شهيد في مواجهات مع الاحتلال بالضفة... والسلطة الفلسطينية تقمع مسيرتين لـ"حماس"

رام الله

سامي الشامي

avata
سامي الشامي
غزة

ضياء خليل

avata
ضياء خليل
14 ديسمبر 2018
535F0546-1740-41CF-9958-5F2B406FC2BB
+ الخط -
استشهد فلسطيني، وأصيب العشرات، بالرصاص المعدني المغلف بالمطاط والاختناق، جراء قمع قوات الاحتلال الإسرائيلي لمسيرات توجهت لنقاط التماس في الضفة الغربية المحتلة، فيما قمعت أجهزة أمن السلطة الفلسطينية، مسيرتين لحركة حماس في مدينتي الخليل ونابلس بالضفة المحتلة، بمناسبة انطلاقة الحركة.

وأكدت وزارة الصحة الفلسطينية استشهاد شاب فلسطيني، وصل إلى مجمع فلسطين الطبي، بحالة حرجة للغاية، جراء إصابته خلال المواجهات المندلعة عند مدخل مخيم الجلزون، شمال رام الله.

وذكرت مصادر صحافية أن الشهيد هو محمد يوسف رباح نخلة (18 عامًا) من مخيم الجلزون للاجئين الفلسطينيين.

وأظهر مقطع فيديو تم تداوله على الصفحات، يقوم فيه جنود الاحتلال بسحل الشهيد نخلة، حيث حاولوا اعتقاله وهو مصاب بالرصاص أمام مدخل المخيم، كما حاول جنود الاحتلال اعتقال المصاب من داخل سيارة الإسعاف، لكن الطواقم الطبية تمكنت من تخليصه منهم ونقلته إلى المشفى.



وأعلنت القوى في محافظة رام الله والبيرة الحداد، يوم غد السبت، على روح الشهيد نخلة، ما بين الساعة العاشرة والنصف وحتى الثانية عشرة والنصف.

إلى ذلك، اعتقلت قوة خاصة تابعة لجيش الاحتلال الإسرائيلي، مساء اليوم الجمعة، خمسة فلسطينيين عقب اقتحامها للمنطقة الصناعية في مدينة البيرة وسط الضفة الغربية المحتلة.

وذكرت مصادر محلية، لـ"العربي الجديد"، أن القوات الخاصة اختطفت شابين من داخل مركبة كانت في المنطقة، بالإضافة لثلاثة شبان من داخل عمارة سكنية قريبة، حيث تبع ذلك اقتحام قوات كبيرة من جيش الاحتلال للمنطقة.

وأشارت المصادر إلى أنه عرف من المعتقلين عم الشهيد مهند الحلبي، رمضان حلبي، وزوجا ابنتيه، فيما لم تعرف هوية المعتقلين الآخرين.

وانسحبت قوات الاحتلال عقب ذلك، باتجاه مستعمرة "بسغوت" المقامة على أراضي الفلسطينيين بمدينة البيرة.

في السياق، أفادت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني بأن طواقمها تعاملت مع ست إصابات بالرصاص المعدني المغلف بالمطاط، نقل ثلاث منها إلى المشفى، و18 إصابة بالاختناق جراء استنشاق الغاز المسيل للدموع في محافظة رام الله والبيرة، وذلك خلال المواجهات التي لا تزال مندلعة بين الشبان وقوات الاحتلال.

إلى ذلك، تعاملت طواقم الهلال الأحمر الفلسطيني مع 24 إصابة خلال المواجهات المندلعة في مناطق متفرقة بمدينة نابلس شمال الضفة المحتلة.

وعند حاجز حوارة المقام على أراضي الفلسطينيين جنوب نابلس، أصيب شابان بشظايا رصاص حي، وآخران بالرصاص المعدني المغلف بالمطاط، أحدهما بالعين، تم نقلهما إلى المشفى لتلقي العلاج، بينما أصيب خمسة آخرون بالاختناق جراء استنشاق الغاز المسيل للدموع.

وفي قرية اللبن الشرقية، تعاملت طواقم الإسعاف مع إصابتين بالرصاص الحي وآخر بالرصاص المعدني المغلف بالمطاط، إصابته بالوجه.

كذلك، أصيب تسعة شبان بالاختناق جراء استنشاق الغاز المسيل للدموع، خلال مواجهات اندلعت مع قوات الاحتلال المتمركزة شرقي القرية، فيما أصيب شاب بالرصاص المعدني المغلف بالمطاط خلال المواجهات التي اندلعت عند مدخل بلدة بيتا جنوب نابلس.

في ذات السياق، أصيب شاب فلسطيني برصاصة حية في البطن، خلال المواجهات التي اندلعت عند مدخل مخيم الفوار للاجئين الفلسطينيين جنوب مدينة الخليل جنوب الضفة المحتلة.

