قوات المعارضة وتركيا تقصف مواقع "قسد" شمال شرقي سورية عقب تفجيرات أعزاز

01 فبراير 2021
طاولت تفجيرات مناطق "الجيش الوطني" (مصطفى بطحيس/الأناضول)
+ الخط -

جدّد "الجيش الوطني السوري"، ليل أمس الأحد، قصفه مواقع مليشيات "قوات سورية الديمقراطية" (قسد) في محور عين عيسى بريف الرقة، فيما وصلت تعزيزات عسكرية ولوجستية من قوات التحالف إلى قواعد "قسد" في شمال شرق سورية، وذلك بعيد ساعات من تفجيرات ضربت مناطق "الجيش الوطني"، وأدت إلى مقتل وجرح عشرات المدنيين.

وقالت مصادر، لـ"العربي الجديد"، إنّ "الجيش الوطني السوري" مدعوماً بالجيش التركي قصف مواقع لـ"قسد" في قرية معلق ومنطقة استراحة صقر والطريق الدولي حلب - الحسكة، في ناحية عين عيسى بريف الرقة الشمالي الغربي، موقعاً أضراراً في صفوف المليشيات.

وذكرت المصادر أنّ القصف على "قسد" تزامن أيضاً مع وصول تعزيزات من قوات النظام السوري إلى اللواء الـ93 في عين عيسى، على الرغم من التوتر الحاصل بين النظام و"قسد" في عموم المناطق التي تشهد انتشاراً من الطرفين في شمال سورية وشرقها.

وجاء القصف عقب وقوع هجومين بسيارتين مفخختين ضمن مناطق سيطرة "الجيش الوطني" في ريف حلب الشمالي، وأديا إلى مقتل 12 شخصاً، نصفهم مدنيون، وجرح أكثر من 25 مدنياً، بينهم نساء وأطفال.

وقالت مصادر، لـ"العربي الجديد"، إنّ قتلى الانفجار في مدينة أعزاز ارتفع عددهم إلى سبعة، بينهم امرأتان وطفلتان، ليبلغ عدد القتلى جراء الانفجارات في مناطق "الجيش الوطني" خلال 24 ساعة 21 قتيلاً إضافة إلى 65 جريحاً على الأقل، مشيرة إلى أن من بين القتلى 6 أطفال.

من جهتها، نقلت قوات التحالف الدولي ضد "داعش" مزيداً من التعزيزات العسكرية واللوجستية من العراق إلى قواعد في مناطق "قسد" شرقي سورية.

وقالت مصادر مقربة من "قسد"، لـ"العربي الجديد"، إنّ رتلاً مؤلفاً من 30 شاحنة، هو الثاني خلال أقل من 24 ساعة، دخل، مساء أمس الأحد، قادماً من العراق إلى حقل كونيكو في ريف دير الزور الشرقي. وحملت الشاحنات، وفق المصادر، مدافع ميدانية ومدرعات ومواد بناء وناقلات جند مدرعة.

وكانت قافلة مماثلة قد دخلت، أول من أمس السبت، إلى محافظة الحسكة، واستقرت في قاعدة الرميلان التي تتمركز فيها قوات التحالف الدولي إلى جانب "قسد". وتأتي تلك التعزيزات من إقليم كردستان العراق، دورياً، منذ إنشاء "قوات سورية الديمقراطية" واعتبارها حليفاً لواشنطن في الحرب على الإرهاب.

اعتقلت قوات التحالف الدولي ضد "داعش" في عملية لها عدة أشخاص اليوم في ريف دير الزور الشرقي، فيما اعتقلت قوات النظام مجموعة من الشبان في ريف الرقة تزامنا مع دورية روسية تركية مشتركة في ناحية عين العرب بريف حلب شمالي سورية.

إلى ذلك، قالت مصادر لـ"العربي الجديد" إن قوات التحالف الدولي نفذت، اليوم الاثنين، عملية إنزال جوي على منزل في ناحية الباغوز بريف دير الزور الشرقي، جرى خلالها اعتقال مجموعة من الأشخاص كانوا في المنزل المستهدف، وجرى نقلهم إلى قاعدة التحالف الدولي في المنطقة.

وجاءت عملية الإنزال بعيد مقتل عنصر من مليشيات "قسد" في هجوم من مجهولين على مقر للمليشيات في بلدة الصبحة، بريف دير الزور الشرقي.

بدورها، شنت قوات النظام السوري حملة مداهمات اعتقلت خلالها مجموعة من الشبان في بلدة دبسي عفنان بريف الرقة الغربي، وجاءت الاعتقالات بهدف التجنيد الإجباري في صفوف النظام. وقالت مصادر، لـ"العربي الجديد"، إنّ عملية المداهمات تزامنت مع نشر حواجز طيارة على الطرقات، وجرى أيضاً خلالها اعتقال مجموعة من الشبان للتجنيد الإجباري.

من جانبها اتهمت وكالة الأنباء الرسمية التابعة للنظام "سانا" مليشيات "قسد" باختطاف رشيد الكعود، وهو عضو في قيادة فرع الحسكة لـ"حزب البعث العربي الاشتراكي"، أثناء وجوده بالقرب من مشفى الكندي في مدينة القامشلي. وتشهد المدينة حالة من التوتر المستمر بين "قسد" والنظام منذ أسابيع. 

وفي شمال غرب سورية، جددت قوات النظام خرق وقف إطلاق النار، حيث قصفت بالمدفعية والصواريخ مواقع في محيط قرية تقاد بريف حلب الغربي، وقصفت مواقع في محور آفس بريف إدلب الشرقي، موقعة أضراراً مادية.

