أصيب أربعة مدنيين جراء تجدد القصف المدفعي والصاروخي من قوات النظام السوري على ريف إدلب، شمال غربي البلاد، بعد ساعات من مقتل خمسة أطفال بقصف مماثل على ريف حماة، حيث بلغ 280 على الأقل عدد القتلى والجرحى بقصف النظام على المنطقة منذ بداية الشهر الحالي.
وقال الناشط مصطفى المحمد لـ"العربي الجديد"، إن النظام قصف بالمدفعية والصواريخ الأحياء السكنية في مدينة أريحا، جنوبي إدلب، ما أسفر عن إصابة أربعة مدنيين بجروح وأضرار مادية وحرائق في المنازل.
من جانبه، قال المتطوع في الدفاع المدني السوري (الخوذ البيضاء) حسن الحسان لـ"العربي الجديد"، إن 4 مدنيين، من بينهم طفل وامرأتان، أصيبوا بجروح جراء قصف النظام السوري على مدينة أريحا في ريف إدلب الجنوبي، مضيفاً أنّ القصف طاول الأحياء السكنية ومركزاً طبياً ومدرسة.
وأوضح أن الجرحى جميعهم مهجرون قسراً من مدينة معرة النعمان ممن كانوا قد هربوا من قوات النظام السوري، مضيفاً أنّ قصفاً آخر طاول بلدة إحسم في ريف إدلب من دون وقوع إصابات بشرية.
وكانت قوات النظام السوري قد تسببت، فجر الأحد، في مقتل خمسة أطفال إثر قصفها قرية القرقور في ريف حماة الشمالي الغربي القريب من ريف إدلب.
194 هجوماً للنظام منذ بداية الشهر
وقال الدفاع المدني السوري في بيان إن شهر أكتوبر/ تشرين الأول شهد تصعيداً للهجمات من قبل قوات النظام وروسيا، إذ تعاملت فرق الدفاع المدني خلال النصف الأول مع 194 هجوماً على 60 مدينة وبلدة في مناطق شمال غربي سورية، وتسببت هذه الهجمات بمقتل 49 مدنياً، بينهم 13 طفلاً و10 نساء، وإصابة 230 مدنياً من بينهم 67 طفلاً و63 امرأة.
ومنذ بداية العام الحالي حتى يوم 15 أكتوبر الجاري تعاملت فرق الدفاع المدني السوري مع 951 هجوماً على مناطق شمال غربي سورية من قبل قوات النظام وروسيا ومناطق السيطرة المشتركة لقوات النظام و"قوات سوريا الديمقراطية". وتسببت هذه الهجمات بمقتل 112 مدنياً، من بينهم 24 طفلاً و16 امرأة، وإصابة 510 مدنيين، من بينهم 163 طفلاً و77 امرأة.
ولفت الدفاع المدني إلى أن "كارثة إنسانية تلوح بالأفق مع استمرار هجمات النظام وروسيا القاتلة مع اقتراب فصل الشتاء ونزوح جديد لآلاف المدنيين من أرياف إدلب وحماة وحلب".
استهداف للمركز الصحي
من جانبه، قال مركز الأمين للمساندة الصحية في أريحا إن النظام السوري قصف مدينة أريحا براجمات الصواريخ، مساء الأحد، واستهدف خلال القصف مجمع الأمين الطبي.
وبحسب ما جاء في بيان للمركز فقد أدى القصف لأضرار مادية في بنية المجمع المدعوم من قبل منظمة أطباء بلا حدود "بعثة فرنسا".
وأوضح البيان أن مجمع الأمين الطبي يقدم ما يزيد عن 8 آلاف خدمة طبية يستفيد منها قرابة 4.500 شخص شهريا وهي موزعة على العيادات الاختصاصية، ومركز التوليد، بالإضافة لمخبر التحاليل الطبية، ومركز الغسيل الكلوي، ومركز العلاج الفيزيائي.
وقال البيان إن كوادر الأمين للمساندة الإنسانية تؤكد استمرارها بتقديم الدعم والخدمات للأهالي "رغم جرائم النظام السوري وحلفائه".
وطالب البيان المجتمع الدولي والمنظمات الأممية "بالضغط لإيقاف آلة القتل والتدمير وتحمل مسؤولياتها في حماية ورعاية المدنيين العزل وتحييد المراكز الطبية وحماية العاملين في المجال الإنساني".
القوات التركية تستهدف مواقع عسكرية للنظام
إلى ذلك، استهدفت مدفعية الجيش التركي وفصائل المعارضة السورية، مساء الإثنين، مواقع عسكرية مشتركة بين قوات النظام والميليشيات المدعومة من روسيا وإيران، وذلك رداً على استهداف قرى وبلدات في منطقة "خفض التصعيد الرابعة" (إدلب وماحولها)، شمال غرب سورية.
وقالت مصادر عاملة في وحدات الرصد والمتابعة التابعة للمعارضة السورية، في حديث لـ"العربي الجديد"، إن مدفعية القوات التركية، ومدفعية فصائل غرفة عمليات "الفتح المبين" العاملة في منطقة إدلب، استهدفت، مساء الإثنين، مقرات وثكنات عسكرية مشتركة بين قوات النظام والميليشيات المدعومة من روسيا وإيران في كلٍ من مدينة سراقب، الواقعة عند تقاطع الطريقين الدوليين "أم 4، أم 5" بريف إدلب الشرقي، ونقاط عسكرية مقابلة لبلدة آفس بريف إدلب الشرقي، و"الفوج 46" بريف حلب الغربي، مؤكدةً أن الاستهدافات تركزت على مواقع الدبابات التي تُطلق النيران باتجاه المناطق السكنية.
وأوضحت المصادر أن فصائل "الفتح المبين" استهدفت بصواريخ من نوع "غراد" مربض المدفعية المشترك بين قوات النظام والميليشيات الإيرانية ضمن معسكر جورين في منطقة سهل الغاب بريف حماة الشمالي الغربي، مبينةً أن الاستهدافات أصابت الأهداف بشكلٍ مباشر.
ولفتت المصادر إلى أن الاستهدافات جاءت رداً على استهداف قوات النظام والميليشيات المرتبطة بروسيا وإيران كلٍ من بلدات النيرب، وسان، ومعارة عليا بريف إدلب الشرقي، ومعارة النعسان بريف إدلب الشمالي، ومجدليا، ومعربليت، وكفر عويد، والرويحة، وحرش بينين، وبينين، ومحيط البارة، ومحيط كنصفرة، وفليفل، وسفوهن، والفطيرة في منطقة جبل الزاوية جنوبي محافظة إدلب، والمشيك، والقرقور، والزقوم، والحلوبة، والعنكاوي، والسرمانية، ودوير الأكراد في منطقة سهل الغاب بريف حماة الشمالي الغربي، والقصر، والوساطة، وكفرعمة، وتديل، وكفرتعال، ومحيط كفرنوران بريف حلب الغربي، وقد تزامن مع ذلك تحليق 4 طائرات استطلاع روسية وطائرة استطلاع إيرانية في أجواء منطقة "خفض التصعيد الرابعة" (إدلب وما حولها)، شمال غربي البلاد.