قال المفتش العام لشرطة الاحتلال الإسرائيلي، يعقوب شبتاي، أمس السبت، إن كافة الأجهزة الأمنية في إسرائيل مستنفرة لمنع وتفادي وقوع جريمة اغتيال سياسي جديد، معللاً أن هذا الأمر يأتي بفعل تفاقم خطاب العنف والكراهية في شبكات التواصل الاجتماعي، وبالتوتر في المجتمع الإسرائيلي والأزمة السياسية الحالية على خلفية خطة "الإصلاحات القضائية" التي تعتزم حكومة بنيامين نتنياهو تنفيذها.
وفي مقابلة تلفزيونية مع القناة الإسرائيلية (12)، تطرق المفتش العام للشرطة إلى الأجواء المتوترة في إسرائيل بين الحكومة والمعارضة، وحركة الاحتجاج ضد خطة "التعديلات القضائية" فأقر بأن الوضع مقلق للغاية، لا سيما التهديدات بحرب أهلية وإمكانية وقوع اغتيال سياسي جديد.
وقال محذراً إن "الوضع يقض مضجعي. نحن على حافة هاوية هشة من الخطاب العدائي والهجائي، وهنا لا بد من دعوة الجميع إلى التروي وعدم الانزلاق للعنف الكلامي".
وأضاف: "جربنا ومررنا جميعاً بحالات قذف قنبلة باتجاه متظاهرين (يشير إلى إلقاء قنبلة باتجاه متظاهرين من حركة سلام الآن عام 1982 ضد حرب لبنان أسفرت عن مقتل أحد المتظاهرين، إميل غرونزويغ) وقتل رئيس حكومة (في إشارة لاغتيال إسحق رابين عام 1995)".
وتابع المفتش العام لشرطة الاحتلال أن "التحريض الموجود اليوم ضد كل الأطراف، وكمية أعضاء الكنيست المعرضة حياتهم للتهديد، تثير القلق، يجب خفض ألسنة اللهب، وسنبذل كل ما بوسعنا لمنع استهداف أحد الشخصيات العامة، كافة الأجهزة الأمنية مستنفرة لهذه الغاية".
وتأتي هذه التحذيرات مع استمرار ارتفاع حدة التوتر بين المفتش العام لشرطة الاحتلال الإسرائيلي يعقوب شبتاي، ووزير الأمن القومي الإسرائيلي، إيتمار بن غفير الذي يطالب بشن حملة واسعة في القدس المحتلة تحت مسمى "السور الواقي 2" على غرار الاجتياح الإسرائيلي للضفة الغربية المحتلة عام 2002.
ولفت شبتاي إلى أن بن غفير يطالب بحملة واسعة تطاول العقوبات الجماعية على غير المتورطين في العمليات ضد إسرائيل (في إشارة إلى الأسرى الفلسطينيين) بينما ننفذ نحن خطة تطاول كل من يخرقون القانون وضد "الإرهابيين"، في إشارة لعناصر المقاومة، مبيناً أن ذلك يتم بتعاون مع الجيش والشرطة والمخابرات (علماً بأن القانون الإسرائيلي لا يجيز للجيش أن ينشط في القدس المحتلة باعتبارها عاصمة إسرائيل).
وأكد شبتاي صحة ما تناقلته وسائل الإعلام الإسرائيلية، أخيراً، عن ارتفاع التحذيرات الاستخباراتية من وقوع عمليات فلسطينية وحجم هذه التحذيرات، مبيناً أن خوف إسرائيل الأساسي هو من المجهول، وما لا نعرفه عن "عمليات فردية"، فالفترة "الحالية متوترة وهناك "أبخرة غير سهلة متصاعدة في الجو يمكن لها أن تزيد من تفاقم الوضع خاصة في مجال العمليات الفلسطينية". وأضاف: "لا أسمي ما يحدث الآن انتفاضة، ولكننا أمام تصعيد".
وساند المفتش العام للشرطة الدعوة لتوسيع رخص حمل السلاح للإسرائيليين، لمن خدموا في وحدات قتالية ويستوفون المعايير الرسمية القائمة، بزعم أن "مدنيين إسرائيليين ساهموا في أكثر من مرة في إحباط عمليات".