عباس يجدد دعوته الأمم المتحدة للبدء بترتيبات عقد مؤتمر دولي كامل الصلاحيات

01 ديسمبر 2020
يحاول عباس الاستفادة من خسارة ترامب للانتخابات بعقد المؤتمر (فرانس برس)
+ الخط -

جدد الرئيس الفلسطيني محمود عباس اليوم الثلاثاء، دعوته الأمين العام للأمم المتحدة للبدء بترتيبات عقد مؤتمر دولي كامل الصلاحيات، وبالتعاون مع الرباعية الدولية ومجلس الأمن، وبمشاركة الأطراف المعنية كافة ابتداء من مطلع العام المقبل.

وأشار عباس، في كلمته التي ألقاها نيابة عنه مندوب فلسطين الدائم لدى الأمم المتحدة السفير رياض منصور، خلال احتفال عبر تقنية "الفيديو كونفرنس" نظمته لجنة الأمم المتحدة المعنية بممارسة الشعب الفلسطيني لحقوقه غير القابلة للتصرف، لمناسبة اليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني، إلى أن تلك الدعوة لعقد المؤتمر "هي بهدف الانخراط في عملية سلام حقيقية على أساس القانون الدولي والشرعية الدولية ومرجعيات عملية السلام، وبما يؤدي إلى إنهاء الاحتلال ونيل الشعب الفلسطيني حريته واستقلاله".

عباس: ما زلنا نمد أيدينا إلى السلام العادل المبني على قرارات الشرعية الدولية وحل الدولتين على حدود 1967

وجدد عباس التذكير "أننا ما زلنا نمد أيدينا إلى السلام العادل المبني على قرارات الشرعية الدولية وحل الدولتين على حدود 1967"، مضيفاً: "نؤكد مجدداً أننا على استعداد للذهاب إلى مفاوضات مباشرة مع إسرائيل، فنحن لم نرفض الذهاب إلى المفاوضات يوماً، وقدمنا مبادرتنا للسلام في فبراير/شباط 2018 أمام مجلس الأمن، والتي طالبنا فيها بعقد مؤتمر دولي، وتشكيل آلية دولية متعددة الأطراف كالرباعية الدولية لتساعد الجانبين في المفاوضات لحل جميع قضايا الوضع الدائم، وتوفير الضمانات لتنفيذ ما يتفق عليه ضمن فترة زمنية محددة، لتحقيق سلام عادل وشامل وفقاً لمرجعيات الشرعية الدولية".

وقال عباس: "في ظل أحلك الظروف وأشدها، وبالرغم من النكبة والظلم وكل الممارسات الإسرائيلية التي يمكن أن تدفعنا للتخلي عن الإيمان بالحوار السلمي والنهج السياسي والقانوني، بقينا متمسكين بحقوقنا، وملتزمين بالقانون الدولي، ومطالبين باحترامه وتطبيقه في فلسطين".

وأضاف الرئيس عباس: "من المفارقة أنه في الوقت الذي كانت منظمة الأمم المتحدة تضع ميثاقها، والمجتمع الدولي يعتمد الإعلان العالمي لحقوق الإنسان واتفاقيات جنيف، كان الشعب الفلسطيني يُسلب من كافة حقوقه التي نصت عليها هذه المواثيق، وما زال حتى يومنا هذا يرزح تحت الاحتلال"، فيما شدد عباس على أن القانون الدولي، مهما طال الزمن أو قصر، "هو حجر الأساس للمنظومة الدولية الذي يجب التمسك والالتزام به".

وتابع: "ولكن ذلك لم يفقدنا الإيمان بالشرعية الدولية والقانون الدولي كأساس للحل العادل، وقبلنا المفاوضات والعمل السياسي والمقاومة الشعبية السلمية طريقاً للتوصل إلى نهاية للاحتلال الإسرائيلي لأرض دولة فلسطين ونيل شعبنا حريته واستقلاله".