وذكرت وزارة الصحة أن المصاب وصل إلى مستشفى يطا الحكومي لتلقي العلاج، ووصفت حالته بالمتوسطة.

وفي قرية المغير شمال شرق مدينة رام الله، وسط الضفة، أصيب شابان بالرصاص المعدني المغلف بالمطاط، والعشرات بحالات اختناق جراء استنشاق الغاز المسيل للدموع، خلال قمع قوات الاحتلال للأهالي.

وقال الناشط في البلدة، كاظم أبو خلف لـ"العربي الجديد": "إن قوات الاحتلال قمعت الأهالي عقب صلاتهم الجمعة في الأراضي، حيث يحاول المستوطنون إقامة بؤرة استيطانية شرقي القرية، تحت حماية جيش الاحتلال".

وأشار إلى أن شابين أصيبا بالرصاص المعدني والعديد من حالات الاختناق، خلال المواجهات التي اندلعت عقب الصلاة، "حيث أطلق جيش الاحتلال الرصاص المعدني والقنابل الصوتية والغازية بشكل كثيف تجاه المشاركين في الفعالية"، مؤكداً أن الفعاليات ستستمر حتى وقف قرار إقامة بؤرة استيطانية بالقرب من معسكر لجيش الاحتلال على أراضي أهالي القرية.

كما أصيب العشرات بحالات الاختناق جراء استنشاق الغاز المسيل للدموع، خلال المواجهات التي اندلعت بالقرب من حاجز "بيت إيل" المقام على أراضي الفلسطينيين شمالي مدينة البيرة.

وانتشرت قوات الاحتلال بشكل مكثف في محيط الحاجز، حيث أطلقت الرصاص والقنابل الصوتية والغازية تجاه المشاركين في المواجهات، ولا تزال المواجهات مستمرة حتى اللحظة.

إلى ذلك، أعادت قوات الاحتلال إغلاق الشارع الذي يربط مدينتي نابلس وقلقيلية شمال الضفة المحتلة، حيث نصبت حاجزاً عند مدخل الشارع، وأغلقت حاجز حوارة ومدخل قرية بورين جنوبي نابلس، ومنعت المركبات الفلسطينية من المرور.

وذكر رئيس بلدية حوارة، ناصر حواري لـ"العربي الجديد" أن المستوطنين ينتشرون عند مفرق مستعمرة يتسهار، وعلى طول طريق نابلس رام الله، حيث يحاولون الاعتداء على المركبات الفلسطينية ويرشقونها بالحجارة.

واندلعت مواجهات لا تزال مستمرة، عند حاجز حوارة بعد وصول عدد من الشبان وإشعال الإطارات المطاطية، فيما أطلق جيش الاحتلال الرصاص والقنابل الصوتية والغازية تجاه المتواجدين.

وفي مدينة طولكرم إلى الشمال من الضفة الغربية المحتلة، خرج الآلاف من أهالي المدينة في مسيرة جماهيرية، جابت شوارع المدينة، وفاء لدماء الشهداء الذين ارتقوا خلال اليومين الماضيين.

ورفع المشاركون أعلام فلسطين، ورايات حركة حماس، ورددوا هتافات مجدت الشهداء، ودعت للمزيد من العمليات الفدائية ضد المحتل، الذي يرتكب جرائم ضد شعب فلسطين.

وانطلقت المسيرة من وسط المدينة، عقب صلاة الجمعة، وجابت شوارع المدينة وصولا إلى ضاحية شويكة، وتوجهت جموع المشاركين إلى منزل عائلة الشهيد أشرف نعالوة، حيث يقام بيت العزاء، ورددوا الهتافات محيين عائلته، علما أن والدي الشهيد وشقيقه وزوج شقيقته ما زالوا معتقلين في سجون الاحتلال.

واندلعت عقب ذلك، مواجهات بين قوات الاحتلال والشبان الفلسطينيين عند مدخل ضاحية شويكة، لتطلق قوات الاحتلال الرصاص والقنابل الصوتية والغازية تجاه المشاركين، حيث لا تزال مستمرة حتى اللحظة.

وفي وقت فيه تدور مواجهات بين قوات الاحتلال والشبان الفلسطينيين، عند باب الزاوية وسط مدينة الخليل، أصيب عشرات الفلسطينيين والمتضامنين الأجانب بالاختناق جراء اعتداء جيش الاحتلال على المسيرة الأسبوعية التي انطلقت في بلدة كفر قدوم إلى الشرق من مدينة قلقيلية شمالاً.


الأمن الفلسطيني يقمع مسيرات لـ"حماس" في الضفة

من جهةٍ أخرى، قمعت أجهزة الأمن الفلسطينية، اليوم الجمعة، مسيرات لحركة "حماس" في مدينتي الخليل ونابلس بالضفة الغربية المحتلة، بمناسبة انطلاقتها، بينما دانت الحركة "السلوك الهمجي والاعتداء الوحشي" واعتبرته "استخفافاً بدماء الشهداء".

