سورية: وفاة ناشط تحت التعذيب في المعتقل

11 يناير 2024
أمضى عبد الله ماضي 11 عاماً في معتقلات النظام السوري قبل أن توافيه المنية (Getty)
+ الخط -

توفي المهندس والناشط السياسي السوري، عبد الله ماضي، بعد 11 عاماً قضاها في معتقلات النظام السوري.

وقالت فرح، ابنة الناشط ماضي، أمس الأربعاء، على فيسبوك: "بلغنا اليوم نبأ استشهاد والدي الغالي المهندس عبد الله ماضي في معتقله"، مضيفة: "الله يرحمك يا حبيبي، ارتحت من العذاب، وحسبنا الله ونعم الوكيل".

وعبد الله ماضي مهندس مدني من مواليد دير الزور (1957)، وكان قد اعتُقل لمدة ثماني سنوات في عهد رئيس النظام السوري السابق حافظ الأسد، بتهمة الانتماء إلى حزب العمال الثوري، ثم اعتُقل في عهد رئيس النظام الحالي بشار الأسد، في مايو/أيار 2012، حيث اختُطِف على طريق السلمية - حمص، ومنذ ذلك اليوم انقطعت أخباره حتى إعلان وفاته.

ووصف "مجلس المعتقلين والمعتقلات السوريين" ماضي بأنه كان رجلاً هادئاً ومناضلاً صلباً اعتقلته أجهزة النظام السوري المخابرات الجوية عام 2012 قرب السلمية في أثناء توجهه من الجزيرة السورية إلى دمشق دون أي مسوغ أو مبرر.  

كذلك نعاه عدد من رفاقه الذين شاركوه المعتقل، ومنهم سيال ناصيف، الذي قال على صفحته في فيسبوك: "شهيد جديد في أقبية النظام الدكتاتوري، رفيق وصديق السجن عبد الله ماضي أبو فرح، لروحك الورد والسلام وطيب الذكرى والخزي والعار للمجرمين القتلة. أبو فرح لم نعرفه إلا مبتسماً مقبلاً على الحياة".

وكتب محمد صالح في حسابه: "عبد الله ماضي (أبو فرح) الصديق ورفيق السجن يغادر هذه الحياة في المعتقل"، مضيفاً: "اختُطف مع صديق له في 2012 بين حمص وسلمية. أشعر بالذل لأننا لم نستطع حماية أهلنا".

وقالت صفا التركي، مخاطبة ماضي: "أمضيت حياتك بين السجون ورحلت بين السجون دون وداع أحبتك. لا أعرف ما عانيته ضمن معتقلات الإجرام والإرهاب، ما هو مدى الإجرام الذي مارسوه بحقك، كيف كنت تمضي أيامك هناك، وما هو مدى العذاب الذي كنت تعيشه؟ هل كنت تعرف أننا كنا ننتظرك وندعو أن تعود بيننا وتكشف كمّ الإجرام الذي يمارس في سجون الظلم؟ لا أعرف كيف كنت تمضي كل هذه السنين من العذاب، لكن ما أعرفه أني عرفتك حراً ورحلت منا حراً". 

وقضى أكثر من 15 ألف مواطن سوري تحت التعذيب في السجون ومراكز الاحتجاز في سورية منذ مارس/ آذار 2011، بينهم أطفال ونساء، بحسب الشبكة السورية لحقوق الانسان.

وجاء في تقرير أصدرته الشبكة، في أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، أن من بين القتلى 190 طفلاً و94 سيدة، قضوا تحت التعذيب في مراكز الاحتجاز منذ مارس/ آذار 2011، وأن نحو 136 ألفاً، ما بين معتقل ومخفي قسرياً، ما زالوا يتعرضون للتعذيب في سورية، مشيرة إلى أن عمليات التعذيب التي تعرض لها الضحايا جرت في مراكز الاعتقال التابعة لقوات النظام السوري، وسارت وفق سياسة مركزية وشاملة تورطت في ممارستها الغالبية العظمى من مراكز الاحتجاز، وشاركت في تنفيذها عناصر الأجهزة الأمنية من مختلف المستويات.

المساهمون