قال مركز استراتيجيات الدفاع (The Center for Defense Strategies)، إن القوات الروسية المنتشرة على الحدود مع أوكرانيا غير كافية لتنفيذ عملية واسعة النطاق للاستيلاء على كافة الأراضي الأوكرانية أو جزء كبير منها، لافتاً إلى أنه "لا يمكن تأكيد التنبؤات حول احتمالية حدوث مثل هذه السيناريوهات في المستقبل القريب، إذ إنه لا توجد إجراءات واضحة في روسيا لتشكيل قوات احتياط استراتيجية وتعبئة".
وبحسب تحليل نشره مركز الدفاعات الاستراتيجية الأوكراني، الأحد، فإن معظم السيناريوهات للسيطرة الروسية على مدن وأقاليم أوكرانية منفصلة أمر غير مرجح بسبب الافتقار إلى الملاءمة السياسية. ويرى المركز أن من الممكن حدوث بعض الأعمال العدائية في مناطق معينة من أجل تشتيت انتباه قوات الدفاع الأوكرانية.
وذكر المركز أن سيناريو القصف المكثف والضربات الصاروخية، التي يمكن أن تؤدي إلى خسائر مدنية واسعة النطاق غير واقعي، لافتاً إلى أن مثل هذا الإجراء يمكن أن يفشل مساعي القيادة السياسية الروسية الهادفة لكسب "قلوب وعقول" السكان الناطقين بالروسية في أوكرانيا. ويرى المركز أن المتعاطفين مع روسيا سوف يغيرون رغبتهم في دعم بوتين لو حدث مثل ذلك السيناريو.
وبحسب المركز، فإن الضربات الصاروخية والجوية المحدودة على المنشآت العسكرية أو مرافق البنية التحتية ممكنة فقط كوسيلة لدعم العمليات البرية أو كوسيلة للضغط النفسي.
في الوقت ذاته، فإن قيام الكرملين بتنفيذ استفزاز، على سبيل المثال، في شرق أوكرانيا - أمر محتمل، والغرض من هذا الإجراء هو إضفاء الشرعية على دخول القوات الروسية إلى الأراضي الأوكرانية أو التصعيد المسلح على خط المواجهة. وبشكل عام، فإن التصعيد الروسي في شرق أوكرانيا متوقع إلى حد كبير، بحسب المركز.
البحر الأسود وبحر آزوف
يستمر الوضع في البحر الأسود بالتحول بسبب تعزيز قدرات أسطول البحر الأسود الروسي من قبل سفن أساطيل المحيط الهادئ والشمالي. وإلى جانب القوات الجوية المتمركزة في شبه جزيرة القرم، يمكن أن يشكل هذا تهديدًا للقيام بعمليات روسية في جنوب أوكرانيا.
وبالاستفادة من الأفضلية العسكرية الكبيرة في البحر، قد تفرض روسيا حصارًا شبه كامل على البحر الأسود، وربما في بحر آزوف، في انتهاك للقانون الدولي، خلال الفترة من 13 إلى 19 فبراير/شباط بحجة إجراء تدريبات عسكرية. وسيؤدي مثل هذا الإجراء إلى تشتيت انتباه كل من القيادة العسكرية والسياسية لأوكرانيا والمجتمع الدولي.
وإلى الآن، لا تزال توقعات تطور الوضع في البحر الأسود وبحر آزوف سيئة، لكنها ستعتمد إلى حد كبير على رد فعل أوكرانيا، والمجتمع الدولي على الحصار المفترض.