اتهمت شخصيات إسرائيلية حكومة الاحتلال الإسرائيلي وجيش الاحتلال بتوفير بيئة تسمح للمستوطنين اليهود بمواصلة شن اعتداءاتهم الإرهابية ضد الفلسطينيين في الضفة الغربية.
وأشارت هذه الشخصيات إلى أن الهجوم الذي شنّه المستوطنون اليهود قبل يومين على قرية المفقرة، في محيط بلدة يطا، جنوب الخليل، والذي أصيب فيه الطفل محمد بكر حمامدة بجراح بليغة، يجسّد نموذجاً للدور الذي تلعبه الحكومة والجيش في توفير بيئة تسمح بتواصل هذه الاعتداءات.
وقالت زهافا غالئون، الرئيسة السابقة لحركة "ميرتس"، المشاركة في الائتلاف الحاكم الذي يقوده نفتالي بينت، إن المستوطنين الذين نفذوا الاعتداء الوحشي ضد الأهالي في القرية تمتّعوا خلال الهجوم بحماية جنود الجيش.
واتهمت غالئون وزير الأمن بيني غانتس، في تغريدة على "تويتر"، شخصياً بالمسؤولية عن توفير الظروف التي تسمح بتواصل مثل هذه الاعتداءات، مشيرة إلى أن جيش الاحتلال الإسرائيلي بات مجرد "شركة حماية توفر الحراسة للمستوطنين المشاركين في عمليات التنكيل التي تستهدف الفلسطينيين".
אני לא יודעת מה יותר מביש: הפוגרום אתמול בדרום הר חברון, העובדה שחיילים סיפקו אבטחה חמושה למתנחלים האלה או זה ששר הביטחון נותן לזה לעבור בשתיקה כאילו זה לא קשור אליו. אז הנה, כך נראה הסכסוך הזה שישראלים לא חושבים עליו – צבא שהופך לחברת אבטחה של פוגרומיסטים מקצועיים. גאווה לאומית
— זהבה גלאון (@zehavagalon) September 29, 2021
ولفت يريف أوفنهايمر، الرئيس السابق لمنظمة "السلام الآن" الإسرائيلية، إلى التمييز العنصري الذي يمثل سمة لسلوك جيش الاحتلال في التعاطي مع الفلسطينيين والمستوطنين. وكتب في حسابه على "تويتر": "الفلسطينيون في جنوب الخليل تركوا لشأنهم والمستوطنون يعربدون، لو كان الأمر معاكساً لأطلق الجيش الرصاص الحي على الفلسطينيين واعتقل العشرات منهم".
הפלסטינים בדרום הר חברון מופקרים והמתנחלים חוגגים. אם זה היה הפוך, היו יורים בפלסטינים אש חיה ועוצרים עשרות מהם. https://t.co/pvcl69jzgj
— יריב אופנהיימר Yariv Oppenheimer (@yarivop) September 28, 2021
وهاجم شموئيل مئير، رجل الاستخبارات السابق، في تغريدة على حسابه على "تويتر"، صمت رئيس أركان الجيش أفيف كوخافي عن اعتداءات المستوطنين، مشيراً إلى أن الهجمات وقعت في منطقة تقع تحت صلاحيات الجيش.
זה רק עניין של שמאלנים? לרמטכ"ל אביב כוכבי אין מה לומר בנושא שנמצא בתחום אחריותו הישיר בתור מפקדו של "מפקד האזור" אלוף פיקוד מרכז שהוא הריבון בשטח לפי האמנות הבינלאומיות וגם החוק הישראלי.
— Shemuel Meir (@ShemuelMeir) September 29, 2021
أما ينيف بكوفتش، المراسل العسكري لصحيفة "هآرتس"، فقد أكد أن جنوداً من سكان المستوطنات اليهودية يشاركون في عمليات إطلاق النار التي تستهدف الفلسطينيين.
وعرض بكوفتش على حسابه على "تويتر" صورة أحد الجنود، بالزي المدني، وهو يطلق النار على مجموعة من الفلسطينيين، متسائلاً: "كيف لا يتمكن الجيش من تحديد هوية هذا الجندي وتوقيفه".
בצה"ל משום מה מתקשים לאתר את הבחור הזה. מדובר במתנחל/ חייל בחופשה שביצע ירי בנשק צבאי לעבר פלסטינים ב-26 ביוני בכפר א-תוואני, סמוך למאחז חוות מעון. אשמח לקבל כל מידע (בפרטי). שתפו את הציוץ כדי שנוכל ביחד לסייע "במאמצים האדירים" שמשקיע צה"ל כדי לאתר אותו. pic.twitter.com/uaHycoRrAR
— yaniv kubovich יניב קובוביץ (@yanivkub) September 29, 2021
من ناحيتها، أكدت عميرة هاس، معلقة الشؤون الفلسطينية في صحيفة "هآرتس"، أن الحكومات الإسرائيلية تسمح بتواصل اعتداءات المستوطنين اليهود ضد الفلسطينيين؛ لأن "هذه الاعتداءات تخدم سياسات هذه الحكومة".
وفي تحليل نشرته "هآرتس"، لفتت الصحيفة إلى أن إسرائيل معنية بتشريد أهالي القرى الفلسطينية الواقعة جنوب الخليل من منازلهم؛ حتى تسيطر على الأرض وتخصّصها بعد ذلك للمناورات العسكرية.
واعتبرت هاس أن الهجوم الإرهابي الذي شنّه المستوطنون على قرية المفقرة يخدم سياسة الحكومة الإسرائيلية المتمثلة في العمل على إخلاء المنطقة من الفلسطينيين، من خلال توظيف الخوف والرعب الذي تتركه هذه الاعتداءات.