اتهمت صحيفة "كيهان" الإيرانية الحكومية، في عددها الصادر اليوم الأحد، السعودية وولي عهدها محمد بن سلمان بالضلوع في "أعمال الشغب" في إيران، في إشارة إلى الاحتجاجات التي تشهدها منذ السابع عشر من الشهر الماضي، إثر وفاة الشابة مهسا أميني بعد أيام من احتجازها من قبل الشرطة بسبب الحجاب.
ودعت الصحيفة في افتتاحيتها بقلم مديرها حسين شريعتمداري، المقرّب من أوساط متنفذة في السلطة الإيرانية، إلى معاقبة السعودية بعدما اتهمها بـ"توظيف جميع قدراتها الإعلامية لإثارة الشغب ودفع مستحقات العناصر الرئيسة للشغب بالريال والدولار وإنتاج الأخبار الكاذبة والفيديوهات المزورة وتدريب المشاغبين على إنتاج القنابل اليدوية"، على حد تعبيره.
وتتهم إيران السعودية بتمويل قناة "إيران إينترنشونال" التي تبث من لندن، وتركز على الوضع الإيراني، وتقوم بتغطية واسعة للاحتجاجات، وفق خطاب معارض لنظام الحكم الإيراني.
ودعا شريعتمداري في مقاله إلى تلقين ولي العهد السعودي محمد بن سلمان "درساً صعباً"، قائلاً إن "عليه أن يعلم أنه يعيش في قصر زجاجي"، مضيفاً أن استهدافه "يمكن بسهولة".
واتهم مدير تحرير الصحيفة الحكومات الأميركية والبريطانية والفرنسية والكيان الإسرائيلي و"حكام السعودية" بـ"ارتكاب جرائم" ضد إيران، مطالباً باستهداف "مواطن الضعف الحساسة" لهذه الأطراف.
غير أن شريعتمداري ركز على السعودية، وقال إن "الوقت قد حان لمحاسبتها بعدما تم احتواء أعمال الشغب وتحولت إلى تجمعات لعدة أشخاص وإحراق مستوعبات قمامة".
وأكمل قائلاً إن "السعودية لديها مواطن ضعف كثيرة تتوقف عليها حياتها"، في إشارة غير مباشرة إلى منشآتها النفطية.
ودخلت أمس السبت، الاحتجاجات في إيران أسبوعها الرابع، وشهدت عدة مدن إيرانية تجمعات متعددة، من بينها طهران في عدة نقاط، فضلاً عن إضراب المحال التجارية في العاصمة ومدن كردية غربي إيران.
وقتل خلال احتجاجات مدينة سنندج مركز محافظة كردستان، سائق سيارة برصاص، ونفت الشرطة الإيرانية مسؤوليتها عن الحادث، متهمة "عناصر معادية للثورة" بالوقوف وراء ذلك. كذلك أوردت وكالات أنباء إيرانية رسمية، أن عنصرين في الباسيج والحرس الثوري الإيراني، قتلا أمس السبت، خلال احتجاجات طهران وسنندج.