ينبغي للقضية غير المسبوقة المرفوعة ضدّ دونالد ترامب أمام القضاء في نيويورك، تجاوز عدد من العوائق القانونية إن كانت ستؤدي إلى أول إدانة لرئيس أميركي سابق بتهمة جنائية، على ما رأى خبراء قانونيون الأربعاء.
فقد اعتبر بعضهم أن نص الاتهام هذا "أقل أهمية" من تحقيقات أخرى تهدد الرئيس السابق، ما أثار شكوكاً في مدى تماسكه.
كما كان متوقعاً، قلل المدافعون عن الرئيس السابق من شأن لائحة الاتهام الصادرة الثلاثاء خلال مثول ترامب غير المسبوق أمام محكمة مانهاتن.
عبّر المحامي جو تاكوبينا عن "ارتياح" عند قراءة نص الاتهام الذي رأى أنه "لا يتضمن أي عنصر مادي جديد"، متوقعاً في حديث مع محطة "إن بي سي" أن "تتلاشى" القضية سريعاً.
.@SavannahGuthrie: The DA said ‘We have had available to this office additional evidence that was not in the office’s possession prior to my time here.’ He’s talking about some new evidence. Are you aware of what that might be?
— TODAY (@TODAYshow) April 5, 2023
Attorney Joe Tacopina: There’s no new evidence. pic.twitter.com/Ii7DS2b3S8
وفي خطوة قلّ حدوثها، عبّر معارضو الملياردير الجمهوري عن استيائهم حيال نص اتهام يمكن في نهاية المطاف أن يخدم ترشيحه للرئاسة في 2024.
وقال مستشاره السابق للأمن القومي جون بولتون، الذي أصبح من أشد منتقديه، لمحطة "سي إن إن": "هذه الوثيقة "تحزنني"، مضيفاً: "لقد جاءت حتى أضعف مما كنت أخشى".
“I’m extraordinarily distressed by this document," former Trump official John Bolton weighs in on former President Trump's indictment with CNN's @jaketapper. Watch: pic.twitter.com/LtYEWZJy88
— CNN (@CNN) April 4, 2023
وفي السياق ذاته، قال النائب السابق لمدير الشرطة الفدرالية أندرو ماكابي، الذي أقاله ترامب قبل أيام من تقاعده، بأنه شعر "بخيبة أمل" إزاء التهم الـ34 التي وجهت الثلاثاء إلى الرئيس السابق، وتتعلق بـ"تزوير وثائق محاسبية".
اتهم الرئيس الخامس والأربعون للولايات المتحدة بالتلاعب بحسابات شركته لإخفاء دفع 130 ألف دولار لنجمة إباحية لشراء صمتها قبل انتخابات عام 2016.
"غير دقيقة"
في مؤتمر صحافي، أكد المدعي العام الديمقراطي ألفين براغ، أن ذلك ينطبق على هذه الحالة، لكنه لم يخض في تفاصيل ما قد تكون عليه هذه الجريمة الأخرى، متحدثاً عن انتهاكات محتملة لقوانين تمويل الحملات الانتخابية أو التهرب الضريبي.
وقال أستاذ القانون في جامعة كولومبيا، جون كوفي، لوكالة "فرانس برس" إن "القضاء النيويوركي، خلافاً للقضاء الفدرالي، يجيز توجيه لوائح اتهام غير دقيقة".
من جهته، اعتبر زميله وليام بانكس، من جامعة سيراكيوز، أن ملف الاتهام "محفوف بالمخاطر على مستويات عدة"، مشيراً إلى مشكلة صدقية الشاهد الرئيسي في الادعاء، المحامي الشخصي السابق لدونالد ترامب، مايكل كوهين.
فقد دفع هذا الرجل للممثلة ستورمي دانييلز من جيبه الخاص لعدم الكشف عن علاقة جنسية تؤكد أنها أقامتها مع ترامب في 2006.
ويؤكد مايكل كوهين الذي تقاضى المبلغ لاحقاً من منظمة ترامب، اليوم أنه تصرف بناءً على طلب من دونالد ترامب. لكن محامي الرئيس السابق يتهمونه بأنه "يكذب بشكل مرضي"، ويذكّرون بأنه أدين بالتهرب الضريبي من قبل القضاء الفدرالي.
فشل
يذكّر هذا الخبير المعروف في القانون الانتخابي بأن القضاء الفدرالي فشل عام 2012 في إدانة جون إدواردز المرشح للانتخابات التمهيدية الديموقراطية في 2008، حين تلقت عشيقته حوالى نصف مليون دولار خلال الحملة لإخفاء حملها.
يتخوف ريتشارد هاسن من فشل مماثل "سيعطي صدقية لاتهامات ترامب بتعرضه ’لحملة شعواء’".
ويكمن الخطر في تجريد التحقيقات الأخرى التي تهدد قطب العقارات السابق من صدقيتها.
يقول وليام بانكس: "هذه القضية غير مهمة مقارنة بالقضايا الأخرى"، معتبراً أن التحقيق "الأكثر تهديداً" له هو في ولاية جورجيا، حيث تنظر مدعية في ضغوط مارسها ترامب على مسؤولين انتخابيين بعد هزيمته في الانتخابات الرئاسية عام 2020.
وقال الخبير: "هناك تسجيل نسمعه فيه يطالب بأصوات (...)، سيجد صعوبة في إنكاره".
من جهته، يحقق القضاء الفدرالي في دوره في الهجوم على الكابيتول في 6 يناير/ كانون الثاني 2021 وطريقة إدارته لأرشيف البيت الأبيض.
في المقابل، اعتبرت المدعية السابقة باربرا ماكويد، خلافاً للخبراء الآخرين، أن الملف النيويوركي "متين" لأنه "يستند بشكل أساسي إلى وثائق"، ولا سيما شيكات وقعها ترامب لإعادة المبلغ المدفوع، إلى مايكل كوهين.
وأضافت: "خلافاً للشهود، الوثائق لا تكذب ولا تنسى".
وإذا وصلت القضية إلى هيئة محلفين في 2024، سيواجه ترامب عائقاً كبيراً يتمثل بضعف شعبيته في مانهاتن، معقل الديمقراطيين. إدراكاً منه لهذا الخطر، سبق له أن طلب نقل المحاكمة إلى جزيرة ستاتن، وهي منطقة تميل أكثر للمحافظين.
(فرانس برس)