سورية: مفقودون جدد من جامعي الكمأة وقتيلان في درعا

13 مارس 2023
تاجر سوري يبيع الكمأة في مدينة حماة (لؤي بشارة/فرانس برس)
+ الخط -

تواصلت، الاثنين، لليوم الثالث على التوالي عمليات التمشيط والبحث عن مفقودين من عناصر مليشيات "الدفاع الوطني" التابعة للنظام السوري بعد اختفائهم في ظروف غامضة في بادية دير الزور شرقي البلاد، وهم 12 عنصراً ينحدرون من عشيرة "البوسرايا" العربية، في حين ارتفع عدد المصابين بالألغام أمس في دير الزور إلى 6، بينهم مسؤول محلي والبقية عناصر من قوات النظام السوري.

وقال الناشط أبو محمد الجزراوي، لـ"العربي الجديد"، إنّ مجموعات مسلحة بالتعاون مع قوات من النظام السوري واصلت اليوم عمليات التمشيط والبحث عن 12 عنصراً من "الدفاع الوطني" فُقدوا في بادية دير الزور بظروف غامضة، يوم الجمعة الماضي، مضيفاً أنّ عمليات التمشيط شهدت اشتباكات مع مجهولين يرجح أنهم من خلايا تنظيم "داعش".

وكان العناصر يبحثون عن الكمأة في البادية، ولم يكونوا في مهمة رسمية من قبل القيادات التي يتبعون لها، وأوضح الناشط أنّ العناصر اختفوا في بادية البشري وهم من أبناء عشيرة "البوسرايا" العربية وينحدرون من بلدات عياش والبغيلية والعنبة، مضيفاً أنّ عملية البحث تقتصر على المنطقة في إطار الحدود الإدارية لدير الزور، وسط تخمين عن وقوف تنظيم "داعش" أو جهات مجهولة وراء الخطف.

وحصلت مثل هذه الحادثة سابقاً في مناطق سيطرة "قوات سوريا الديمقراطية" (قسد) وعاد تنظيم "داعش" ليعلن عن وقوفه وراء العملية، وقام بإعدام المخطوفين قبل رميهم في البادية.

وشهدت البادية أخيراً، وخاصة الخاضعة لسيطرة النظام والمليشيات المدعومة من إيران، مقتل وجرح العشرات في هجمات من مجهولين على العاملين في جمع الكمأة أو رعاية الأغنام، ويتم اتهام "داعش" والمليشيات المدعومة من إيران بتنفيذ هذه الهجمات.

وجاءت الحادثة الأخيرة بحسب الناشط الجزراوي، بعيد انعقاد اجتماع في مدينة دمشق بين قيادات المليشيات المدعومة من إيران ووزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان، مع وجود قياديين من مليشيات محلية في دير الزور. وبحسب ما سربته مصادر للناشط كان الاجتماع يتمحور حول تعرض مواقع المليشيات في دير الزور وخاصة البوكمال بشكل متكرر للقصف الإسرائيلي.

وكانت مصادر محلية اتهمت المليشيات الإيرانية أكثر من مرة بالوقوف وراء مقتل مدنيين من القبائل العربية في البادية، وذكرت أنّ القتل كان بهدف الانتقام من مقتل عناصر لها في هجمات من تنظيم "داعش" أو في ضربات جوية يرجح أنها إسرائيلية.

من جانبها، قالت صحيفة الوطن التابعة للنظام، نقلاً عن مصدر عسكري في قوات الأخير، إنّ "وحدات من الجيش قضت على العديد من مسلحي تنظيم داعش الإرهابي خلال اشتباكات مع خلايا التنظيم في بادية دير الزور الغربية".

وأضافت أنّ "وحدات الجيش تواصل تمشيط قطاعات عدة في البادية من خلايا التنظيم الإرهابي، التي تظهر بين الفينة والأخرى وتعتدي بهجمات مباغتة وخاطفة على آليات عابرة أو العمال المدنيين الذين يعملون بورشات جمع الكمأة في مثل هذه الفترة من السنة لتأمين رزقهم".

