علم "العربي الجديد" من مصادر متقاطعة ومطلعة على سير عمليات التجنيد التي تقوم بها روسيا في سورية أن المكاتب والشركات الأمنية التي تعمل لصالح روسيا ضمن المحافظات التي يُسيطر عليها النظام السوري، بدأت باستقبال طلبات تجنيد شبان سوريين للقتال في أوكرانيا وحماية المنشآت، والتمركز ضمن نقاط سيطرت عليها القوات الروسية خلال غزوها لأوكرانيا.
وأكدت المصادر أن الشركات الأمنية التابعة لروسيا في كل من محافظات اللاذقية، وطرطوس، وحماة، وريف دمشق، بدأت باستقبال طلبات تجنيد من شبان سوريين للقتال إلى جانب القوات الروسية في أوكرانيا مقابل راتب شهري قدره 1800 دولار أميركي، بحسب الإعلان الذي يروجه السماسرة لتلك المكاتب.
وأشارت المصادر إلى أن العقود التي ستُوقَّع تبلغ مدتها ستة أشهر غير قابلة للزيادة، وأن "المكاتب الأمنية أوضحت أن العمل سيكون فقط ضمن حراسة وحماية المنشآت النفطية والمدنية، والمعامل، والشركات التي سيطرت عليها روسيا، وليست للمهام القتالية".
وبينت المصادر (وهي ذات صلة بالشركات الأمنية) أن الأخيرة أبلغتهم أن المقاتلين لديهم عقود خاصة سيُفصَح عنها في وقت قريب، وستكون مقابل راتب شهري قدره 3000 دولار أميركي، وحوافز مادية أخرى، وهي أعلى من الرواتب المعروضة على المجندين الآخرين، بشرط أن يكون المتقدم لديه خبرة قتالية عالية ضمن القوات التي دربتها روسيا على قتال الشوارع والمدن والتكتيكات العسكرية في الحرب داخل المدن، مشددةً على أن "بنداً من بنود العقد يرفض كل مقاتل عسكري في صفوف النظام كان قد فرّ من الخدمة سابقاً".
ولم يتسنّ لـ"العربي الجديد" الحصول على نسخة من عقود التجنيد الجديدة التي قالت المصادر أنه لم يُوقَّع أي منها حتى الآن، لكون المرحلة الحالية مرحلة استقبال طلبات. كذلك لم يُحدد حتى الآن موعد انتقال المجندين الجدد من الأراضي السورية إلى الأراضي الأوكرانية.
وكانت روسيا قد نقلت قبل نحو شهر، قرابة 800 مقاتل، 300 يتبعون لمليشيا "صائدو داعش"، و 500 يتبعون لمليشيا "فاغنر" الروسية، الذين كانوا يتمركزون في الحقول النفطية عند المحطة الثالثة في بادية مدينة تدمر، شرقيّ محافظة حمص، وحقل "شاعر" للغاز بريف حمص الشرقي، والآبار النفطية التي تُسيطر عليها القوات الروسية في بادية محافظة دير الزور، شرقيّ سورية، للقتال إلى جانب قواتها في حربها ضد أوكرانيا، وذلك عبر نقلهم بطائرات عسكرية من طراز "يوشن" من قاعدة "حميميم" الجوية في منطقة جبلة بريف محافظة اللاذقية، شمال غربيّ سورية، إلى الأراضي الروسية.