سورية: هجمات بدرعا وجرحى في جرمانا و"مسد" ترفض الانتخابات الرئاسية

24 مايو 2021
تشهد مناطق عدة توتراً مع دعاية النظام للانتخابات الرئاسية التي سيجريها بعد غدٍ (Getty)
+ الخط -

هاجم مجهولون موقعين لقوات النظام السوري في محافظة درعا جنوبي البلاد، مساء أمس الأحد، فيما تجدد القصف والاشتباكات بين "الجيش الوطني السوري" ومليشيات "قسد" على محاور في ريف حلب، شمالي سورية، كما أصيب قرابة عشرين شخصاً بانفجار لغم وعراك مع قوات النظام في ريفي حماة ودمشق، في الوقت الذي أكدت فيه "مسد" رفضها الانتخابات الرئاسية ومقاطعتها.

وقال الناشط "محمد الحوراني"، في حديث مع "العربي الجديد"، إن مجهولين هاجموا حاجزاً للمخابرات الجوية التابعة لقوات النظام في ناحية داعل بريف درعا الشمالي، كما هاجموا مخفراً للشرطة وسط مدينة داعل بالأسلحة الرشاشة والقنابل، مضيفاً أن الهجومين أسفرا عن أضرار مادية فقط.

وأوضح الناشط أن النظام رد على الهجومين بإطلاق نار عشوائي في المنطقة أثار الذعر بين الأهالي، في حين هاجم مجهولون مسجد طفس في ريف درعا الغربي الليلة الماضية بقنابل يدوية، من دون وقوع إصابات بشرية.

إلى ذلك، قصف "الجيش الوطني السوري" مواقع لـ"قسد" على محور كلجبرين بريف حلب الشمالي، تزامناً مع اشتباكات بالأسلحة الثقيلة بين الطرفين، كما تعرضت مواقع لـ"قسد" في محور قرية بينة لقصف من الجيش التركي المتمركز في ناحية إعزاز، شمالي محافظة حلب.

وفي مناطق سيطرة النظام السوري، قالت مصادر لـ"العربي الجديد" إن طفلين أصيبا بجروح متفاوتة الخطورة جراء انفجار لغم أرضي، خلال عملهما في قطاف أزهار بأرض زراعية في أطراف قرية عرشونة بريف حماة الشرقي، ورجحت المصادر أن اللغم من مخلفات الحرب على تنظيم "داعش" في المنطقة.

وكان ريفا حماة الشرقي والشمالي الشرقي قد شهدا سابقاً سقوط العشرات بين جريح وقتيل، بينهم أطفال، جراء انفجار مخلفات الحرب على تنظيم "داعش"، من ألغام أرضية ومقذوفات غير منفجرة ألقاها الطيران الحربي الروسي وطيران النظام السوري.

أخبار
التحديثات الحية

وفي منطقة جرمانا بريف دمشق، تحدثت مصادر لـ"العربي الجديد" عن جرح 15 شخصاً على الأقل، جراء مشاجرة بين الأهالي وقوات النظام السوري، وذلك إثر خلاف بين الأهالي وعناصر قوات النظام على طابور الخبز أمام أحد أفران المنطقة، حيث لجأ أحد عناصر النظام إلى إلقاء قنبلة صوتية وسط الأهالي، ما دفعهم للاشتباك بالأيدي مع عناصر النظام.

وتشهد المنطقة توتراً تزامن مع دعاية النظام للانتخابات الرئاسية التي سيجريها الأسبوع الجاري، حيث شدد النظام إجراءاته الأمنية وزاد من قواته في المنطقة.

وفي الحسكة شمال شرقي البلاد، أكدت مصادر لـ"العربي الجديد" أن النظام السوري أنشأ مركزاً جديداً لمليشيات "الدفاع الوطني" في منطقة دوار زوري قرب طريق الحسكة حلب.
وأوضحت المصادر أن المركز الجديد يضم عناصر المليشيا الذين جرى إخراجهم من مدينة القامشلي على خلفية التوتر الأخير بين المليشيا و"قسد" في حي طي وحي حلكو، وبحسب المصادر، فإن الأهالي في المنطقة يتخوفون من ممارسات قد يقدم عليها عناصر "الدفاع الوطني".

وكانت المليشيا قد غادرت مدينة القامشلي بضغط روسي، بعد توتر واشتباكات مع قوات الأمن التابعة لـ"قسد" في القامشلي أدت إلى خسائر بشرية من الطرفين ومن أهالي المدينة.

