اسم "حراك ليبيا المستقبل"، لكن نشاطه السياسي بقي محدوداً.
وخلال تقديمه رؤيته لإدارة الحكومة أمام أعضاء ملتقى الحوار السياسي الثلاثاء الماضي، تحدث دبيبة عن برامج طموحة تتعلق بإطلاق إصلاحات خدمية واقتصادية، واستيعاب الشباب في برامج اقتصادية لإبعادهم عن الانخراط في المجموعات المسلحة، ولا يبدو أن عمر حكومته المحدود يمكن أن يستوعبها.
كما عبر دبيبة، لأعضاء ملتقى الحوار، عن رغبته ورغبة الرئيس في إنشاء وزارة للمصالحة الوطنية وتقليص الفوارق بين رواتب الموظفين، وتقسيم البلد إلى مناطق أمنية، وحلّ مشكلة الانقطاع المطول للكهرباء خلال ستة أشهر.
وتعهّد أيضاً بالعمل على إعادة كبار المستثمرين الأجانب الذين هجروا ليبيا بعد 2011، وخلق وظائف للشباب لا تكون بالضرورة في الجيش والشرطة.
وفي أول حديث رسمي له، في كلمة مرئية مساء السبت، أبدى دبيبة استعداده للعمل مع الجميع باختلاف أفكارهم ومكوناتهم وأطيافهم ومناطقهم، وأكّد أن اختيار ملتقى الحوار السياسي قائمته رمز لانتصار الوحدة الوطنية.
وجدد تأكيده الالتزام بتعهداته حيال الاستحقاق الانتخابي نهاية العام الجاري، وشدد على أن حكومته ستنهي مسار النزاع وصولاً إلى الانتخابات، لتنتهي معها المراحل الانتقالية.
(فرانس برس، العربي الجديد)