بدأ وزير الخارجية المصري سامح شكري، مساء اليوم، جلسة مباحثات مغلقة، مع السفير المبعوث الأميركي الخاص إلى القرن الأفريقي، ديفيد ساترفيلد، في مقر وزارة الخارجية المصرية، وذلك في إطار الجولة التي يقوم بها لأربع دول في المنطقة.
وكانت مصادر دبلوماسية غربية قد كشفت، لـ"العربي الجديد"، في وقت سابق، وقبيل استقالة المبعوث الأميركي السابق للقرن الأفريقي جيفري فيلتمان، أن القاهرة طلبت من الإدارة الأميركية تدخلاً عاجلاً بشأن ما كشف عنه رئيس الوزراء الإثيوبي أبي أحمد لبعض الأطراف المعنية بأزمة سد النهضة، حول رغبته في إتمام الملء الثالث لسد النهضة خلال موسم الفيضان القادم في يوليو/تموز المقبل، مع استكمال كمية الملء الثاني.
وأوضحت المصادر أن عدم توصل إثيوبيا إلى اتفاق قانوني ملزم مع مصر والسودان يمثل تهديداً صريحاً للأمن المائي المصري، خاصة أن كميات العجز المائي التي ستخلفه الخطوة الإثيوبية حال إتمامها يستحيل على مصر التعامل معها.
ويزور المبعوث الأميركي الجديد، العاصمة المصرية، في الوقت الذي تسعى فيه القاهرة أيضاً للتوصل إلى حل للأزمة في السودان بشكل يراعي مصالحها.
وكشفت مصادر مصرية في وقت سابق عن مساعٍ للقيادة المصرية للقيام بوساطة بين أطراف الأزمة في السودان، على غرار تلك الوساطة التي قام بها رئيس الوزراء الإثيوبي أبي أحمد، في أعقاب سقوط الرئيس السابق عمر البشير، وأسفرت عن شراكة مدنية عسكرية في حكم البلاد قبل أن يعلن رئيس الوزراء عبد الله حمدوك استقالته أخيراً.
وواكب زيارة ساترفيلد، تأكيد من رئيس الحكومة المصرية مصطفى مدبولي صباح اليوم الثلاثاء، بشأن حرص بلاده على التوصل إلى اتفاق ملزم بشأن ملء وتشغيل سد النهضة بما يحقق المصالح المشتركة، من خلال الموازنة بين تحقيق إثيوبيا أقصى استفادة ممكنة من السد في مجال توليد الكهرباء وتحقيق التنمية المستدامة، في مقابل عدم حدوث ضرر لدولتي المصب، مصر والسودان.
وأشار مدبولي، في رسالة بثها على الصفحة الرسمية لمجلس الوزراء على موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك»، إلى أن مصر أبدت اهتماماً باستئناف المفاوضات في أقرب وقت بهدف الإسراع في حل النقاط الخلافية الفنية والقانونية، وصولاً إلى اتفاق عادل ومتوازن ومنصف، أخذاً في الاعتبار ما تعانيه مصر من ندرة المياه واعتمادها بشكل رئيسي على مياه النيل، التي يعد مصدرها الأساسي من النيل الأزرق.
وأضاف أنه "لا شك في أن تحقيق التنمية في جميع دول حوض النيل كان دائماً من أولويات مصر، من خلال تقديم المساعدات والخبرات التي تسهم في مساعدة الدول الشقيقة، في إطار التعاون الثنائي، باعتبارها الأساس في توفير الاستقرار لشعوب تلك الدول"، لافتاً إلى أن مصر تعرب عن أملها في إمكانية الوصول إلى الاتفاق المنشود لسد النهضة بما يؤسس لمرحلة جديدة من التعاون، من شأنها تحقيق الاستقرار الإقليمي.
في غضون ذلك، كشفت وزارة الخارجية الأميركية، اليوم الثلاثاء، تفاصيل زيارة مبعوث واشنطن الخاص للقرن الأفريقي، ديفيد ساترفيلد، لعدد من الدول، من ضمنها مصر، هذا الأسبوع.
وقالت، في بيان، إن "المبعوث الخاص إلى القرن الأفريقي يزور كينيا ومصر والإمارات وتركيا وإسرائيل في جولة تمتد إلى 4 فبراير/شباط المقبل". وأضافت الوزارة أن ساترفيلد سيلتقي مسؤولين من الدول المذكورة في الفترة من 24 يناير/كانون الثاني إلى 4 فبراير، لمناقشة الوضع في السودان ودعم السلام والازدهار في القرن الأفريقي.
يُذكر أن الولايات المتحدة، أعلنت مطلع الشهر الجاري تعيين سفيرها السابق في تركيا، الذي انتهت ولايته فيها، ديفيد ساترفيلد، مبعوثاً خاصاً لأزمتي السودان وإثيوبيا، خلفاً لجيفري فيلتمان.