واصل المدنيون القاطنون في أحياء طريق السد ومخيم اللاجئين الفلسطينيين ومخيم أبناء الجولان المحاصرة داخل مدينة درعا جنوبي سورية، النزوح إلى الأحياء الأكثر أمناً. فيما أعربت الأمم المتحدة، في بيان الجمعة، عن قلقها الشديد إزاء الأعمال القتالية في المنطقة التي تحاصرها قوات النظام والمليشيات الموالية لها، وتسعى إلى دخولها.
وقال الناشط محمد الحوراني لـ"العربي الجديد" إن قوات النظام ما زالت تحشد قواتها حول الأحياء المحاصرة بالرغم من الهدوء الذي شهدته اليوم، ما أدى بأكثر من 10 آلاف مدني إلى الخروج من هذه الأحياء إلى أحياء أكثر أمناً، عبر حاجز السرايا.
وأوضح أن معظم الخارجين هم من الأطفال والنساء وكبار السن والمرضى، الذين تأثروا كثيراً بالحصار الذي فرضته قوات النظام، خاصة قوات الفرقة الرابعة التي يقودها شقيق رئيس النظام ماهر الأسد، والمليشيات الموالية لها، منذ أكثر من شهر.
وفي غضون ذلك، أعرب كل من المنسق المقيم للأمم المتحدة ومنسق الشؤون الإنسانية في سورية عمران ريزا، والمنسق الإقليمي للأمم المتحدة مهند هادي، عن قلقهما الشديد إزاء الأعمال القتالية في درعا البلد، التي أسفرت عن ثمانية ضحايا مدنيين على الأقل، ونزوح أكثر من 10 آلاف و500 شخص، وقصف مستشفى السلام بأربع قذائف هاون، وتدمير خزانات مياه، وتعطيل عمل وحدة غسيل الكلى.
وطالبا في بيان للأمم المتحدة، كافة الأطراف، بتوخي العناية المستمرة لتجنيب المدنيين والأماكن المدنية التعرض للأذى، وبالسماح وتسهيل المرور العاجل بدون عراقيل للمساعدات الإنسانية للمنطقة.
ومن جهة أخرى، أدانت الخارجية الفرنسية تصعيد النظام في درعا، وأشارت إلى أنه "لا يمكن أن يكون هناك حل عسكري للصراع الدائر في سورية، ولن تنتهي المأساة السورية إلا عبر عملية سياسية شاملة تستند إلى قرارات مجلس الأمن"، مؤكدة من جديد "التزامها بمكافحة الإفلات من العقاب لأخطر انتهاكات القانون الإنساني الدولي".
إلى ذلك، ذكر "تجمع أحرار حوران" المختص بأخبار الجنوب السوري، أن اللجان المركزية في المنطقة أنهت اجتماعها مع اللجنة الأمنية التابعة للنظام، وتوصّلت إلى بوادر حل مبدئية، مشيراً إلى تأجيل استكمال المفاوضات إلى السبت.
ولفت إلى أن قوات النظام قصفت بالمدفعية الثقيلة محيط منطقة تل السمن، شمال مدينة طفس في ريف درعا، ولم يشر إلى وقوع أضرار بشرية أو مادية.
ودارت، الجمعة، مواجهات متقطعة بين العناصر المحليين وقوات الفرقة الرابعة على أطراف أحياء درعا البلد، كما شنت الأخيرة حملة دهم وتفتيش في بلدة "المجيدل" في منطقة اللجاة بريف درعا الشرقي.
وتقدّر مساحة المنطقة، التي تحاصرها قوات النظام، بنحو ثلاثة كيلومترات مربعة يقطنها نحو 50 ألف نسمة، يتوزّعون على نحو 11 ألف عائلة، ولا يوجد فيها إلا مخبز واحد ومركز صحي واحد أيضاً.