أكد مسؤول عسكري جزائري التزام بلاده الحياد في الصراع بأوكرانيا، وسط سلسلة انتقادات أميركية وغربية توجه إلى الجزائر، وتعتبرها منحازة إلى الجانب الروسي.
وقال قائد أركان الجيش الجزائري الفريق أول السعيد شنقريحة، خلال لقائه قائد القيادة العسكرية الأميركية في أفريقيا (أفريكوم) الفريق أول مايكل لانغلي الذي يزور الجزائر: "أود التأكيد أن الجزائر تتشبث بمبدأ عدم الانحياز.. وتتعامل، في إطار خدمة مصالحها، مع دول صديقة كثيرة تربطها معها علاقات عسكرية واقتصادية".
وكان المسؤول العسكري الجزائري يلمح إلى سلسلة انتقادات توجه غالباً للجزائر، من قبل مشرعين أميركيين ووسائل إعلام غربية، تعتبر أن الجزائر منحازة إلى صف روسيا، وأنها تعقد صفقات أسلحة توفر لموسكو عبرها أموالاً توجه لدعم المجهود الحربي ضد أوكرانيا.
وكان نائب رئيس لجنة الاستخبارات الأميركية ماركو روبيو، ومجموعة تضم 27 من أعضاء الكونغرس، تتزعمهم ليزا ماكلين، وجهوا رسائل إلى وزير الخارجية أنتوني بلينكن، وطالبوا بفرض عقوبات على الجزائر بسبب صفقات الأسلحة مع روسيا.
وشدد شنقريحة على أهمية "إرساء تعاون يكون في مستوى طموحات الطرفين، كون بلدينا منخرطين في مسار تحسين الوضع الأمني في القارة الأفريقية، وبإمكانهما تقديم العون والمساعدة لبعض البلدان التي هي بحاجة إليها، من أجل الاضطلاع بمهامها السيادية، لاسيما عندما يتعلق الأمر بالسلم والأمن".
وكان قائد الأفريكوم الفريق أول مايكل لانغلي قد وصل اليوم الأربعاء إلى الجزائر، في زيارة عمل، التقى خلالها الرئيس عبد المجيد تبون.
ويبرز في الفترة الأخيرة تركيز أميركي واضح على تكثيف زيارات لكبار المسؤولين الأميركيين إلى الجزائر، حيث زار منسق شؤون الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، بمجلس الأمن القومي الأميركي بريت ماكغورك، ومساعدة وزير الخارجية الأميركي المكلفة بشؤون الشرق الأدنى يائيل لومبرت، الجزائر، في إطار التحضير للحوار الاستراتيجي بين البلدين، المقرر عقده مطلع العام المقبل في واشنطن، كما زارت مساعدة وزير الخارجية الأميركي لشؤون المنظمات الدولية، ميشيل سيسون، الجزائر نهاية الشهر الماضي.