تبنت حركة طالبان باكستان، اليوم الجمعة، عملية انفجار سيارة ملغومة عند نقطة تفتيش في العاصمة إسلام أباد، أسفر عن مقتل مسؤول في الشرطة وإصابة عدد آخر.
وقال قائد شرطة عمليات إسلام أباد سهيل ظفر، في حديثه للصحافيين، إن "معلوماتنا الأولية تشير إلى وجود رجل وامرأة في السيارة"، مضيفاً أن السيارة لم تتوقف عند نقطة التفتيش عندما حاولت الشرطة إيقافها.
وتابع: "خلال مطاردة السيارة، فجرها من كانوا بداخلها". وقال: "لقد كان تفجيراً انتحارياً"، مضيفا أن ستة آخرين على الأقل أصيبوا.
وأعلنت حركة طالبان باكستان لاحقاً مسؤوليتها عن الانفجار، مؤكدة أنّ الهجوم "على أعداء الإسلام" كان انتقاماً لمقتل عضو بارز في الآونة الأخيرة.
وكانت الجماعة المنفصلة عن حركة طالبان أفغانستان، ولكنها تعتنق أيديولوجيا متشددة مماثلة، قد ألغت وقف إطلاق النار مع الحكومة في نوفمبر/تشرين الثاني.
وقال حاج محمد سعيد (60 عاماً)، وهو مسؤول حكومي متقاعد يعيش في الحي الذي وقع فيه الهجوم، إنّ على السلطات إنهاء جميع المفاوضات مع حركة طالبان باكستان. وأضاف: "إنّهم يستغلّون هذا الحوار وينفذون أعمال عنف".
وتصاعد العنف ضدّ المسؤولين الأمنيين في المناطق الحدودية الشمالية الغربية مع أفغانستان خلال العام الماضي، حيث أُلقي باللوم فيه على الجماعات المتشدّدة المرتبطة بحركة طالبان الباكستانية.
في وقت سابق من هذا الأسبوع، دعا وزير الدفاع الباكستاني خواجة محمد آصف إلى عملية أمنية جديدة ضد حركة طالبان باكستان، بعدما تغلّب عناصر محتجزون في مركز للشرطة على محتجزيهم وأخذوهم رهائن ثلاثة أيام.
وقال: "الإرهاب يتصاعد من جديد (...) هناك تأثير غير مباشر للوضع في أفغانستان، وهذا يؤثر على باكستان، علينا شنّ هذه العملية".
وشهدت الساحة الباكستانية، في الفترة الأخيرة، موجة من أعمال العنف، جلها تتبناه حركة "طالبان" الباكستانية وجيش تحرير بلوشستان. فيما تقول إسلام أباد إن مسلحين من ثلاثة تنظيمات هي: طالبان الباكستانية، وجيش تحرير بلوشستان وتنظيم داعش، يدخلون من الأراضي الأفغانية إلى باكستان وينفذون الهجمات.
وعلى الرغم من عقد المفاوضات، وإبرام اتفاق وقف إطلاق النار بين إسلام أباد و"طالبان" باكستان، في وقت سابق، إلا أن الساحة الباكستانية لا تزال تشهد أعمال عنف.
كل تلك الهجمات تشير إلى استمرار أنشطة أحزاب مسلحة أخرى غير "طالبان" الباكستانية، وعلى رأسها الحركات الانفصالية البلوشية وتنظيم "داعش".
(رويترز، فرانس برس، العربي الجديد)