على وقع اقتحامات واستفزازات المستوطنين في المسجد الأقصى، هاتف الرئيس الفلسطيني محمود عباس، مساء اليوم الاثنين، وزير أمن الاحتلال بني غانتس، وهنأه بحلول رأس السنة العبرية، وفق ما أوردت وكالة الأنباء الرسمية "وفا".
وتأتي هذه التهنئة بعد يوم صعب وتوتر شهده المسجد الأقصى المبارك والاعتداء على المرابطين فيه، حيث أمّنت قوات الاحتلال اقتحامات المستوطنين المسجد الأقصى في الأعياد اليهودية، ورافق ذلك حصار مشدد منع خلاله الفلسطينيون من الوصول إلى المسجد، واقتصر دخول البلدة القديمة على قاطنيها.
وتأتي التهنئة كذلك بعد ثلاثة أيام من خطاب الرئيس الفلسطيني أمام الجمعية العامة، والذي اعتبر فيه أن إسرائيل "لم تعد شريكًا للسلام"، وأنه "لم يعد هناك شريك إسرائيلي يمكن الحديث معه"، مضيفًا أن إسرائيل بذلك "تنهي العلاقة التعاقدية معنا، وتجعل العلاقة بين دولة فلسطين وإسرائيل علاقة بين دولة احتلال وشعب محتل، وسوف نتعامل على هذا الأساس".
مقابل ذلك، أوردت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية خبرًا عن المكالمة، حيث أشارت إلى أنها تطرقت إلى الأوضاع في الضفة الغربية، فضلًا عن تعزيز التنسيق الأمني. وأضافت الصحيفة أن وزير الأمن الإسرائيلي طلب من رئيس السلطة الفلسطينية كبح حالة التصعيد في الضفة الغربية.
وتؤكد "تهنئة" الرئيس الفلسطيني لوزير الجيش، لا لنظيره الرئيس أو رئيس الوزراء، على أن دولة الاحتلال تتعاطى مع السلطة بمنطق أمني وظيفي وحسب، وأنها غير معنيّة بأن تضيف إلى تلك العلاقة أي بعد سياسي يرتبط بالمفاوضات أو عملية السلام؛ وهذا ما تؤشر إليه المحادثات والزيارات المتبادلة بين أبو مازن وغانتس خلال العامين الماضيين، والتي تتكرر بالذات في مواسم الأعياد التي تشهد عادة توتّرات في المسجد الأقصى، إذ سبق أن هاتف وزير الأمن الإسرائيلي عباس قبيل رمضان العام الماضي، ثمّ عاد واستضافه في منزله قرب تل أبيب في يوليو/تموز العام الماضي قبيل عيد الأضحى.