- الحركة تستخدم "واتساب" لتنسيق هجماتها بمعلومات من ضباط وموظفين، محفزة أعضاءها بأيديولوجيا دينية قومية لإعاقة المساعدات بكل الوسائل.
- "الأمر 9" و"لن ننسى" تشتركان في أنشطة ضد الفلسطينيين، مع دعم سياسي وأيديولوجي ملحوظ، بما في ذلك توبيخ إيتمار بن غفير لقادة الشرطة لمحاولتهم إعاقة هذه الأفعال.
كشف تحقيق نشرته صحيفة "هآرتس"، في عددها الصادر اليوم الاثنين، عن أن ضباطا من جيش وشرطة الاحتلال يقدمون المعلومات لعناصر التشكيلات اليهودية التي تعيق وصول المساعدات إلى غزة التي تتعرض لحرب إبادة. وذكر التحقيق أن قادة حركة "لن ننسى"، وهي إحدى التشكيلات التي تلعب دورا في مهاجمة قوافل المساعدات الإنسانية بهدف منعها من الوصول إلى قطاع غزة، يقرون بأن ضباطا من الجيش والشرطة وموظفين في المعابر الحدودية يقدمون المعلومات حول سير قوافل المساعدات بهدف تمكين عناصر هذه الحركة من مهاجمتها.
وحسب التحقيق، فإن عناصر "لن ننسى" يحرصون على الاعتداء بوحشية على سائقي الحافلات الذين يقودون شاحنات المساعدات إلى غزة. ونقل التحقيق عن أحد عناصر الحركة: "نعم، نحن نهاجم القوافل ونحرق البضائع حتى لا تصل إلى العدو"، في إشارة إلى مدنيي غزة الذين يتعرضون لإبادة جماعية في القطاع. ولفت التحقيق إلى أن عناصر الحركة ينسقون هجماتهم ضد قوافل المساعدات إلى غزة ويستقطبون المزيد من العناصر الجدد عبر استخدام مجموعات "واتساب" تدشنها الحركة، لافتاً إلى أن جميع عناصر الحركة هم من "التيار الديني القومي"، ومعظمهم من الفتية.
وضرب التحقيق مثالاً لإيضاح عمل هؤلاء العناصر، مشيراً إلى أنه في أواخر الأسبوع الماضي تلقى عناصر حركة "لن ننسى" من ضباط في الشرطة والجيش وموظفين في المعابر معلومات حول تحرك قافلة باتجاه قطاع غزة، وأنها تقترب من مفترق "بركيا"، القريب من مدينة عسقلان، حيث استنفروا بقية عناصر الحركة عبر مجموعات "واتساب" للتوجه فورا إلى المفترق من أجل اعتراض القوافل ومنع تقدمها.
وحسب الصحيفة، فقد جاء في "الإنذار" الموجه إلى عناصر الحركة: "توجهوا حالا إلى مفترق بركيا وسدوا الطريق أمام الشاحنات، لا تدعوا المساعدات تصل إلى النازيين"، وفق تعبيرهم. وأفاد التحقيق بأنه بمجرد أن يتلقى عناصر "لن ننسى" إنذارا حول وصول قافلة مساعدات يتوجهون إلى مفارق الطرق التي تتجه إليها الشاحنات بهدف منعها من التقدم.
وذكر التحقيق أن التعليمات التي تصدرها قيادة المجموعة لعناصرها بأنه يتوجب الطلب من سائق كل حافلة "فاتورة" بالبضاعة التي تحملها شاحنته، وفي حال تبين أنها تحمل توقيع هيئة المعابر الحدودية، وأنها تتجه إلى أحد المعابر التي تربط قطاع غزة بإسرائيل، مثل إيرز وكرم أبو سالم، يتوجب اعتراضها ومنعها من التقدم. ولفت التحقيق إلى أن عناصر "لن ننسى" يعمدون أيضا إلى اعتراض المساعدات التي تصل إلى قطاع غزة عبر الضفة الغربية، والتي تسلك معبر "ترقوميا"، في محيط مدينة الخليل، أقصى جنوب الضفة.
وأبرزت الصحيفة أن عناصر الحركة يعمدون إلى إعطاب عجلات الشاحنات لضمان منعها من التقدم. وجاء في إحدى التعليمات التي أصدرتها قيادة المجموعة للعناصر: "عليكم إلقاء أكبر قدر من المساعدات على قارعة الطريق". وأبرز التحقيق ما كتبته ناشطة في المجموعة وهي تشيد بسلوك زملائها: "أنتم تقومون بعمل مقدس"، فرد عليها ناشط آخر: "بعون الرب نحن سننجح في جعل المزيد من أطفال غزة يموتون"، فرد عليه ناشط ثالث: "آمين آمين.. كما قال الملك داود عليه السلام، علينا القتال بقوة".
وقد سأل أحد عناصر المجموعة: "هل يجوز شرعا اعتراض الحافلات يوم السبت؟"، فرد عليه عنصر آخر: "الحاخام دوف ليئور أفتى بجواز اعتراضها في السبت"، كما أضاف التحقيق. يشار إلى أن الحاخام دوف ليئور يعد المرجعية الدينية لحركة "القوة اليهودية" التي يقودها وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير.
منع المساعدات إلى غزة والاعتداء على فلسطينيي الضفة
من ناحيته، لم يستبعد مدير منظمة "التقارير الكاذبة" آيا شاتس، ذات التوجهات اليسارية، أن الشباب اليهود الذين ينشطون في مجال اعتراض قوافل المساعدات الإنسانية لقطاع غزة يشاركون أيضا في تنفيذ العمليات الإرهابية التي تستهدف الفلسطينيين في الضفة الغربية في إطار التشكيل الإرهابي "شارة ثمن" (تاغ محير). ونقل التحقيق عن شاتس قوله إن معظم هؤلاء الشباب يتبنون "الفكر الكهاني" (نسبة إلى الحاخام مئير كاهانا مؤسس حركة "كاخ" الإرهابية، التي كان من أبرز عناصرها بن غفير).
وأكد التحقيق أنه إلى جانب حركة "لن ننسى"، تعمل أيضاً حركة "الأمر 9"، التي يشارك فيها عدد من ممثلي عوائل الأسرى الإسرائيليين في قطاع غزة، في مجال اعتراض ومهاجمة قوافل المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة. يذكر أن الصحافي بن كاسبيت كشف في أواخر الأسبوع الماضي في صحيفة "معاريف" أن بن غفير وبّخ قادة الشرطة بعد محاولات عناصر الشرطة إعاقة الحركات التي تعتدي على قوافل المساعدات الإنسانية.