وقالت مصادر محلية في مدينة الخليل، لـ"العربي الجديد"، إنّه "تم الاعتداء على المشاركين في المسيرة بالمدينة، وكذلك على الصحافيين، من قبل عناصر الأمن الذين لجؤوا لاستخدام العنف".

وقال جمال كرامة وهو أحد المشاركين الذين تعرّضوا للضرب في مدينة الخليل، لـ"العربي الجديد"، "لقد شاركتُ في مسيرة الغضب التي دعت لها حركة (فتح) على لسان ناطقها الرسمي أسامة القواسمي، وعندما وصلتُ إلى مسجد الحرس في المدينة، فوجئتُ بقوات أمن السلطة الفلسطينية تعتدي على المشاركين والمشاركات بالضرب".

وتابع: "تم نقلي إلى المستشفى لتلقي العلاج، مع عدد آخر من المشاركين في المسيرة التي دعت لها القوى الوطنية".

وفي مدينة نابلس، دار عراك بالأيدي وتم إطلاق النار من أحد عناصر الأجهزة الأمنية الفلسطينية، باتجاه نشطاء من حركة "حماس".

وقال بيان للقوى الوطنية، إنّ "حركة حماس رفضت الاندماج في مسيرة دعت لها فصائل العمل الوطني في نابلس، وأصرّت على رفع الرايات الخضراء، مما أثار الاستفزاز".

في المقابل، قالت مصادر من حركة "حماس"، إنّ أنصار حركة "فتح" قاموا بالهجوم على المشاركين في مسيرة دعت لها حركة "حماس" للتوجه لنقاط التماس، وتم إطلاق النار على المشاركين ومنعهم من حمل الرايات الخضراء وضربهم.

ولاحقاً اليوم الجمعة، أدانت حركة "حماس"، بـ"أشد العبارات السلوك الهمجي والاعتداء الوحشي الذي نفذته أجهزة أمن السلطة الفلسطينية ضد الجماهير الفلسطينية والمتظاهرين في مدن وقرى الضفة الغربية ضد سياسات الاحتلال الإسرائيلي وجرائمه وانتهاكاته وقتله المقاومين".

وقال المتحدث باسم "حماس"، فوزي برهوم، في تصريح صحافي وصل لـ"العربي الجديد"، إنّ "هذا الاعتداء الوحشي دليل على الاستخفاف بدماء الشهداء وبعذابات أهلنا في الضفة الذين يعانون الأمرين من جنود الاحتلال وقطعان المستوطنين".

واعتبر برهوم "القمع والاعتداء، مشاركة واضحة في الجريمة التي يرتكبها الاحتلال الإسرائيلي بحق شباب الضفة وأهلها ومقاوميها، وهو ما يفسح المجال للاحتلال للاستفراد بأهل الضفة وشبابها، وتشجيع رسمي وعلني له للاستمرار في القتل والإجرام بحق الشباب والنساء".

ولفت إلى أنّ ما يجري "يضع الكل الفلسطيني ومكونات شعبنا كافة أمام مسؤولياتهم تجاه هذه الانتهاكات الخطيرة من قبل السلطة وأجهزتها الأمنية، وضرورة العمل على وضع حد لكل هذه الاعتداءات المزدوجة على المقاومة الباسلة وحاضنتها الشعبية والجماهيرية في الضفة".​

ذات صلة

الصورة

سياسة

اقتحمت قوات الاحتلال الإسرائيلي، فجر اليوم الاثنين، بلدة عزون شرقي قلقيلية في الضفة الغربية المحتلة، وسط انتشار عسكري كثيف
الصورة
مستشفى كمال عدوان في بيت لاهيا - شمال غزة - 28 أكتوبر 2024 (فرانس برس)

مجتمع

في تحقيق شامل، أفادت وكالة أسوشييتد برس بأنّ "إسرائيل لم تقدّم أدلّة تُذكر على وجود مقاتلي حركة حماس في مستشفيات غزة المستهدفة بالقطاع، في حالات كثيرة".
الصورة
جنود الاحتلال قرب مقر أونروا في غزة بعد إخلائه، 8 فبراير 2024 (فرانس برس)

سياسة

أقر الكنيست الإسرائيلي، مساء اليوم الاثنين، تشريعاً يحظر عمر وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين التابعة للأمم المتحدة (أونروا) داخل الأراضي المحتلة.
الصورة
آلية عسكرية إسرائيلية قرب حدود قطاع غزة، 6 أكتوبر 2024 (ميناحيم كاهانا/فرانس برس)

سياسة

شهر أكتوبر الحالي هو الأصعب على إسرائيل منذ بداية العام 2024، إذ قُتل فيه 64 إسرائيلياً على الأقل، معظمهم جنود، خلال عمليات الاحتلال في غزة ولبنان والضفة.