طلب بايدن لتمويل إسرائيل يشمل تهجير الغزيين

26 أكتوبر 2023
من مخيم أقيم للنازحين في خانيونس (محمود همص/فرانس برس)
+ الخط -

يكشف الطلب الذي وجّهه الرئيس الأميركي جو بايدن إلى مجلس النواب الأميركي في 20 أكتوبر/تشرين الأول الحالي، للحصول على اعتمادات مالية إضافية بقيمة 106 مليارات دولار يخصص جزء منها لدعم إسرائيل وأوكرانيا، عن رغبة بتخصيص جزء من المبلغ لـ"مساعدة الهجرة واللاجئين"، بقيمة تقارب الأربعة مليارات دولار (3.495.000.000 دولار)، وذلك لتلبية الاحتياجات الإنسانية في أوكرانيا ومساعدة اللاجئين منها، إضافة لمساعدة اللاجئين استجابة للوضع في إسرائيل وفي المناطق المتأثرة بالوضع فيها.

واللافت في الطلب ما نص عليه بأن "التمويل سيوفر أيضاً المساعدة الإنسانية المنقذة للحياة في إسرائيل، وفي المناطق المتأثرة بالوضع في إسرائيل. ومن شأن هذه الموارد أن تدعم المدنيين النازحين والمتأثرين بالصراع، بما في ذلك اللاجئون الفلسطينيون في غزة والضفة الغربية، وتلبية الاحتياجات المحتملة لسكان غزة الفارين إلى البلدان المجاورة. وسيشمل ذلك المواد الغذائية وغير الغذائية، والرعاية الصحية، ودعم المأوى في حالات الطوارئ، والمساعدة في مجال المياه والصرف الصحي، والحماية في حالات الطوارئ".

وأضاف: "سيشمل ذلك أيضاً تكاليف البنية التحتية الإنسانية الحيوية المحتملة اللازمة للاجئين لتوفير الوصول إلى الدعم الأساسي الذي يحافظ على حياتهم. ويمكن أن تؤدي هذه الأزمة إلى النزوح (التهجير) عبر الحدود وزيادة الاحتياجات الإنسانية الإقليمية، ويمكن استخدام التمويل لتلبية متطلبات البرمجة المتطورة خارج غزة".

طلب تمويل أميركي يتضمن تلبية الاحتياجات المحتملة لسكان غزة الفارين إلى البلدان المجاورة

تهجير الغزيين احتمال قائم

الحديث الواضح عن توفير تمويل لـ"تلبية الاحتياجات المحتملة لسكان غزة الفارين إلى البلدان المجاورة" وإمكان أن "تؤدي الأزمة لنزوح عبر الحدود"، يعيد التأكيد أن الإدارة الأميركية تضع على أجندتها احتمال تهجير الغزيين إلى خارج القطاع، على الرغم من نفي مسؤولين أميركيين منهم وزير الخارجية أنتوني بلينكن هذه الفكرة علناً، وقوله في حديث تلفزيوني في 16 أكتوبر/تشرين الأول الحالي أن واشنطن لا تؤيد هذه الفكرة.

لكن ما تقوله واشنطن علناً يتناقض مع ما يتسرب في السر، خصوصاً مع ما نقلته وكالة "أسوشييتد برس" في 12 أكتوبر الحالي عن "مسؤول مصري كبير"، لم تكشف عن هويته، قوله إن السلطات المصرية "رفضت مقترحاً أميركياً بالسماح للفلسطينيين الفارين من القصف الإسرائيلي بمغادرة قطاع غزة" نحو الأراضي المصرية. وأضاف المسؤول أن "مصر تجري محادثات مع إسرائيل والولايات المتحدة، بشأن إنشاء ممرات آمنة داخل غزة، وتوصيل المساعدات الإنسانية إلى الفلسطينيين المحاصرين".

مسؤول مصري كبير: القاهرة رفضت مقترحاً أميركياً بالسماح للفلسطينيين الفارين من القصف الإسرائيلي بمغادرة قطاع غزة نحو الأراضي المصرية

ومع اشتداد العدوان على غزة، خصوصاً توجه الاحتلال إلى تنفيذ غزو بري محتمل، مع ما يحمله من دفع إلى تدفق أعداد من الغزيين باتجاه الجنوب أولاً ثم نحو الحدود مع مصر ثانياً، ذكر مراسل صحيفة "يديعوت أحرنوت" بار شليم أور أمس أن وزيرة الاستخبارات الإسرائيلية جيلا جملئيل اقترحت خطة لتهجير الفلسطينيين من غزة إلى سيناء. ولفت شليم أور في سلسلة تغريدات على حسابه على منصة "إكس" أن مركز "مسغاف" اليميني دعا أيضاً إلى توظيف الحرب في تهجير الفلسطينيين من قطاع غزة إلى مصر. ونوه إلى أن المركز أصدر قبل أيام ورقة تحت عنوان "فرصة نادرة لطرد جميع سكان قطاع غزة إلى مصر".

وأضاف أور أن الورقة، التي أسهم في إعدادها أمير فيطمان، القيادي في حزب الليكود الحاكم، تدعو إلى توطين الفلسطينيين الذين سيتم طردهم في المدن المصرية التي تقع في ضواحي القاهرة. وحسب الورقة الصادرة، يوصي المركز بأن تتم عملية التهجر من خلال إسهام إسرائيل في تجنيد الأموال اللازمة لتوطين الفلسطينيين داخل مصر.

مخطط تهجير نحو مصر والأردن

من جهته، قال شموئيل مئير، الباحث السابق في شعبة الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية "أمان"، إنه حسب قوى اليمين في إسرائيل فإن تهجير الفلسطينيين من غزة إلى مصر يعد مرحلة أولى تليها مرحلة أخرى تتمثل في طردهم الفلسطينيين من الضفة إلى الأردن. وفيما تتبنى القاهرة موقفاً علنياً رافضاً لأي تهجير للفلسطينيين باتجاه سيناء، فإن هذا الاحتمال يبدو حاضراً بقوة في أجندة الإدارة الأميركية، على الرغم من تصريحات المسؤولين الأميركيين العلنية حول رفض التهجير من غزة.

وفي السياق نفسه، قال مصدر مصري مطلع لـ"العربي الجديد" الأسبوع الماضي، إن "الضغوط الأميركية والغربية تتصاعد تجاه مصر، بشأن استيعاب أعداد من سكان المنطقة الشمالية في غزة، وسط عروض غربية وأميركية للقاهرة بامتيازات اقتصادية تساعد الاقتصاد المصري المنهك على الصمود خلال الفترة المقبلة".

وفي حين لم يذكر مسؤولو الإدارة الأميركية علناً فكرة نقل أهالي غزة لسيناء، لكنهم تحدثوا عن "ممرات آمنة"، ومنهم مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان، الذي قال في مؤتمر صحافي في 10 أكتوبر إن بلاده تجري محادثات مع إسرائيل ومصر بشأن توفير "ممر آمن للمدنيين في غزة"، وإن هناك "مشاورات جارية" حول هذا الموضوع، من دون أن يشرح إلى أين سيصل هذا الممر الآمن.

المساهمون