قال وزير الدفاع في حكومة "طالبان" الأفغانية، الملا محمد يعقوب مجاهد، إن الطائرات الأميركية تستخدم الأراضي الباكستانية للتحليق فوق أفغانستان، مؤكدا أنه تم إبلاغ واشنطن بأن ما تقوم به هو خرق لاتفاق الدوحة الموقّع بين الجانبين في فبراير/شباط 2020 وانتهاك لسيادة أفغانستان، مشيرا إلى استمرار المباحثات بشأن توقيع اتفاقية أمنية مع دولة قطر.
وقال مجاهد، وهو نجل مؤسس حركة "طالبان"، الملا محمد عمر مجاهد، في مؤتمر صحافي في كابول اليوم، إن تحليق الطائرات الأميركية فوق الأراضي الأفغانية "انتهاك سافر لسيادتنا"، موضحاً أنه تم بحث ذلك مع الجانب الأميركي، وذلك بعد مرور أكثر من عام على سيطرة حركة "طالبان" على أفغانستان، إثر الانسحاب الأميركي من البلاد بموجب اتفاق الدوحة.
وطالب مجاهد باكستان بألا تسمح بجد باستخدام الأجواء الباكستانية ضد أفغانستان، داعياً دول الجوار إلى إعادة المروحيات والطائرات الأفغانية التي نقلت إلى هناك على إثر سقوط الحكومة السابقة بيد حركة "طالبان" منتصف أغسطس/آب 2021، مشدداً بالقول "تلك الطائرات ملك لنا، ولن نتنازل عنها".
وكان الناطق باسم "طالبان"، ذبيح الله مجاهد، قد أكد في مؤتمر صحافي في كابول الخميس الماضي أن الطائرات الأميركية ما تزال تحلق فوق أراضي أفغانستان، وأن القضية يتم نقاشها بشكل جدي مع واشنطن.
وكانت الولايات المتحدة الأميركية قد أعلنت مقتل زعيم تنظيم "القاعدة"، أيمن الظواهري، في غارة جوية نفذتها بطائرة بدون طيار أواخر يوليو/تموز الماضي في العاصمة الأفغانية كابول، فيما تنفي "طالبان علمها بوجود الظواهري في أفغانستان أو مقتله بتلك الغارة".
وحينها نفت باكستان أن تكون الطائرة الأميركية قد استخدمت أراضيها لشن الغارة التي قتل على إثرها الظواهري.
من جانب آخر، قال وزير الدفاع في حكومة "طالبان" إن الجيش الأفغاني وصل عديده إلى 150 ألف جندي، مضيفا "كما نعمل على زيادة عناصر الجيش، نعمل على تطوير مهنيته وإعداده من كافة النواحي". وتابع قائلا إن الجيش "قادر جدا على الدفاع عن سيادة الدولة وأمن البلاد"، مشيرا إلى أن المهندسين الأفغان تمكنوا خلال عام واحد من إصلاح 60 مروحية وطائرة تم تدميرها جزئيا.
وأضاف مجاهد قائلا "لدينا ثمانية ألوية من قوات مراقبة الحدود وفي كل لواء ثلاثة آلاف جندي"، موضحا أن قوات الجيش ساهمت في عملية إنقاذ المواطنين المتضررين جراء الفيضانات. ولفت كذلك إلى أن سلاح الجو أجرى 246 رحلة جوية أنقذ خلالها ثلاثة ألاف شخص كانوا محاصرين جراء الفيضانات.
كما أكد مجاهد أن المباحثات لتوقيع اتفاقية أمنية مع دولة قطر مستمرة، والعمل على الموضوع متواصل. وكان مجاهد قد كشف خلال زيارته إلى الدوحة في يوليو/تموز الماضي عن وجود مباحثات لتأمين الدعم من قطر في المجال العسكري، لا سيما فيما يخص رواتب الجيش، والزي العسكري، وتصميم المباني له، بالإضافة إلى المساعدة في مجال الصحة للقوات المسلحة الأفغانية، كاشفاً أنه طلب من الجانب القطري تقديم الدعم فيما يخص مراقبة الحدود مع دول الجوار، وتقديم المعدات اللازمة لأفغانستان بهذا الخصوص.
ويعتبر الملا محمد يعقوب مجاهد من أقوى الشخصيات نفوذاً في أوساط حركة "طالبان" والقبائل بعد زعيم الحركة الملا هبة الله أخوند زادة.