طالبت نساء تظاهرن ضد "هيئة تحرير الشام" وقائدها "أبو محمد الجولاني"، مساء أمس الثلاثاء، في منطقة مخيمات أطمة بريف حلب شمال غربي سورية، العشائر العربية بالتدخل لحل قضيتهن إثر استمرار الهيئة بحملتها الأمنية ضد أعضاء وأنصار "حزب التحرير" في سورية، الذي تتهمه بمحاولة شق الصف.
وقالت مصادر محلية لـ"العربي الجديد"، إنّ عشرات النساء خرجن في مظاهرة جديدة بعد حملة مداهمات شنها الجهاز الأمني في "هيئة تحرير الشام"، صباح أمس الثلاثاء، على منازل وحقول في منطقة كللي، فضلاً عن استمرار الأخيرة باحتجاز واعتقال أزواجهن من المنتسبين إلى "حزب التحرير" في سورية.
وبحسب المصادر، فقد عمدت النساء هذه المرة إلى رفع "الشماغ العربي" فوق ساريات الأعلام، مطالبات شيوخ العشائر والقبائل العربية في المنطقة بالتدخل لحل قضيتهن.
ومنذ شهور، تواصل "هيئة تحرير الشام" حملة أمنية ضد "حزب التحرير" في المناطق الخاضعة لسيطرتها، وذلك رغم أن هذا الحزب صغير وليس له أثر أو صوت في المنطقة، وليس لديه فصيل مسلح.
وكانت حملة الهيئة قد استهدفت مؤخراً منازل وحقولا في مدينة إدلب وفي قرى دير حسان وكللي وجبل الزاوية وأريحا بريف إدلب، فضلاً عن الأتارب والسحارة وأطمة في ريف حلب الغربي. ولا يوجد إحصاء واضح لعدد المعتقلين، لكنهم بحسب مصادر تحدثت لـ"العربي الجديد"، تقدر بالعشرات.
وذكرت المصادر التي فضلت عدم ذكر هويتها لدواعٍ أمنية، أنّ سبب الحملة على "حزب التحرير" هي أفكار الحزب التي تدعو إلى "خلافة إسلامية"، فضلاً عن أن "هيئة تحرير الشام" تريد تصدير نفسها للخارج السوري على أنها ليست تنظيماً إرهابياً متطرفاً، وكانت الهيئة بقيادة "الجولاني" قد شنت سابقاً حملات أمنية وعسكرية ضد فصائل متشدّدة وقضت عليها في المنطقة، كما شنت حملات على فصائل أخرى تشكل تهديداً لسلطة الهيئة.
اتهام لتركيا والنظام السوري
وفي الخامس من يوليو/ تموز الجاري، أصدر "المكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية سورية" بياناً جاء فيه اتهام لقائد الهيئة بالعمالة مع النظام السوري وتركيا للقضاء على "حزب التحرير"، واصفاً ذلك بالجريمة الكبرى.
وجاء في البيان أن "حملة الاعتقالات التي قامت بها مخابرات هيئة تحرير الشام إنما هي تمهيد لجريمة كبرى بحق أهل ثورة الشام، سيقوم بها نظام الإجرام الأسدي مع صديقه التركي، ويترجمها أدواتهم على الأرض من القادة (...) وعلى رأسهم الجولاني".
وأضاف أن "الهدف من الاعتقالات هو إسكات كل صوت يطالب بفتح الجبهات ويسعى لإسقاط النظام المجرم، ويعمل على تجميع القوى لكي يكونوا مستعدين للتصدي لمؤامرة نظام الإجرام، بعيداً عن قادة هذه الفصائل الذين أوكلوا أمرهم للداعم وأصبح همهم تنفيذ ما يمليه عليهم سيدهم التركي".
واتهم البيان "هيئة تحرير الشام" باختطاف وجهاء عام 2019 وتسليم مناطق للنظام السوري، مضيفاً: "اليوم قامت الهيئة بالعمل نفسه، فهذا إنذار عظيم يدل على شيء تريد الهيئة تنفيذه خدمة لسيدها التركي، فأدركوا ثورتكم وأنقذوا أعراضكم وأنقذوا أطفالكم من القتل، وأسقطوا هذه الطغمة الفاسدة وكونوا أنتم أصحاب القرار بالرد الحقيقي على من يقتلنا".
ويعرّف "حزب التحرير" عن نفسه بأنه "حزب نذر نفسه لإعلاء كلمة الله بالعمل لاستئناف الحياة الإسلامية، بإقامة دولة الخلافة الإسلامية الراشدة على منهاج النبوة"، كما يقول إنه يسعى إلى "التصدي لمكائد الغرب والحكام العملاء الذين فرضهم على الأمة".