طالبت عائلات الأسرى الإسرائيليين المحتجزين في قطاع غزة منذ عملية "طوفان الأقصى" في السابع من أكتوبر/ تشرين الأول حكومة الاحتلال بـ"وقف القتال وبدء مفاوضات" مع حركة حماس الفلسطينية لتأمين الإفراج عنهم.
وقالت نوام بيري ابنة المحتجزة حاييم بيري "لا نتلقى سوى الجثث. نريد منكم وقف القتال وبدء مفاوضات"، وذلك خلال تجمع في تل أبيب السبت غداة إعلان جيش الاحتلال الإسرائيلي أنه قتل "عن طريق الخطأ" ثلاثة من الأسرى الإسرائيليين المحتجزين خلال عملية عسكرية في قطاع غزة.
بدوره، قال روبي تشين والد إيتاي تشين وهو أسير يبلغ 19 عاماً "يبدو الأمر كأنه لعبة الروليت الروسية: من سيكون التالي الذي يعلم بوفاة أحد أفراد أسرته؟ نريد أن نعرف ما هو الاقتراح المطروح على طاولة الحكومة".
وأضاف "أخبرونا في البداية بأن العملية البرية ستعيد المخطوفين. إن الأمور لا تسير كذلك، لأنه مذاك، عاد مخطوفون لكن ليس جميعهم أحياء. لقد حان الوقت لتغيير تلك الفرضية".
وكشف جيش الاحتلال، اليوم السبت، تفاصيل إضافية حول الأسرى الثلاثة الذين قتلهم، لافتاً إلى أن المحتجزين الثلاثة كانوا قد رفعوا الرايات البيضاء وصرخوا "أنقذونا".
وبحسب التفاصيل الجديدة، التي أفضت إليها التحقيقات الأولية، بدأ الأمر عندما دخلت قوة من "الكتيبة 17" بجيش الاحتلال إلى مبنى، ورأت ثلاثة أشخاص اشتبهت بأنهم "مخربون".
وكان أحد الأسرى الإسرائيليين الذي اعتبرته القوة مخرباً قد رفع راية بيضاء، لكن الجنود فتحوا النار عليه رغم ذلك، و"بخلاف تعليمات إطلاق النار"، على حد ادعاء جيش الاحتلال، والتي تحظر إطلاق النار على أشخاص بعد استسلامهم.
وعلى الرغم من هذا الادعاء، فإن العديد من الحالات في غزة وخارج غزة وثقت قيام جنود الاحتلال بإطلاق النار على أشخاص حتى بعد استسلامهم أو عدم تشكيلهم أي خطر عليهم.
كتائب القسام: إسرائيل "تقامر" بحياة جنودها الأسرى في غزة للتخلص من عبء الملف
في الأثناء، اعتبرت كتائب القسام الجناح المسلح لحركة حماس، السبت، أنّ إسرائيل "تقامر بحياة جنودها الأسرى الذين تعمّدت إعدام ثلاثة منهم الجمعة"، قائلة إنّ هذا يأتي ضمن "محاولة يائسة للتخلص من عبء الملف".
وقال أبو عبيدة متحدث "القسام"، في بيان، وفق ما أوردته وكالة الأناضول، "ما زال العدو يقامر بحياة جنوده الأسرى لدى المقاومة غير آبه بمشاعر عائلاتهم".
وأضاف أنّ إسرائيل "تعمّدت بالأمس إعدام ثلاثة من جنودها الأسرى وآثرت قتلهم على تحريرهم، وهو ذات السلوك الإجرامي المفضوح الذي مارسته ولا تزال بحق أسراها في غزة".
واعتبر أنّ ذلك يأتي في "محاولة يائسة منها للتخلص من عبء هذا الملف واستحقاقاته التي تعرفها جيداً".
كما نشرت كتائب القسام السبت مقطعاً مصوراً تعليقاً على قتل جيش الاحتلال الإسرائيلي محتجزيه الثلاثة، قائلة إنّ "الوقت ينفد". وعنونت "القسام" مقطعها المصور بـ"الوقت ينفد"، وذلك باللغات العربية والإنكليزية والعبرية.
وعرض المقطع المصور في نحو دقيقة ونصف مشاهد القصف الإسرائيلي العشوائي على مناطق بقطاع غزة، بالتزامن مع عرض مقاطع مصورة لمحتجزين إسرائيليين قتلوا جراء القصف.
وأوردت "القسام" إفادة إسرائيلية كانت محتجزة سابقاً في غزة قبل مقتلها، قولها: "نخشى أن نموت من الصواريخ، من فضلكم توقفوا".
كما أشار المقطع إلى وصول حصيلة قتلى المحتجزين الإسرائيليين في القطاع إلى 9، آخرهم الثلاثة الذين قتلوا "خطأ" بحي الشجاعية.
وفي صورة أخرى نشرتها "القسام" على "تليغرام"، السبت، بعنوان: "الخيار لكم في توابيت أم أحياء!!"، تظهر في جزئها العلوي صورة إحدى المحتجزات الإسرائيليات المحررات، بينما يبدو في الجزء الأسفل رمز لتابوت الموتى.
⭕️كتائب القسام تنشر رسالة للاحتلال: الخيار لكم في توابيت أم أحياء!! pic.twitter.com/UOVb9NTNOb
— إذاعة الأقصى - عاجل (@Alaqsavoice_Brk) December 16, 2023
وكانت كتائب القسام، وسرايا القدس الجناح المسلح لحركة الجهاد الإسلامي، قد أعلنتا سابقاً مقتل عدد من الأسرى الإسرائيليين المحتجزين لديهما جراء القصف الإسرائيلي على قطاع غزة منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي.
من جهة أخرى، اجتمع مسؤولون إسرائيليون بنظرائهم القطريين في النرويج، اليوم السبت، سعياً لإحياء المحادثات حول صفقة تبادل يتم بموجبها إطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين والمحتجزين في غزة مقابل وقف إطلاق النار وإطلاق سراح أسرى فلسطينيين، وفقاً لما أوردت القناة الـ13 الإسرائيلية نقلاً عن مصادر لم تسمها.
وفي وقت سابق اليوم، نقلت صحيفة "وول ستريت جورنال" عن مصادر قولها إنه من المقرر أن يلتقي رئيس الوزراء القطري ووزير الخارجية الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، مع ديفيد برنيع، مدير وكالة المخابرات الإسرائيلية (الموساد)، في أوسلو، ضمن محادثات "استكشافية"، مضيفة أنه من المرجح أيضاً أن يجتمع برنيع مع مسؤولين مصريين.
وقادت قطر مفاوضات فاعلة في الأسابيع الأخيرة، أفضت إلى اتفاق هدنة لمدة 7 أيام، تم خلالها تبادل عشرات الأسرى بين حركة حماس والاحتلال الإسرائيلي، مع إدخال مساعدات إلى مناطق قطاع غزة في ذروة الحرب البرية.
(فرانس برس، العربي الجديد)