وصل مستشار الأمن القومي الإماراتي طحنون بن زايد، اليوم الإثنين، إلى العاصمة الإيرانية طهران، في أول زيارة رسمية معلنة لمسؤول إماراتي رفيع منذ خفْض أبو ظبي علاقاتها الدبلوماسية مع إيران عام 2016.
وكانت الإمارات قد خفضت مستوى العلاقات مع طهران عام 2016، بعد قطع السعودية علاقاتها مع إيران، إثر تعرض مقراتها الدبلوماسية لأعمال حرق من قبل إيرانيين محتجين على إعدام الرياض رجل الدين الشيعي نمر باقر النمر. وزارت وفود إماراتية طهران خلال السنوات الثلاث الماضية سراً وعلانية.
وبعيد وصوله، توجه بن زايد إلى مقر المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني، ليلتقي أمينه الأميرال علي شمخاني، وأجرى الجانبان مباحثات، على أن يلتقي بعد ذلك الرئيس الإيراني، إبراهيم رئيسي.
وتأتي زيارة مستشار الأمن القومي الإيراني، بدعوة من نظيره الإيراني، وهي تستغرق يوماً واحداً. وأعلن مجلس الأمن القومي الإيراني أن الزيارة تهدف إلى تعزيز العلاقات الثنائية، والتشاور بشأن آخر التطورات الإقليمية.
وخلال استقباله الضيف الإماراتي، أكد أمين مجلس الأمن القومي الإيراني، أن "الاستقرار والأمن المستدام في المنطقة رهينان فقط بالحوار المستمر والتعاون بين دولها"، قائلاً إن علاقات الصداقة مع الجيران، ومبادلة الفرص الاقتصادية والتجارية والاستثمارية، تشكل "أهم أولويات الجمهورية الإسلامية في سياستها الخارجية".
وأكد شمخاني "ضرورة عدم السماح للقوى خارج المنطقة بالتأثير على العلاقات بين دولها"، داعياً إلى "بذل مساعٍ مشتركة لحلّ الأزمات العسكرية والأمنية في المنطقة، واستبدال التوجهات العسكرية بالحوار والتفاهم".
وصف بن زايد إيران بأنها دولة كبيرة وقوية في المنطقة
وأعرب عن أمله في أن تؤدي زيارة نظيره الإماراتي إلى فتح صفحة جديدة في العلاقات الثنائية، و"تؤسس لتوطيدها وتوسيعها على كافة المجالات".
من جهته، وصف مستشار الأمن القومي الإماراتي، إيران، بأنها "دولة كبيرة وقوية في المنطقة، ولها موقع جيوسياسي فريد، وممرّ كبير للتواصل بين الشرق والغرب"، بحسب ما أوردته وكالة "نور نيوز" المقربة من مجلس الأمن القومي الإيراني. وأضاف بن زايد أن "علاقات الأخوة بين طهران وأبو ظبي تأتي ضمن أولويات الإمارات المتحدة العربية"، مشيراً إلى فرص اقتصادية كبيرة بين البلدين في مجالات النقل والطاقة والاستثمارات.
ودعا المسؤول الإماراتي إلى "تشكيل فرق عمل تخصصية لتحديد أرضيات التعاون المشترك في مختلف المجالات الاقتصادية، وإزالة العقبات".
إعادة تعريف العلاقات
من جهته، أكد المتحدث باسم الخارجية الإيرانية سعيد خطيب زادة، اليوم الإثنين، خلال مؤتمره الصحافي، أن بلاده بصدد "إعادة تعريف العلاقات مع دول مثل الإمارات، على الرغم من وجود بعض ملفات الخلاف".
وأشار خطيب زادة إلى أن العلاقات الاقتصادية مع الإمارات "على مستوى جادٍ للغاية"، قائلاً إن "الإيرانيين والشركات الإيرانية يعملون في الإمارات".
وأشار إلى زيارة نائب وزير الخارجية الإيراني علي باقري كني لأبو ظبي قبيل استئناف مفاوضات فيينا، الإثنين الماضي، قائلاً إن ذلك "يعكس الأهمية للرقي بالعلاقات إلى مستوى جديد".
وأضاف خطيب زادة أن زيارة بن زايد لطهران تأتي في هذا الإطار، و"هناك قضايا مهمة للنقاش ستتم مناقشتها في الزيارة".
وتأتي زيارة مستشار الأمن القومي الإماراتي بعد زيارة لنائب وزير الخارجية الإيراني للشؤون السياسية، كبير المفاوضين النوويين، علي باقري كني، إلى الإمارات قبل نحو أسبوعين، التقى فيها المستشار الدبلوماسي للرئيس أنور قرقاش، بحضور وزير الدولة للشؤون الخارجية خليفة شاهين المرر.
وقال قرقاش، الثلاثاء الماضي، إن مسؤولين إماراتيين سيزورون إيران قريباً، مؤكداً في تصريح صحافي نقلته "رويترز" أن بلاده تخوض حواراً وتعاوناً اقتصاديين كجزء من عملية بناء الثقة مع إيران.
وأضاف أن بناء الثقة مع طهران "يستغرق وقتاً"، مشيراً إلى أن مفاوضات فيينا النووية بين إيران والقوى الدولية، حتى وإن انتهت إلى نتائج إيجابية، فإنها "لن تعالج المخاوف جميعها" بشأن السياسات الإيرانية.
زيارة سورية متزامنة مع الإماراتية إلى طهران
وتتزامن زيارة مستشار الأمن القومي الإماراتي لطهران مع زيارة مماثلة لوزير خارجية النظام السوري فيصل المقداد، الذي وصل إلى طهران الليلة الماضية لإجراء مباحثات مع المسؤولين الإيرانيين.
والتقى المقداد صباح اليوم الإثنين، في أول زيارة له بعد تشكيل الحكومة الإيرانية الجديدة في أغسطس/آب الماضي، نظيره الإيراني حسين أمير عبداللهيان.
وأثار تزامن الزيارتين تكهنات باحتمال انعقاد لقاءات ثلاثية مشتركة بين بن زايد والمقداد والمسؤولين الإيرانيين. وفي معرض ردّه على سؤال عما إذا كان سيعقد هذا اللقاء المشترك، قال المتحدث باسم الخارجية الإيرانية، في مؤتمره الصحافي، إن زيارة مستشار الأمن القومي الإماراتي تأتي وفق مخطط مسبق للقاء شمخاني، لكن زيارة وزير الخارجية السوري تأتي بدعوة نظيره الإيراني حسين أمير عبداللهيان، في إطار الزيارات والعلاقات الثنائية.
وأضاف خطيب زادة أن المباحثات بين أمير عبداللهيان والمقداد ستبحث آخر التطورات الميدانية في سورية، والتعاون الثلاثي بين طهران ودمشق وموسكو، مشيراً إلى أن هناك "تعاوناً جيداً" بين إيران وروسيا في إطار عملية أستانة.