سيناريو داخلي – خارجي جديد للتفاؤل الحكومي في لبنان

06 سبتمبر 2021
يتردد أن توافقاً حصل على التشكيلة الوزارية (حسين بيضون)
+ الخط -

يتكرّر السيناريو نفسه مطلع كل أسبوع في لبنان، "تفاؤل حكومي يقابله انخفاض في سعر صرف الدولار في السوق السوداء"، قبل أن تظهر عراقيل جديدة ويُسرّب معها محاضر الجلسات والمناقشات التي توضع فيها الشروط الوزارية على الطاولة، فتُعاوِد العملة الخضراء ارتفاعها لتزيد أرباح الصرافين غير الشرعيين آلاف الدولارات.

وتكلّل اليوم الاثنين بعناوين صحافية عريضة أجمعت على وجود مؤشرات إيجابية جداً توحي بتشكيل حكومة جديدة الأربعاء فيما لو التقى الرئيس ميشال عون بالرئيس المكلف نجيب ميقاتي، باعتبار أن لبنان في حداد وطني منذ الأحد وستقفل يوم غد الثلاثاء الإدارات والمؤسسات العامة خلال تشييع رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الشيخ عبد الأمير قبلان.

واستندت هذه "الإيجابية" إلى عوامل داخلية وأخرى خارجية، إذ يتردد أن توافقاً حصل على التشكيلة الوزارية التي بدأت تخرج بعض أسمائها غير النهائية إلى العلن، ولا سيما على صعيد وزارة الاقتصاد في ظل حديث عن قبول الرئيس ميشال عون أن تكون من حصة ميقاتي مقابل حصوله على الطاقة والمياه، والشؤون الاجتماعية.

مسألتان أساسيتان عالقتان

ويقول مصدرٌ مقرّب من ميقاتي لـ"العربي الجديد" إن "غالبية العقد الوزارية حُلَّت وجرى التوصل إلى اتفاق بشأنها عن طريق الوسيط المدير العام للأمن العام اللواء عباس إبراهيم، ولكن هناك مسألتان أساسيتان عالقتان الأولى مرتبطة بالثلث المعطل الذي ما يزال يتمسك به رئيس الجمهورية، والثانية بالثقة التي لم يحسم التيار الوطني الحر (يرأسه صهر عون النائب جبران باسيل) الموقف من منحها لحكومة ميقاتي عند تأليفها، وهي كانت من أسباب اعتذار سعد الحريري عن عدم تشكيل الحكومة".

ويتردّد أن زيارة ميقاتي للرئيس عون بعد "قطيعة لأكثر من أسبوع" ستكون حاسمة إما بولادة الحكومة أو الاعتذار، من هنا يتمهّل كثيراً الرئيس المكلف قبل توجهه إلى قصر بعبدا وينتظر نتائج الاتصالات والمشاورات.

ويكتفي مصدر قيادي في "التيار الوطني الحر" بالقول لـ"العربي الجديد"، "من جانبنا العقد الوزارية حلّت والرئيس عون سبق أن أكد أنه لا يريد الثلث المعطل ولم يطالب به يوماً، أما مسألة منح الحكومة الثقة فهذا أمر لا يمكن حسمه مسبقاً بل يرتبط ببرنامج عمل الحكومة، والتيار أمام خيارات كثيرة ربطاً بمسار المرحلة المقبلة".

في السياق، يؤكد عضو كتلة "الوسط المستقل" (برئاسة ميقاتي) النائب علي درويش لـ"العربي الجديد"، "حصول مروحة اتصالات داخلية وخارجية معمّقة خلال الثماني والأربعين ساعة الماضية بحثت النقاط العالقة وقد تكون حققت خرقاً حكومياً، ولكن لا نريد أن نضع نسباً للتفاؤل أو التشاؤم".

ويشير درويش إلى أن "الرئيس المكلف طرح تشكيلة الأربعة وعشرين وزيراً ويعتبرها الأنسب للمرحلة الراهنة والأكثر توازناً وقادرة على الإنجاز وبدء عملية الإنقاذ المنتظرة، وفي الساعات المقبلة ستظهر أكثر نتائج الاتصالات والمباحثات والحذر يبقى دائماً موجودا".

ويفضل درويش عدم الدخول بتفاصيل الأسماء الوزارية، مكتفياً بالإشارة إلى أن "الحكومة بحقائبها وأسماء وزرائها يعلن عنها رسمياً عند صدور مراسيم التشكيل".

ويلفت النائب عن كتلة ميقاتي البرلمانية إلى أن "للرئيس المكلف في حال عدم التوافق على التشكيلة المذكورة، خيارات أخرى منها حكومة الـ14 وزيراً، أي ما عرف بحكومة الأقطاب".

وتضم حكومة الأقطاب أسماء من صلب المنظومة الحاكمة التي تلقى رفضاً شعبياً وبعيدةً من "الاختصاص" المرفوع شعاراً للمرحلة، ويرتبط اسمها بملفات فساد وصفقات وتسويات وسياسات أوصلت البلاد إلى الانهيار، وهي تبقى الخيار الأخير للرئيس المكلف.

وتتزامن هذه الحركة الحكومية الداخلية مع اتصالات خارجية للحث على تشكيل حكومة جديدة في لبنان، أهمها بين الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون. علماً أن إيران تتهم من قبل معارضين لها ولحزب الله بأنها تعرقل عملية التشكيل ولا تريد حكومة في لبنان بالوقت الراهن، من هنا دقة الاتصالات التي تأتي على ضوء تطورات لبنانية – سورية، مع رفع استثنائي للعقوبات الأميركية عن النظام السوري بهدف استجرار الكهرباء من الأردن والغاز من مصر إلى لبنان.

إيران تتهم بأنها تعرقل عملية التشكيل ولا تريد حكومة في لبنان بالوقت الراهن

وقد ارتبط أيضاً التفاؤل الحكومي الذي يتزامن كذلك مع توافد سياسيين لبنانيين بمنسوب مرتفع إلى دمشق، بهذا الاتصال، وكانت لافتة تغريدة المستشار السابق للرئيس اللبناني الإعلامي جان عزيز (استقال من منصبه نتيجة خلافات مع قياديين في "التيار")، إذ غرّد اليوم، "إذا ما جدّ شي من الله أو من الشياطين، الحكومة الأربعاء مع 4 تحديات، ما تكون حكومة رئيسي – ماكرون في بيروت، ما تشطب 17 تشرين (أكتوبر) من روزنامة الوعي، ما تلفلف 4 آب (انفجار بيروت) من ضمير العدل وما تتحول بنج عمومي لإعادة توليد منظومة المافيا ذاتها وللحديث أكثر من صلة".

 

المساهمون