تقارير عربية
التحديثات الحية

اعتقالات بتهمة تسريب معلومات لدولة معادية 

اعتقلت قوات النظام السوري ضابطا، ومجموعة من العناصر في الفرقة 17 بدير الزور، بتهمة تسريب معلومات لدولة معادية بعد الانفجار المجهول في مقر لمليشيات مدعومة من إيران في حي الحميدية بمدينة دير الزور.

وقال الناشط "أبو علاوي" من دير الزور للعربي الجديد إنهم حصلوا على معلومات تؤكد اعتقال الأمن العسكري التابع للنظام ضابطا برتبة مقدم ومجموعة من العناصر في الفرقة 17 بدير الزور على خلفية تهم وجهت إليهم بالتعاون وتسريب معلومات لدولة معادية.

ولم تصل أسماء من جرى اعتقالهم وفق الناشط، مضيفا أن الاعتقال يأتي على خلفية التفجير الأخير الذي حدث الأسبوع الماضي في مقر للمليشيات الإيرانية في حي الحميدية بمدينة دير الزور، وأدى لوقوع قتلى وجرحى، حيث تضاربت الأنباء عن سببه، ورجحت مصادر أن سبب الانفجار هو ضربة من طائرة مسيرة استهدفت موقعا لصناعة الأسلحة والمتفجرات.

ويوم الأربعاء الماضي استفاقت مدينة دير الزور على انفجار عنيف في مبنى بحي الحميدية، أدى إلى مقتل وجرح 15 شخصا على الأقل، بينهم مدنيون كانوا في محيط المبنى. وشهدت محافظة دير الزور قبل ذلك قصفا جويا من طيران مجهول طاول مواقع للمليشيات المدعومة من إيران، في البوكمال ومحيط مدينة دير الزور.

استغلال المليشيات الإيرانية للمعونات 

من جانبه، قال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن المليشيات الإيرانية في سورية استغلت مسألة نقل المعونات إلى المتضررين من الزلزال المدمر، لتهريب أسلحة إلى مقارها، مستخدمة شاحنات عراقية لإخفاء المعدات والأسلحة.

وقال إنه في التاسع من شباط الماضي، أدخلت المليشيات من العراق 29 شاحنة، من ضمنها 5 شاحنات تحمل سلاحا وذخائر، كصواريخ قصيرة المدى ومتوسطة المدى، مضيفاً أن الأسلحة الأبرز التي احتاجت لهذه الخطة هي طائرات مسيرة وروبوتات عسكرية.

وأكد المرصد أن المعلومات التي نشرها حصل عليها من مصادر موثوقة من داخل المليشيات، برفقة تأكيدات وإثباتات.

وكانت المليشيات المدعومة من إيران قد تعرضت سابقا لضربات جوية يرجح أنها إسرائيلية، وكان أبرزها في نهاية يناير الماضي، حيث طاول القصف شاحنات كانت تدخل من العراق إلى سورية عن طريق معبر البوكمال.

وكانت طائرات إسرائيلية قد قصفت صباح أمس بصواريخ مواقع في حماة وطرطوس، حيث تسيطر قوات النظام السوري، وقالت تقارير إن المواقع المستهدفة هي مخازن لأسلحة إيرانية وتشرف على تلك المواقع مليشيات مدعومة من إيران.

ألغام وفلتان أمني    

إلى ذلك، ارتفع عدد المصابين بانفجار ألغام في منطقة البانوراما قرب مدينة دير الزور إلى ستة أشخاص؛ بينهم خمسة من عناصر قوات النظام السوري، ومسؤول محلي في مجلس المحافظة التابع لحكومة النظام يدعى بسام عنتر الحسين. وذكرت مصادر محلية أنّ الإصابات جلها خطيرة ووقعت أثناء بحث العناصر عن الكمأة في المنطقة.

وذكرت المصادر لـ"العربي الجديد" أنّ عناصر قوات النظام يبحثون عن الكمأة، رغم إصدار تعميم من قبل قيادة المنطقة الشرقية ينص على منع البحث عن الكمأة بعد مقتل وجرح عشرات المدنيين في البادية، جراء انفجار الألغام من مخلفات الحرب على تنظيم "داعش".

