صاروخ أطلقته إيران إلى الفضاء يفشل بوضع مركبة في المدار

31 ديسمبر 2021
برامج الصواريخ الإيرانية تقلق الغرب (فرانس برس)
+ الخط -

قال متحدث باسم وزارة الدفاع الإيرانية في تصريحات نقلها التلفزيون الرسمي، يوم الجمعة، إن الصاروخ الذي أطلقته إيران إلى الفضاء الخميس فشل في وضع ثلاثة أجهزة بحثية في المدار لعدم قدرة الصاروخ على بلوغ السرعة المطلوبة.

وقال المتحدث أحمد حسيني في تقرير وثائقي عن عملية الإطلاق أذيع على التلفزيون الرسمي ونشر على الموقع الإلكتروني، وفق ما أوردته وكالة "رويترز": "من أجل وضع الحمولة في المدار كان الأمر يتطلب أن تتجاوز سرعة الصاروخ 7600 (متر في الثانية). نحن وصلنا إلى 7350".

ولم يوضح حسيني أمس الخميس ما إذا كانت الأجهزة قد وضعت في المدار، لكنه أشار إلى أن عملية الإطلاق تعد اختباراً قبل محاولات قادمة لوضع أقمار صناعية في الفضاء.

إيران: لن نتأثر بالمواقف الغربية

علق المتحدث باسم الخارجية الإيرانية، سعيد خطيب زادة، على الانتقادات الغربية لإطلاق بلاده الصاروخ إلى الفضاء بموازاة مواصلة مفاوضات فيينا النووية، معتبراً إياها محاولات لـ"إثارة الضجة".

وقال خطيب زادة في بيان صحافي إن "التقدم العلمي والبحثي في مجال الجو فضاء حق بديهي للشعب الإيراني"، مؤكداً أن "التصريحات التدخلية لن تحدث أي خلل في عزم إيران لمواصلة التقدم في هذا المجال".

وفيما أكدت قوى غربية أن إطلاق إيران صاروخاً يحمل مركبة إلى الفضاء يعد خرقاً للقرار 2231 لمجلس الأمن الدولي، المرتبط بالاتفاق النووي، قال المتحدث باسم الخارجية الإيرانية إنه "لا يمنع أي قرار الجمهورية الإسلامية الإيرانية من ممارسة برنامج بحثي فضائي والاختبارات المتصلة به، منها في مجال الصواريخ الحاملة للأقمار الصناعية"، واصفاً الاستشهاد بالقرار 2231 بأنه "مغالطة في غير محلها تتعارض مع الواقع".

وشدد خطيب زادة على "حق" بلاده في استخدام التقنيات السلمية لتطوير قدراتها العلمية والبحثية، مضيفاً أنها "لن تنتظر آراء دول تسعى إلى فرض رؤيتها".

وأشار إلى أن العلماء الإيرانيين حققوا هذه "الإبداعات العلمية والتقنية" خلال فترة العقوبات الأميركية التي وصفها بأنها "غير قانونية وغير عادلة".

وكانت وزارة الدفاع الإيرانية، قد أعلنت أمس الخميس، أن إيران أطلقت مركبة فضاء تحمل ثلاثة أجهزة بحثية، لكنها لم توضح ما إذا كانت المركبة قد وصلت إلى مدار حول الأرض غير أن مراسلين إيرانيين تحدثوا على شبكات التواصل الاجتماعي أن التجربة لم تنجح في وضع القمر في المدار لأن سرعة الصاروخ لم تكن كافية.

وقال المتحدث باسم منظمة الدفاعات الفضائية في وزارة الدفاع الإيرانية، أحمد حسيني، إنّ الصاروخ "سيمرغ" (طائر الفينيق بالفارسية) أطلق ثلاثة أجهزة بحثية على ارتفاع 470 كيلومتراً، وبسرعة 7,350 آلاف متر في الثانية.

وأضاف، في تصريحات أذاعها التلفزيون الإيراني: "تحققت الأهداف البحثية المقصودة من هذا الإطلاق، ونجح هذا الإطلاق المبدئي، وبإذن الله سنجري إطلاقاً تشغيلياً قريباً".