من جانبها، قالت صحيفة "الوطن" التابعة للنظام إن الطيران الحربي استهدف أمس بعدة غارات مكثفة مواقع لمسلحي تنظيم "داعش"، في عمق البادية الشرقية وفي المنطقة الممتدة بين محافظات حماة وحلب والرقة، بالتزامن مع مواصلة "وحدات من الجيش والقوات الرديفة" مهامها البرية بتمشيط البادية ضمن القطاعات المقررة بخطتها العسكرية.

ويُذكر أن قوات النظام السوري تشن حملة تمشيط في مناطق متفرقة من البادية منذ أشهر بهدف القضاء على خلايا تنظيم "داعش".

"مسد" يؤكّد رفض الانتخابات الرئاسية ومقاطعتها

وعلى صعيد منفصل، أعلن "مجلس سورية الديمقراطية" "مسد"، الجناح السياسي لـ"قوات سورية الديمقراطية" "قسد"، صباح اليوم، في بيان له، رفضه الانتخابات الرئاسية التي سيجريها النظام السوري بعد يومين، مؤكداً مقاطعتها وأنه لن يكون جزءاً منها. كما أكد البيان عرقلة النظام السوري لأي عملية تفاوض سياسي بين الطرفين.

وقال المجلس في بيانه: "أعلن مجلس سورية الديمقراطية مراراً أنه غير معني بأية انتخابات لا تحقق أهداف السوريين في حياتهم وحقوقهم وحضورهم السياسي، ولن يكون طرفاً ميسراً لأي إجراء انتخابي يخالف روح القرار الأممي 2254".
وأضاف: "إننا وعلى الرغم من السعي إلى التفاوض مع السلطة في دمشق من أجل تحقيق تقدم يبنى عليه مسار سياسي؛ فإن ذلك لم يتحقق، إذ كانت تعرقل أي توافقات، وتعرقل استمرار اللقاءات، وغايتها فرض رؤيتها من دون اعتبار للحقوق الإنسانية".

وقال المجلس في بيانه: "من هذا التقدير للموقف؛ اعتبرنا أن متشددي النظام والمعارضة مسؤولون عن كافة الجرائم المرتكبة بحق الشعب السوري، وعن عرقلة التفاوض من أجل حل سياسي تفاوضي وفق قرار مجلس الأمن ذي الرقم 2254، والقاضي بتشكيل هيئة حكم انتقالي وبيئة آمنة ودستور جديد للبلاد، تقوم على أساسه أية انتخابات بشفافية وإشراف دولي وضمانات لنتائج تحقق استمرار العمل للخروج من الأزمة المريرة التي عانى منها الجميع".

وأكد البيان: "إننا في مجلس سورية الديمقراطية نؤكد أننا لن نكون جزءاً من عملية الانتخاب الرئاسية، ولن نشارك فيها، وموقفنا ثابت، أنه لا انتخابات قبل الحل السياسي وفق القرارات الدولية، والإفراج عن المعتقلين، وعودة المهجّرين، ووضع أسس جديدة لبناء سياسي خال من الاستبداد، ومن سيطرة قوى سياسية واحدة، وفي جو ديمقراطي تعددي يعترف بحقوق المكونات السورية على قدم المساواة دون تمييز أو إقصاء".

من جانبه، أكد بهزاد عمو من المكتب الإعلامي في "مسد" لـ"العربي الجديد" أن الإدارة الذاتية ذات الطابع الكردي "لن تسمح بإجراء الانتخابات في المناطق التي تسيطر عليها في شمال شرقي سورية". وبيّن عمو أن الإدارة "لن تتدخل في المربعين الأمنيين اللذين يسيطر عليهما النظام في محافظة الحسكة"، في إشارة واضحة إلى أن هذه الإدارة لن تعيق العملية الانتخابية في هذين المربعين في تكرار لسناريو انتخابات عام 2014.

ويحتفظ النظام بوجود له في مربعين أمنيين في مدينتي القامشلي والحسكة، في أقصى الشمال الشرقي من سورية، وبعض القرى القريبة من المدينتين، إضافة إلى فوجين عسكريين هما "الفوج 123" (فوج كوكب) قرب الحسكة، و"الفوج 154" (فوج طرطب) قرب مدينة القامشلي، ومطار القامشلي الذي تحول إلى قاعدة عسكرية روسية منذ أواخر عام 2019.

المساهمون