وجنوبي سورية، قال الناشط محمد الحوراني، لـ"العربي الجديد"، إنّ الأهالي عثروا، صباح اليوم الاثنين، على جثتين تبين أنهما تعودان للشابين مراد حميد هويمل العفادلة وإبراهيم راجح العفادلة مقتولين بطلقات نارية في الصدر، بالقرب من معصرة الشمري على الطريق المؤدي إلى بلدة المزيريب غرب مدينة طفس في ريف درعا الغربي.

ولم تعلن أي جهة وقوفها وراء العملية على غرار مئات العمليات السابقة التي شهدتها درعا، في ظل الفلتان الأمني المستمر منذ أكثر من 4 أعوام.

وخلال اليومين الماضيين، قتل وجرح أكثر من 5 أشخاص في درعا، بينهم قياديان في المجموعات المحلية المسلحة التابعة لفروع أمن النظام السوري.

وشمال غربي البلاد، جددت قوات النظام السوري، صباح اليوم الاثنين، قصفها المدفعي والصاروخي على مناطق في محيط قريتي السرمانية والشيخ سنديان غرب إدلب، كما طاول القصف محيط قرية خربة الناقوس شمال غرب حماة، ما أسفر عن أضرار مادية في الأراضي الزراعية.

 قتلى من مليشيات تابعة للنظام

عثرت قوات النظام على جثث لعناصر تعود لمليشيا تعمل لصالحها في بادية دير الزور شرقي سورية، وقالت مصادر من أبناء محافظة دير الزور، في حديث لـ "العربي الجديد"، إن مجموعات عسكرية عثرت، اليوم الإثنين، على خمس جثث من عناصر مليشيا "أسود الشرقية" المدعومة من النظام، في بادية المسرب بريف دير الزور الغربي، شرقي سورية.

ووجهت قوات النظام أصابع الإتهام إلى خلايا تنظيم "داعش"، لا سيما أن 12 عنصراً من مليشيا "أسود الشرقية" ومليشيا "الدفاع الوطني" قد فقد الاتصال معهم أثناء جمع "الكمأة" قبل عدة أيام في بادية دير الزور الغربية، فيما تحوم شكوك حول ضلوع المليشيات الإيرانية في حادثة القتل.

من جهة أخرى، أُصيب مُسن بجروح خطرة، أثناء عمله في أرضه الزراعية، إثر استهدافه من قبل عناصر "حرس الحدود التركية" (الجندرما) على الشريط الحدودي مع تركيا، غربي محافظة إدلب، شمال غربي سورية.

وقالت مصادر من ريف إدلب، في حديث لـ "العربي الجديد"، إن المُسن مصطفى فيزو البالغ من العمر 65 عاماً، أُصيب بجروح خطيرة أثناء حرث أرضه الزراعية في بلدته خربة الجوز على الحدود السورية - التركية، غربي محافظة إدلب، إثر استهدافه بطلقتي قناص من قبل عناصر "الجندرما".

وقضى شاب ينحدر من ريف حماة، أمس الأحد، وأُصيب 7 شبان آخرون من مناطق متفرقة، إثر تعذيبهم من قبل "الجندرما"، أثناء محاولتهم دخول الأراضي التركية بطريقة غير شرعية.

في سياق منفصل، استهدفت قوات النظام بقذائف المدفعية الثقيلة والصواريخ، اليوم الاثنين، بلدتي معر بليت ومجدليا في منطقة جبل الزاوية بريف إدلب الجنوبي، وبلدة الزيارة في منطقة سهل الغاب بريف حماة الشمالي الغربي، وبلدة كفر عمة وقرية تديل بريف حلب الغربي، الواقعة ضمن ما يُعرف بمنطقة "خفض التصعيد الرابعة" (إدلب وما حولها).

إلى ذلك، استهدفت غرفة عمليات "الفتح المبين" المُشكلة من عدة فصائل عاملة في منطقة إدلب، اليوم الاثنين، مواقع عسكرية لقوات "الفرقة 25 مهام خاصة" المدعومة من روسيا، بصواريخ تصنيع محلي من نوع "الزؤام"، مُعلنين تحقيق إصابات مباشرة، في بلدة كفر بطيخ القريبة من مدينة سراقب.

المساهمون