سياسي عراقي بارز محذراً من استمرار الفساد: سيدخل المتظاهرون إلى منازلنا ويسحلوننا بالشوارع
حذر مسؤول سياسي عراقي بارز في بغداد، اليوم الإثنين، من تأثيرات استمرار التنافس الحزبي على الوزارات والمناصب الحكومية وتفشي الفقر في البلاد، معتبرا أن استمرار ذلك سيدفع المتظاهرين للدخول إلى منازلنا وسحلنا في الشوارع.
وتأتي تحذيرات المسؤول العراقي قبيل يوم واحد فقط من استعدادات للقوى المدنية العراقية للخروج في تظاهرات جديدة لإحياء الذكرى الثالثة لتظاهرات 25 أكتوبر/ تشرين الأول من عام 2019، والتي يعتبرها ناشطو العراق الشرارة التي فجرت الاحتجاجات في بغداد وفي مدن جنوب ووسط البلاد، بعد مقتل وجرح عشرات الناشطين والمتظاهرين في هذا اليوم بساحة التحرير، وسط بغداد، على يدّ قوات الأمن وعناصر مسلحة.
وقال المكلف السابق بتشكيل حكومة 2018 والسياسي العراقي محمد توفيق علاوي، اليوم الإثنين، في بيان له، إن المتظاهرون "سيدخلون إلى بيوتنا في المنطقة الخضراء ويسحلوننا في الشوارع".
وقال علاوي، الذي شغل أيضا عدة مناصب وزارية، آخرها وزارة النقل في بغداد، متحدثا عن القوى السياسية العراقية: "إذا كان همهم المصلحة الشخصية ومصلحة أحزابهم على حساب مصلحة الوطن والمواطن، فمن الطبيعي أن يتنازعوا وتختلف كلمتهم ويسعى كل منهم للاستحواذ على أكبر عدد من الوزارات والمناصب، والنتيجة الطبيعية كما شهدناها هي امتلاء جيوبهم على حساب عامة الشعب الذين يعانون من الفقر والمجاعة وشظف العيش وانزلاق البلد إلى مهاو سحيقة ودماره خلال فترة بسيطة".
وأضاف في البيان الذي تداولته وسائل إعلام محلية عراقية، حول التنافس الحالي على وزارات ومناصب الحكومة الجديدة بين الكتل والقوى السياسية، أنه إذا ما كان "همهم مصلحة الوطن والمواطنين فمن الطبيعي أن تجتمع كلمتهم حول أشخاص مهنيين كفوئين نزيهين مخلصين محبين لبلدهم وشعبهم، وهذا سيؤدي إلى تحقيق نهضة كبرى في البلد وتطوره وازدهاره وتوفير مساحة من العيش للعوائل العراقية وتحقيق السعادة والرفاه في بضع سنين".
وتابع علاوي قائلاً: "إني أخشى في الحالة الأولى أن تتحقق نبوءة أحد رؤساء الوزراء السابقين حين قال لي بالنص الحرفي: (إن استمر الوضع فسيدخل المتظاهرون إلى بيوتنا في المنطقة الخضراء ويسحلوننا في الشوارع)".
— محمد توفيق علاوي Mohammed Allawi (@MohammedAllawi) October 24, 2022
ويأتي التصريح المثير لعلاوي مع تحشيد الناشطين في العراق لتظاهرات الغد تحت شعار "التحرير ثورة الطوفان".
واندلعت التظاهرات العراقية في الأول من أكتوبر/ تشرين الأول عام 2019، عقب دعوات انطلقت عبر مواقع التواصل الاجتماعي بسبب تردي الخدمات وتفاقم نسبة البطالة، قبل أن تنفجر بشكل واسع في بغداد ومدن جنوبي العراق ووسطه، في الخامس والعشرين من الشهر ذاته.
وشهدت التظاهرات عمليات عنف غير مسبوقة، ولا سيما بعد دخول جماعات مسلحة، وُصفت بـ"الطرف الثالث"، على خط قتل المحتجين والناشطين وقمعهم واختطافهم. كما أدت أعمال العنف إلى مقتل نحو 800 متظاهر، وإصابة أكثر من 27 ألفاً، في وقت لم تُحاسَب فيه أي جهة متورطة في هذه الأعمال.
ويقول الناشطون ولجان تنسيق الاحتجاجات العراقية إن مطالبهم ما زالت هي ذاتها، متهمين أحزاب السلطة بالتراجع عن وعود قطعتها تتعلق بإنهاء المحاصصة الطائفية في تقاسم مناصب الدولة واجتثاث الفساد واعتماد مبدأ المواطنة كنهج عام للدولة، ضمن دولة مدنية تحترم القانون والحريات.