- الرئيس الإيراني والقائد العام للحرس الثوري أشادا بالهجمات، مؤكدين على القدرة الإيرانية على معاقبة المعتدين وضمان استقرار المنطقة، مع تحذيرات برد أشد في حالة رد إسرائيل.
- ردود فعل دولية ومحلية متباينة، مع إعلان الولايات المتحدة عدم رغبتها في توسع التوترات، واحتفالات في إيران بنجاح الهجمات، وتأكيدات إيرانية على توافق الرد مع ميثاق الأمم المتحدة وتهديد برد أشد على أي تصرفات مستقبلية.
أكد رئيس الأركان العامة للقوات المسلحة الإيرانية اللواء محمد باقري، اليوم الأحد، أن هجمات بلاده على إسرائيل "كانت ناجحة وحققت جميع أهدافها"، قائلاً إن سببها تجاوز الكيان الخطوط الحمراء بعد هجومه على المبنى القنصلي الإيراني في دمشق في الأول من الشهر الحالي. وأضاف باقري: "نرى أن عمليتنا مثمرة بالكامل ولسنا بصدد مواصلتها، لكن إذا رد الكيان الصهيوني فستكون عملياتنا القادمة أكبر حجماً".
وأوضح باقري أن الهجمات الإيرانية استهدفت "مركزاً استخبارياً كبيراً في مرتفعات جبل الشيخ على الحدود بين سورية وفلسطين المحتلة"، قائلاً إن هذا المركز "كان يوفر المعلومات الأمنية اللازمة لهذه الجريمة (استهداف القنصلية)".
كما تحدث القائد العسكري الإيراني عن استهداف قاعدة "نواتيم" لمقاتلات إف 35 الإسرائيلية التي أقلعت منها المقاتلات لاستهداف القنصلية الإيرانية في دمشق. ولفت في الشأن إلى أن "القبة الحديدية ودرع الدفاع الصاروخي للكيان الصهيوني فشلتا في التصدي بشكل ملحوظ للعملية".
من جهة ثانية، قال باقري إن الولايات المتحدة قد أعلنت أنه لا تسعى إلى توسع التوترات في المنطقة، "لكن حسب معلوماتنا فإنها بكل قوتها حاولت في الأجواء العراقية والأردنية إحباط عمليتنا الليلة الماضية، لكنها لم تتمكن من ذلك ووصلت الهجمات إلى أهدافها".
إلى ذلك، شهدت إيران منذ الليلة الماضية مسيرات في عدة مدن إيرانية بما فيها العاصمة احتفالاً باستهداف إسرائيل.
وفي رسالة مفتوحة إلى الشعب الإيراني، أشاد الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي بالهجمات التي نفذتها القوات المسلحة الإيرانية الليلة الماضية على إسرائيل، قائلاً إن هذه القوات "فتحت صفحة جديدة للاقتدار الإيراني، ولقنت العدو الصهيوني درساً يجعله يعتبر".
وأضاف أن العقاب الذي وعده به المرشد الإيراني الأعلى علي خامنئي "قد تحقق"، مشيراً إلى أن القوات الإيرانية استهدفت الأهداف العسكرية الإسرائيلية في عملية مركبة واسعة، عازياً ذلك إلى "تدبير دفاعي في إطار الحق الذاتي للدفاع المشروع عن إيران".
وأكد رئيسي أن الهجمات الإيرانية كانت لأجل معاقبة المعتدين واستتباب الاستقرار في المنطقة، مضيفاً أن بلاده "تعتبر أن السلام والاستقرار في المنطقة ضرورة لأمنها القومي".
وكان "العربي الجديد" قد كشف بعد يومين من هجوم دمشق على المبنى القنصلي الإيراني، نقلاً عن مصادر مقربة من أصحاب القرار في "الجمهورية الإسلامية" عن قرار لمجلس الأمن القومي بضرب أهداف إسرائيلية انطلاقاً من داخل إيران. وأضافت المصادر حينها أن الرد الإيراني سيكون على نحو لا يؤدي إلى تصعيد أو مواجهات كبيرة في المنطقة.
وقالت المصادر حينها، التي فضلت عدم نشر اسمها، إن الحكومة الإيرانية أبلغت واشنطن عبر رسالة وجهتها لها عبر سويسرا وسلطنة عُمان أنها سترد على الهجوم الإسرائيلي، محذرةً الإدارة الأميركية من خلال الوسطاء من أي تدخل، لأنه "سيعرض جميع مصالح أميركا في المنطقة إلى خطر كبير ویشعل المنطقة"، بحسب ما قالته المصادر.
من جهته، قال رئيس البرلمان الإيراني، محمد باقر قاليباف، اليوم الأحد، إن "صفعة الشعب الإيراني للعدو الصهيوني كانت قوية ودرساً رادعاً وباعثاً للندم".
وأضاف أن الهجمات الإيرانية كانت وفق ميثاق الأمم المتحدة، مهدداً أنه "إذا ما ارتكب الكيان الصهيوني أو حلفاؤه حماقة أخرى فسيكون ردنا المخطط له أكثر شدة".
رد أكثر صعوبة
من جهته، توعد القائد العام للحرس الثوري الإيراني، الجنرال حسين سلامي، الكيان الإسرائيلي بـ"رد أكثر صعوبة إذا ما رد" على الهجمات الإيرانية.
وأضاف أن الاحتلال "إذا ما هاجم مصالحنا وشخصياتنا ومواطنينا من أي نقطة فسنهاجهم"، لافتاً إلى أن إسرائيل بدعم أميركي كانت قد أسست لـ"دفاع جوي عميق مكون من عدة طبقات وكان من الصعب عبور هذه الأنظمة المتقدمة".
وأضاف أن ذلك استدعى "إبداعاً في التخطيط في هذا الهجوم، وتمكنت عشرات المسيرات وصواريخ كروز وبالستية من تجاوز مختلف طبقات الدفاع الجوي الإسرائيلي والوصول إلى الأهداف".
وتابع أن "معلوماتنا لم تكتمل بعد حول إصابة الأهداف كلها، لكن ما وصل إلينا من تقارير دقيقة ومستندة وميدانية من إصابة أهداف يشير إلى أن العملية قد نفذت بنجاح أكثر مما هو متوقع".