وسجلت أطراف غربية اعتراضها على الخطوة الإيرانية بموازاة استمرار مباحثات فيينا النووية لإحياء الاتفاق النووي المترنح، فأعربت واشنطن، الخميس، عن قلقها حيال إطلاق طهران مركبة إلى الفضاء. وأفادت ناطقة باسم الخارجية الأميركية بأن "الولايات المتحدة ما زالت تشعر بالقلق حيال تطوير إيران مركبات إطلاق فضائي، وهو أمر يمثّل مصدر قلق كبير فيما يتعلق بانتشار" الأسلحة. لكن في ظل انعقاد محادثات فيينا الرامية إلى إعادة إحياء اتفاق 2015 النووي، أكدت قائلة: "نسعى للعودة إلى امتثال كامل بالاتفاق".

واليوم الجمعة، أعربت فرنسا عن قلقها من قيام إيران بتجربة إطلاق صاروخ إلى الفضاء، مشيرة إلى أن هذه الخطوة تزامناً مع مفاوضات فيينا أمر "يدعو للأسف".
ودعت الخارجية الفرنسية في بيان لها، إيران إلى تجنب إطلاق صواريخ بالستية تكون قادرة على حمل رؤوس نووية.

تجارب سابقة

 

وكثفت إيران خلال السنوات الأخيرة من نشاطها في صناعة وإطلاق أقمار صناعية إلى الفضاء، وفشلت تجاربها في حالات عند الإطلاق أو وضع الأقمار في المدار. لكن واشنطن وعواصم أوروبية تتهم طهران بالسعي لتطوير برامج الصواريخ البالستية من وراء هذه الأنشطة الفضائية.

وخلال فبراير/ شباط عام 2020، أجرت إيران تجربة فاشلة في وضع قمر "ظفر" الصناعي بالمدار بعد إطلاقه من خلال صاروخ "سيمرغ".

وأعلنت وزارة الدفاع الإيرانية، حينها، أن "عملية إطلاق قمر ظفر الصناعي كانت ناجحة، إلا أن الصاروخ الحامل له لم تكن سرعته كافية لوضع القمر في المدار"، مشيرة إلى أنها ستقوم "بتحسينات لازمة لإطلاق القمر من جديد".

وخلال يونيو/ حزيران الماضي، كشفت وزارة الدفاع الإيرانية عن أنها أزاحت الستار عن صاروخ جديد يعرف بـ "ذو الجناح" لحمل الأقمار الصناعية إلى الفضاء، مؤكدة أنها أجرت "تجربة ناجحة" لإطلاق هذا الصاروخ. وأضافت أن الصاروخ "قادر على حمل قمر بوزن 220 كيلوغراماً إلى مدار يبعد عن الأرض 500 كيلومتراً".

وتحدث حسيني حينها عن أن الصاروخ "سيكون جاهزاً لحمل الأقمار" بعد استكمال الاختبارات البحثية والتقنية، لافتاً إلى أن "من ميزاته هو تقليص التكاليف وزيادة السرعة وقابلية الإطلاق من منصات متحركة".

والاثنين، بدأت إيران والأطراف التي لا تزال منضوية في الاتفاق بشأن برنامجها النووي، وبمشاركة أميركية غير مباشرة، جولة ثامنة من المباحثات لإحياء اتفاق 2015 الذي انسحبت منه واشنطن أحادياً بعد ثلاثة أعوام.

وتشدد طهران على أولوية رفع العقوبات الاقتصادية التي فرضتها واشنطن في أعقاب ذلك، والحصول على ضمانات بعدم تكرار الانسحاب الأميركي. في المقابل، تركز الولايات المتحدة والأطراف الأوروبيون (فرنسا وبريطانيا وألمانيا)، على أهمية عودة إيران إلى احترام كامل التزاماتها بموجب الاتفاق، والتي بدأت التراجع عنها بدءاً من 2019، رداً على انسحاب واشنطن.

وتشارك في المباحثات أيضاً كل من روسيا والصين المنضويتين في الاتفاق، والاتحاد الأوروبي الذي يتولى التنسيق.

المساهمون