ضربة جوية إسرائيلية أخرجت مطار حلب الدولي عن الخدمة

07 مارس 2023
صورة للقصف الإسرائيلي لمطار حلب الدولي تداولتها مواقع التواصل الاجتماعي
+ الخط -

أعلن النظام السوري، فجر اليوم الثلاثاء، عن خروج مطار حلب الدولي عن الخدمة بعد استهدافه بصواريخ من طيران إسرائيلي.

وتواترت أنباء عن استهداف مواقع للمليشيات الإيرانية داخل المطار، الذي نشط مؤخراً في استقبال الطائرات التي تحمل المساعدات لمتضرري الزلزال.

ونقلت وكالة أنباء النظام الرسمية "سانا" عن مصدر عسكري قوله: "في تمام الساعة 2:07 من فجر اليوم نفذ العدو الإسرائيلي عدواناً جوياً من اتجاه البحر المتوسط غربي اللاذقية مستهدفاً مطار حلب الدولي، ما أدى إلى حدوث أضرار مادية في المطار وخروجه عن الخدمة". 

وفي الشأن ذاته، قالت وكالة "سبوتنيك" الروسية إن الصواريخ التي أفلتت من المضادات الجوية استهدفت المهبط الرئيسي للمطار، ما أدى لأضرار مادية أخرجت المطار عن الخدمة.

وأضافت الوكالة أنّ أصوات الانفجارات التي سُمع دويها في محيط مدينة اللاذقية ناجمة عن تصدي صواريخ الدفاع الجوي في المنطقة الساحلية للصواريخ الإسرائيلية التي حاولت الوصول إلى بعض المواقع في محيط مدينة حلب.

ونفت الوكالة وقوع أضرار بشرية جراء القصف، مؤكدة أن الأضرار اقتصرت على الماديات فقط. وأشارت إلى أنّ الصواريخ حاولت استهداف مواقع في محيط المطار، دون الإشارة إلى ماهية تلك المواقع.

وذكرت مصادر محلية لـ"العربي الجديد" أنّ القصف الإسرائيلي لم يقتصر على المطار المدني، وإنما استهدف أجزاء ومواقع في المطار العسكري "النيرب"، وهما في الأصل مطار واحد يقع على بعد قرابة 10 كيلومترات شرق حلب.

وقالت المصادر، التي تفضل عدم الإفصاح عن هويتها لدواع أمنية، إنّ المنطقة فيها مليشيات مدعومة من إيران وخاصة منطقة مخيم النيرب ومعمل الصناعات البلاستيكية الواقع شرقي المطار، وقد تعرض سابقاً لقصف جوي.

وأضافت المصادر أنّ هناك أنباء عن وقوع استهداف مجهول ضمن ملعب الحمدانية في مدينة حلب، لكن علاقتها بالقصف الإسرائيلي الأخير غير مؤكدة، حيث نشب حريق في الملعب ومازال مجهول السبب، وحدث بعيد القصف مباشرة.

وأشارت المصادر إلى أنّ ملعب الحمدانية ومنذ أيام توجد فيه شاحنات نقلت إغاثة لمتضرري الزلزال، وكل الشاحنات التي دخلت الملعب جاءت عن طريق معبر البوكمال من العراق.

وبحسب إعلام النظام السوري، هبطت، أمس الإثنين، في مطار حلب الدولي طائرة تحمل على متنها 30 طناً و800 كيلوغرام من المواد الغذائية لمتضرري الزلزال، ولكن الطائرة كانت قادمة من الإمارات.

وكانت تقارير إعلامية قد اتهمت إيران والمليشيات الإيرانية في سورية باستغلال أزمة الزلزال بهدف نقل أسلحة ضمن شحنات الإغاثة القادمة من إيران أو العراق.

بدورها، أعلنت وزارة النقـل والمؤسسة العامة للطيران المدني، تحويل هبوط الطائرات والرحلات الجوية المقررة والمبرمجة عبر مطار حلب الدولي لتصبح عبر مطاري دمشق واللاذقية الدوليين.

ونقلت "سانا" عن الوزارة القول إنّ القرار جاء بسبب تضرر المطار بعد القصف الإسرائيلي، ودعت الوزارة، في بيانها "المسافرين لترتيب أمور سفرهم ونقلهم، ومواعيد رحلاتهم مع شركات الطيران ومكاتبها المعنية". 

وتعرضت المطارات في مناطق سيطرة النظام السوري سابقاً لقصف جوي مماثل أكثر من مرة وأدى القصف إلى خروج مطاري حلب ودمشق عن الخدمة قبل أن يعودا لاحقاً.

إيران تدين القصف الإسرائيلي

ودان المتحدث باسم الخارجية الإيرانية ناصر كنعاني، اليوم الثلاثاء، القصف الإسرائيلي، واصفاً إياه بأنه "هجوم عدواني وغير إنساني".

وقال، في بيان صحافي، إنه "في الوقت الذي يعيش فيه المتضررون السوريون من الزلزال ظروفاً صعبة، يقصف الكيان الصهيوني مطار حلب الذي يشكل مساراً رئيسياً لوصول المساعدات الدولية، وهذا يمثل مصداقاً واضحاً للجريمة ضد الإنسانية".

وانتقد المتحدث الإيراني، صمت الدول والمؤسسات الغربية تجاه استمرار الهجمات الإسرائيلية على سورية، داعيا إلى "وقف هذه الجرائم بشكل فوري ومؤثر".

وكثفت إسرائيل العام الماضي ضرباتها الجوية المتكررة ضد مواقع مختلفة في سورية، تزعم إسرائيل أنها تستهدف تعطيل استخدام طهران لخطوط الإمداد الجوية لإيصال الأسلحة إلى حلفاء في سورية ولبنان، أدت إلى مقتل عدد من المدنيين والعسكريين السوريين، وسبق أن أدى قصف إسرائيلي مشابه لمطاري دمشق وحلب الدوليين إلى خروجهما عن الخدمة، قبل أن تعمل السلطات المعنية على إصلاحهما.