وأكد الرئيس عباس أن الشعب الفلسطيني باق على أرضه، ولن يقبل بالقهر والظلم، وسيواصل صموده الأسطوري وكفاحه المشروع ضد الاحتلال الاستعماري للأرض والشعب الفلسطيني، مضيفًا، "إننا لن نتخلى عن وحدة أرضنا وشعبنا، وسنواصل بناء مؤسساتنا الوطنية ونحافظ على سيادة القانون ونشر ثقافة السلام والتسامح الراسخة فينا".

عباس: لن نتخلى عن وحدة أرضنا وشعبنا، وسنواصل بناء مؤسساتنا الوطنية ونحافظ على سيادة القانون ونشر ثقافة السلام والتسامح الراسخة فينا

وعبر عباس عن الامتنان لكل دول العالم الملتزمة بالإجماع الدولي المبني على أساس حل الدولتين على حدود 1967، واحترام الوضع القانوني لمدينة القدس والوضع التاريخي القائم للأماكن المقدسة المسيحية والإسلامية، بما في ذلك الحرم الشريف، ولكل من يؤمن بعدالة القضية الفلسطينية ومركزيتها رغم تكاثر الأزمات والصراعات في العالم، ولكل من يقدم الدعم السياسي للفلسطينيين انسجاماً مع ميثاق الأمم المتحدة، ولكل من يقدم المساندة الإنسانية والإنمائية للشعب الفلسطيني ومؤسساته وللأونروا حتى يتم التوصل إلى حل عادل لقضية اللاجئين الفلسطينيين، وفقاً لقرار الجمعية العامة 194.

وشكر عباس الدول، التي رغم الضغوطات، أكدت على التزامها بالقانون الدولي والشرعية الدولية وبعدم الاعتراف بالوضع غير القانوني الذي تخلقه سياسات دولة الاحتلال الإسرائيلي وإجراءاته من نشاطات استيطانية وإجراءات قمعية وخنق للاقتصاد الفلسطيني في أرض دولة فلسطين المحتلة، بما فيها القدس الشرقية، وشكر الدول التي ميزت في تعاملاتها بين إقليم السلطة القائمة بالاحتلال (إسرائيل) والأرض الفلسطينية المحتلة (فلسطين) وإلى ضمان المساءلة، بما يشمل عدم التعامل أو الاستثمار في المستوطنات أو مع مؤسساتها أو منتجاتها. فيما وجّه عباس التحية لجميع الدول التي أعلنت دعمها للمؤتمر الدولي، بما في ذلك شبه الإجماع الذي عبر عنه أعضاء مجلس الأمن خلال الاجتماع الذي عقد تحت الرئاسة الروسية في شهر أكتوبر/تشرين أول الماضي".

وكان نائب رئيس حركة "فتح" محمود العالول، قد أعلن اليوم الثلاثاء، أن من نتائج زيارة الرئيس الفلسطيني محمود عباس إلى الأردن ومصر أنه ستكون هناك لجنة وتنسيق للعمل المشترك لتحقيق رؤيته لعقد المؤتمر الدولي للسلام، مبينًا أن الاتصالات مع دول العالم ستتواصل بهذا الخصوص.

وشدد العالول في حديث لإذاعة "صوت فلسطين" الرسمية على "أهمية الحراك الفلسطيني على المستوى العربي، خاصة ونحن على أبواب الخلاص التام من إدارة ترامب التي كانت تمارس الاحتلال بحق الشعب الفلسطيني".
وتابع قائلاً إن الحراك "أساسيٌ من أجل بذل جهد أكبر في تعديل الخلل الضخم والكبير الذي أُحدث إبان إدارة ترامب، سواء ما يتعلق بالمفاهيم المرتبطة بحل الدولتين أو القدس وإضفاء الشرعية على الاستيطان".

وأشار العالول إلى أن التظاهرة السياسية التي تمت في كل أنحاء العالم في اليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني، استثمرت بالاتصال مع كل القوى من أجل تكثيف جهدها لدعم رؤية عباس.

المساهمون