"يسرائيل هيوم": حفتر تعهد بالتطبيع بحال انتخابه رئيساً لليبيا

11 نوفمبر 2021
طلب حفتر دعماً من إسرائيل مقابل التزام تدشين علاقات دبلوماسية (فرانس برس)
+ الخط -

بعد أيام من الكشف عن زيارة قام بها نجله صدام لتل أبيب، نقلت صحيفة "يسرائيل هيوم"، اليوم الخميس، عن مقربين من اللواء الليبي المتقاعد خليفة حفتر، أنه سيعمل على تطبيع العلاقات مع إسرائيل، في حال تمكنه من الفوز في الانتخابات الرئاسية الليبية، التي من المتوقع أن تنظّم في 24 ديسمبر/كانون الأول المقبل.

ونقلت الصحيفة عن مصادر ليبية مقربة من حفتر، قولها إنه تحدّث أخيراً في عدة مناسبات عن رغبته في التطبيع مع إسرائيل، في حال فوزه بمنصب الرئاسة الليبية.

وأعادت الصحيفة إلى الأذهان ما كشفته أخيراً من أنّ المرشحين للرئاسة الليبية، حفتر وسيف الإسلام القذافي، قد استعانا بخدمة خبير إسرائيلي لمساعدتهما في إعداد الحملات الانتخابية، مشيرة إلى أن هذا الخبير يعمل في أفريقيا وشرق أوروبا ومنطقة البلقان.

ونقلت الصحيفة عن مسؤول إماراتي قوله: "في كل ما يتعلق بالتطبيع مع إسرائيل، والانضمام إلى اتفاقات أبراهام، فإنّ حفتر والقذافي يتفقان على ذلك، وكلاهما أوضح في الماضي أنّ التطبيع مع إسرائيل ضمن مخططاتهما، وكلاهما عبّر عن ذلك في محادثات مغلقة مع مقربيهما، وأكدا أنهما سيعملان على تحقيق ذلك".

واستدرك المسؤول الإماراتي، قائلاً إنه "حتى لو فاز أحد المرشحين (حفتر أو القذافي) وانضمت ليبيا إلى اتفاقات أبراهام، فإنّ التطبيع سيجري بشكل مختلف عن تجربة التطبيع مع الإمارات والبحرين والمغرب"، موضحاً أنّ "التطبيع سيجري بشكل بطيء للغاية، خطوة بخطوة، وسيشبه اتفاق التطبيع المتبلور بين إسرائيل والسودان"، على حد قوله.

وبحسب الصحيفة، فإن حفتر يعدّ لنجله صدام موقعاً مهمّاً في إدارة الحكم الليبي، إن فاز في الانتخابات الرئاسية، مشيرة إلى أنه يحظى بدعم مصر والإمارات والولايات المتحدة وعدد من الجهات الغربية.

وزعمت الصحيفة، التي تُعَدّ أوسع الصحف الإسرائيلية انتشاراً، أنّ حفتر يراهن على دور التطبيع مع إسرائيل في توفير ظروف تسمح بإعادة إعمار ليبيا.

ونقلت الصحيفة عن حفتر قوله لمقربيه: "وحده اتفاق تطبيع مع إسرائيل يفضي إلى انضمام ليبيا إلى اتفاقات أبراهام، سيضمن تنفيذ مخطط إعادة إعمار ليبيا الذي سيكلف مئات المليارات من الدولارات". وأضاف حفتر، وفق الصحيفة، أنّ رغبة ليبيا في أن تحظى بمساعدة المجتمع الدولي، تلزم الرئيس المنتخب وإدارته بإحداث تحوّل في سياسات ليبيا.

وأشارت الصحيفة إلى أنّ حفتر يرى أنّ "انضمام ليبيا إلى اتفاقات أبراهام يمكن أن يمهّد الطريق نحو عودة ليبيا إلى المجتمع الدولي، وبالتالي الحصول على المساعدات المطلوبة على شكل ضمانات مالية من صندوق النقد الدولي، ودعم سياسي من الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي".

لكن الصحيفة نقلت عن مسؤول في الحملة الانتخابية لحفتر، قوله إنّ اللواء الليبي غير معنيّ حالياً بالتركيز على موضوع التطبيع مع إسرائيل في أثناء حملته الانتخابية؛ "من منطلق أنّ عداء الجماهير الليبية لإسرائيل عداء بنيوي وتقليدي، والحديث عن هذه القضية سيضر فقط بفرص حفتر بالفوز في الانتخابات".

ويشار إلى أن صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية كانت قد كشفت، الأحد الماضي، عن أنّ صدام نجل حفتر قد زار إسرائيل قادماً من الإمارات. ولفتت الصحيفة إلى أنّ صدام طلب مساعدات عسكرية وسياسية ودبلوماسية من إسرائيل، مقابل التزام تدشين علاقات دبلوماسية مع تل أبيب لاحقاً.

وأشارت الصحيفة إلى أنباء تحدثت سابقاً عن عقد مسؤولين في شعبة العلاقات الخارجية في جهاز الاستخبارات الإسرائيلي (الموساد)، المعروفة بـ"تيفيل"، لقاءات مع خليفة حفتر.

وكشفت عن أنّ العلاقات مع ليبيا باتت تحت إشراف نمرود غاز، المسؤول السابق في جهاز الاستخبارات الداخلية "الشاباك"، الذي يتولى حالياً رئاسة دائرة العلاقات السياسية في مجلس الأمن القومي، التابع لرئيس الحكومة نفتالي بينت.

وشددت "هآرتس" على أنّ زيارة صدام حفتر "السرية" لإسرائيل، كانت مرتبطة بالانتخابات الرئاسية الليبية.

كما كشفت مصادر مصرية وليبية، أول أمس الثلاثاء، لـ"العربي الجديد"، عن تفاصيل أخرى لزيارة صدّام حفتر إلى تل أبيب.

وكشف مصدر ليبي مقرب من معسكر حفتر أنّ قائد "كتيبة طارق بن زياد"، صدام حفتر، التقى مستشار الأمن القومي الإسرائيلي إيال حولتا خلال زيارته، التي جاءت بترتيبات من جانب مسؤولين في "الموساد" على تواصل دائم مع حفتر، حيث يقوم صدام بدور حلقة الوصل بين والده والجانب الإسرائيلي.

وأوضح المصدر الليبي، الذي تحدث مع "العربي الجديد"، أن نجل حفتر حمل قائمة مطالب إلى الجانب الإسرائيلي، تصدرها أن تؤدي تل أبيب دوراً لدى الإدارة الأميركية، بشأن محاكمة والده أمام القضاء الأميركي، في الدعوى المقامة ضده من جانب ليبيين تتهمه بارتكاب جرائم حرب، وتعديل موقف إدارة الرئيس جو بايدن تجاه والده.

في مقابل ذلك كشف مصدر مصري، لـ"العربي الجديد"، أنّ لجوء حفتر للطرف الإسرائيلي، أخيراً، يأتي في ظل معارضة القاهرة لتوجهاته على صعيد الترشح للرئاسة، وكذلك على صعيد فتح علاقات بين ليبيا وإسرائيل، خاصة أن مصر على دراية كاملة بتحركات حفتر في هذا الملف على مدار نحو أربع سنوات مضت.

المساهمون