قال الرئيس الفلسطيني محمود عباس، مساء الجمعة، إن السلطة "ستواجه وبكل حزم الانتهاكات الخطيرة التي تقوم بها الحكومة الإسرائيلية الجديدة والمجموعات الاستيطانية المتطرفة، سواء على صعيد استباحة المسجد الأقصى والمقدسات الإسلامية والمسيحية، أو على صعيد سن القوانين العنصرية، وبرامج هذه الحكومة المنافية للقانون الدولي والاتفاقيات الموقعة".
وأضاف عباس، لدى مشاركته، بمأدبة العشاء الميلادي، لمناسبة عيد الميلاد المجيد وفق التقويم الشرقي، مساء الجمعة "نؤكد إدانتنا ورفضنا الكامل الاعتداءات المتكررة على ممتلكات الكنائس في القدس وفي سائر الأراضي الفلسطينية، بما في ذلك جبل الزيتون وباب الخليل وسلوان ومار إلياس والعبث في مقبرة الكنيسة الأسقفية الإنجيلية في القدس".
واستطرد: "شعبنا الفلسطيني سيواصل ثباته على أرضه وأرض أجداده، وحماية تراثه الحضاري، ومقدساته المسيحية والإسلامية، وفي مقدمتها المسجد الأقصى المبارك وكنيسة القيامة وكنيسة المهد والحرم الإبراهيمي بالخليل".
وتابع: "كيف لا ونحن أصحاب العهدة العمرية التي ستبقى خالدةً إلى الأبد، قابضين على الجمر، مدافعين عن ثقافتنا التي تحثنا على التسامح والوسطية والإخاء بين أبناء الشعب الواحد، والحفاظ على هوية وطابع مدينة القدس، ودعم صمود أهلها ومقدساتها".
وأكد عباس: "سنبقى ملتزمين بمقاومة الاحتلال الإسرائيلي وسياساته الاستيطانية التي تهدف إلى تقويض الوجود الفلسطيني الإسلامي والمسيحي على حدٍ سواء، كما سنواصل الحفاظ على تراثنا الديني الفلسطيني المتنوع الذي نفتخر به، وندعو الجميع للحفاظ عليه، على طريق الحرية والاستقلال لشعبنا ودولتنا بعاصمتها القدس الشرقية".
وأضاف: "نقوم حالياً، وبالتنسيق مع الملك عبد الله الثاني، صاحب الوصاية الهاشمية على المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس، وكذلك مع المجموعات الشقيقة والصديقة، بالتحرك على صعيد المحافل الدولية والإقليمية، وعلى رأسها مجلس الأمن، وجامعة الدول العربية، ومنظمة التعاون الإسلامي، وحركة عدم الانحياز، والاتحاد الأفريقي، والاتحاد الأوروبي ودوله الأعضاء، من أجل وضع حد لهذه الانتهاكات التي تستهدف الوضع التاريخي والقانوني في القدس ومقدساتها".
من جانب آخر، قال عباس: "من مدينة بيت لحم، ومن فلسطين، نحيي جميع المحتفلين بعيد الميلاد وفق التقويم الشرقي في فلسطين والعالم أجمع، ونتمنى للجميع الخير والمحبة والأمل والسلام".
وأكد الرئيس الفلسطيني "مواصلة الاحتفال بهذه المناسبات الوطنية والدينية، وحماية إرثنا ومقدساتنا ووجودنا الإسلامي والمسيحي على أرض فلسطين المقدسة، كجزء أصيل من وجودنا التاريخي ونسيجنا الوطني في مدننا وقرانا ومخيماتنا".
وأشاد عباس بـ"مواقف الدول والمنظمات الدولية والبرلمانات والمؤسسات الكنسية، والأزهر الشريف، التي دانت جميعها هذه الانتهاكات الإسرائيلية الخطيرة، والتي نأمل أن تتحول من أقوال إلى أفعال".