رد شيخ الأزهر الشريف الدكتور أحمد الطيب، اليوم الاثنين، على تصريحات الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، التي انتقد فيها الإسلام بقوله "إنه يواجه أزمة في كل مكان بالعالم".
وعلّق الإمام الأكبر على تصريحات ماكرون تعليقاً مقتضباً على صفحته الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي، قال فيه إنه "في الوقت الذي نسعى فيه مع حكماء الغرب لتعزيز قيم المواطنة والتعايش، تصدرُ تصريحات غير مسؤولة، تتخذ من الهجوم على الإسلام غطاءً لتحقيق مكاسب سياسية واهية، هذا السلوك اللاحضاري ضد الأديان يؤسِّس لثقافة الكراهية والعنصرية ويولِّد الإرهاب".
في الوقت الذي نسعى فيه مع حكماء الغرب لتعزيز قيم المواطنة والتعايش، تصدرُ تصريحات غير مسؤولة، تتخذ من الهجوم على الإسلام...
Posted by أحمد الطيب on Monday, 5 October 2020
وكان مجمع البحوث الإسلامية التابع للأزهر الشريف قد قال قبل يومين إن التصريحات الأخيرة الصادرة عن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، والتي قال خلالها إن "الإسلام يعيش أزمة في كل مكان حول العالم"، تنسف كل الجهود المشتركة بين الرموز الدينية للقضاء على العنصرية والتنمر ضد الأديان.
واستنكر المجمع في بيان شديد اللهجة تصريحات ماكرون، التي "اتهم فيها الإسلام باتهامات باطلة لا علاقة لها بصحيح هذا الدين الذي تدعو شريعته للسماحة والسلام بين جميع البشر حتى من لا يؤمنون به".
استنكر المجمع في بيان شديد اللهجة تصريحات ماكرون
وأكد المجمع رفضه الشديد لتلك التصريحات، مؤكدًا أن "مثل هذه التصريحات العنصرية من شأنها أن تؤجج مشاعر ملياري مسلم ممن يتبعون هذا الدين الحنيف". كما أكد أن "إصرار البعض على إلصاق التهم الزائفة بالإسلام أو غيره من الأديان، كالانفصالية والانعزالية، هو خلط معيب بين حقيقة ما تدعو إليه الأديان من دعوة للتقارب بين البشر وعمارة الأرض وبين استغلال البعض لنصوص هذه الأديان وتوظيفها لتحقيق أغراض هابطة".
ودعا المجمع (ماكرون) إلى "ضرورة التخلي عن أساليب الهجوم على الأديان ووصفها بأوصاف بغيضة، لأن ذلك من شأنه أن يقطع الطريق أمام كل حوار بنّاء، كما أنه يدعم خطاب الكراهية ويأخذ العالم في اتجاه من شأنه أن يقضي على المحاولات المستمرة للوصول بهذا العالم إلى مجتمع يرسخ للتعايش بين أبنائه ويقضي على التفرقة والعنصرية".
وقال ماكرون الجمعة الماضية، في خطاب ألقاه في باريس، إن الإسلام "ديانة تعيش اليوم في أزمة في كل مكان في العالم وليس في بلادنا فقط"، معتبرا أنه يحاول خلق منظومة موازية لإحكام سيطرته في البلاد. وتابع "ثمة في تلك النزعة الإسلامية الراديكالية عزمٌ على إحلال هيكلية منهجية للالتفاف على قوانين الجمهورية، وإقامة نظام موازٍ يقوم على قيم مغايرة، وتنظيم مختلف للمجتمع".
وأضاف "لا أود أن يكون هناك أي التباس أو خلط للأمور، لكن لا بد لنا من الإقرار بوجود نزعة إسلامية راديكالية تقود إلى إنكار الجمهورية".