فشل اجتماعان عُقدا، مساء اليوم الخميس، الأول في ملعب البانوراما بحي القصور داخل درعا، والآخر في درعا البلد، بين قيادات من "الفيلق الخامس" المدعوم من روسيا وأعضاء من "اللجنة المركزية" في درعا من جهة، وضباط ممثلين عن قوات النظام من جهة أخرى، حسب المعلومات التي حصل عليها "العربي الجديد" من مصادر مقربة من "اللجنة المركزية"، فيما سيطر شبان درعا على حواجز للنظام غرب المحافظة.
وقال مصدر مقرب من داخل "اللجنة المركزية"، لـ"العربي الجديد"، إن "جلسة تشاورية عُقدت بين أعضاء من اللجنة المركزية ووجهاء وأهالي المنطقة الغربية والمنطقة الشرقية من محافظة درعا، وأكد فيها أعضاء اللجنة أنهم أرسلوا لقوات النظام رسالة مضمونها إيقاف العملية العسكرية على درعا، لأنهم هم من بدأوا بالهجوم على درعا البلد، وليس شبان الريفين الشرقي والغربي للمحافظة".
وأكدت اللجنة، بحسب المصدر، على "تشكيل لجنة تفاوض واحدة مع النظام وروسيا، ممثلة عن جميع المناطق في درعا".
وشددت اللجنة على "رفضها بند تواجد قوات النظام داخل أحياء درعا"، كما اشترطت "قبل بدء أي عملية تفاوض مع النظام وقف الهجمات العسكرية وانسحاب القوات من على تخوم المدن والبلدات".
من جهته، أكد الناشط أبو البراء الحوراني، وهو عضو "تجمع أحرار حوران"، في حديث لـ"العربي الجديد"، أن هناك تحركا لأرتال عسكرية تضم آليات ثقيلة لقوات "الفرقة الرابعة" و"الأمن العسكري" التابعين للنظام، في حي المنشية القريب من منطقة درعا البلد، مضيفاً أن "القصف المدفعي تجدد بشكل مكثف على أحياء درعا البلد بعد فشل المفاوضات الأخيرة".
في السياق، أوضح الحوراني أن "شبان درعا تمكنوا من السيطرة على معسكر زيزون، ومعسكر الصاعقة، وحاجز الكونسروة، التابعة لقوات النظام بريف درعا الغربي، وذلك بعد انسحاب قوات النظام من هذه المواقع".
وأشار إلى أن "شبانا من بلدة الجيزة تمكنوا من السيطرة على حاجزين لقوات النظام في المدخلين الشرقي والغربي في بلدة الجيزة بريف درعا الشرقي"، لافتاً إلى أنه لا تزال المعارك مستمرة على أطراف البلدة بين عناصر قوات النظام من جهة، وشبان درعا من جهة أخرى.
وأشار إلى أن "عشرة عناصر من قوات النظام قُتلوا مساء الخميس، نتيجة اشتباكات بينهم وبين شبان على حاجز طريق (تل الجابية) غربي مدينة جاسم شمال درعا، بالتزامن مع استهداف النظام للأحياء السكنية داخل المدينة بعشرات القذائف الصاروخية، من مواقعه في النقاط العسكرية المحاذية لها".
وبحسب الحوراني، فإن شبان درعا تمكنوا، اليوم الخميس، من السيطرة على 29 حاجزاً ونقطة عسكرية لقوات النظام في ريفي درعا الغربي والشرقي، أدى ذلك لمقتل أكثر من 25 عنصراً لقوات النظام، بالإضافة لأسر أكثر من 120 عنصراً، بينهم ضباط، واغتنام دبابتين ورشاشات متوسطة وسيارات دفع رباعي، وأسلحة فردية وذخائر متنوعة بكميات كبيرة، بالإضافة إلى مقتل 16 شخصاً في درعا اليوم بقصف قوات النظام والمليشيات المساندة له، بينهم تسعة مدنيين، ستة منهم من عائلة واحدة، بينهم ثلاثة أطفال وامرأة.
من جهته، ندد "المجلس الوطني الكردي"، من خلال بيانٍ له أصدره مساء اليوم الخميس، بـ"الحصار الخانق" الذي تفرضه قوات النظام السوري على أهالي محافظة درعا، جنوب سورية.
وجاء في بيان المجلس: "تتعرض مدينة درعا، مهد الثورة السورية، بما تبقى من سكانها، منذ أسابيع إلى حصار خانق تنفذه قوات النظام والمليشيات التابعة له". وأضاف: "يستهدف التهجير القسري حوالي 50 ألفا من سكان المنطقة، جلهم من الأطفال والنساء".
وأكد المجلس أن "ما يجري في درعا يتناقض مع اتفاق المصالحة الذي ترعاه روسيا، وكذلك يتناقض مع قرار مجلس الأمن (2254) وجميع القرارات الأممية التي تمنع مثل هذه الانتهاكات الجسيمة، والتي تعتبر جريمة حرب وجريمة ضد الإنسانية".
وعبر المجلس عن تضامنه الكامل مع أهالي محافظة درعا، وأدان "جميع محاولات التهجير القسري، والتغيير الديمغرافي التي حصلت وتحصل على كامل الجغرافيا السورية، من أية جهة كانت"، وطالب "المجتمع الدولي بالتحرك لوقف هذه الجريمة في درعا التي تتعارض مع جميع المواثيق الدولية الخاصة بحقوق الإنسان".