وذكرت مصادر، لـ"العربي الجديد"، أنّ فصائل المعارضة ردّت باستهداف مواقع للنظام في محور آفس شمال سراقب، فيما لم يتبين وقوع إصابات في صفوف الطرفين.

وتشهد محاور التماس بين المعارضة والنظام، شمال غربي سورية، حالة من الهدوء شبه التام باستثناء محاور في شرق إدلب وجنوبها، ولا سيما محاور جبل الزاوية التي تشهد خرقاً بشكل شبه يومي لاتفاق وقف إطلاق النار الموقّع في موسكو بين روسيا وتركيا، في 5 مارس/ آذار 2020.

ومن جانب آخر، سيرت الشرطة العسكرية الروسية دورية مشتركة مع الجيش التركي في ناحية عين العرب الخاضعة لـ"قسد" في ريف حلب الشمالي الشرقي، حيث شاركت في الدورية أربع آليات من كل طرف وجالت في العديد من القرى والبلدات في المحور الغربي لعين العرب.

وسير الطرفان سابقاً 41 دورية مشتركة في المنطقة بناء على تفاهمات بين الطرفين حول مناطق سيطرة "قسد" في شمال سورية، والتي جاءت على خلفية العملية العسكرية التركية ضد "قسد" في أكتوبر/ تشرين الأول 2019، والتي فقدت فيها "قسد" مساحات واسعة من سيطرتها.

وفي شمال غرب البلاد أيضاً، قالت مصادر لـ"العربي الجديد" إن مقاتلي المعارضة السورية المسلحة دمروا آلية مدرعة لقوات النظام بصاروخ حراري، بعد تحركها باتجاه نقاطهم في محور قرية بلنتا بريف حلب الغربي.

المليشيات الإيرانية تنشئ نقاطاً جديدة

أنشأت المليشيات الإيرانية نقطتين جديدتين لقواتها عند ضفة نهر الفرات في ريف دير الزور الشرقي، بالقرب من طريق الميادين دير الزور.

وقالت مصادر محلية لـ"العربي الجديد" إنّ المليشيات المدعومة من إيران أنشأت، أمس، نقطتين جديدتين بالقرب من طريق الميادين دير الزور على الضفة الجنوبية من نهر الفرات، وتركزت النقطة الأولى في قرية المريعية، بينما وضعت النقطة الثانية في منطقة حويجة المريعية.

وبحسب المصادر، فإن النقاط الجديدة وضعت بهدف تأمين المليشيات الإيرانية عند المدخل الشرقي لمدينة دير الزور من الهجمات التي تتعرض لها، وخصوصاً في أثناء سيرها على الطريق، ومهمتها أيضاً رصد النهر، وأوضحت المصادر أن النقطتين الجديدتين تبعدان قرابة كيلومترين فقط عن مطار دير الزور العسكري.

وبحسب المصادر، فإن تلك النقاط وضعت في ذلك المكان على الرغم من أن الهجمات جلّها مصدرها البادية جنوب طريق دير الزور الميادين، ما يشير إلى أن المليشيات باتت تتوقع تعرضها للهجوم من أي اتجاه. وكانت المليشيات قد تعرضت، أول من أمس، لهجوم من مجهولين في منطقة محطة الكم في بادية البوكمال شرقي دير الزور، وكان الهجوم مصدره البادية الجنوبية لدير الزور.

وتعاني قوات النظام السوري والمليشيات المدعومة من إيران أخيراً من تنوع الهجمات التي يشنها تنظيم "داعش"، والتي ترافقت أيضاً مع تعرض المليشيات الإيرانية لضربات جوية إسرائيلية كانت الأعنف وعلى نطاق أوسع في ريف دير الزور.

وعمدت المليشيات الإيرانية إلى تغيير تمركزها في مناطق عديدة من البوكمال والميادين وأطراف مدينة دير الزور، واتخذت من علم النظام السوري غطاءً لها من أجل إخفاء هويتها وتجنب الضربات الجوية.

النظام يواصل حملته في دير الزور

وذكرت مصادر "العربي الجديد" أن قوات النظام مدعومة بالطيران الروسي واصلت عمليات التمشيط في بادية دير الزور الجنوبية على طرفي الطريق الدولي دير الزور دمشق، حيث تسير حملة التمشيط في العديد من الاتجاهات، منها ناحية الشولا ومناطق بادية جبل البشري جنوب غربي دير الزور، وبادية المسرب غربي دير الزور.

وقال الناشط أبو محمد الجزراوي إن قوات النظام دخلت بدعم جوي روسي إلى مناطق في بوادي البولة وعرة الفكة والمغاير والدفينية جنوب غربي دير الزور، وقامت بتمشيط المنطقة من دون وقوع أي اشتباك، أو العثور على أي من عناصر التنظيم الذين نشطوا وهاجموا النظام انطلاقاً من تلك المناطق خلال الأسابيع الماضية، كذلك تعرضت قوات النظام في أثناء التمشيط لانفجار عبوات ناسفة وألغام أرضية.

وعلى الرغم من استمرار النظام في حملات التمشيط بالبادية منذ أسابيع وقيامه سابقاً بعدة حملات مشابهة بدعم روسي، إلا أن تلك الحملات لم تمنع تنظيم "داعش" من الاستمرار في عملياته الخاطفة، التي تعتمد أسلوب الهجوم والفرار وعدم التمركز في مكان واضح بالبوادي الوعرة.

مقتل مسؤول تابع للنظام

في غضون ذلك، قُتل مسؤول تابع للنظام السوري اليوم الاثنين في ريف درعا الشرقي، إثر هجوم من قبل مجهولين، فيما أصيب عنصر من قوات النظام بجروح أيضاً إثر هجوم من مجهولين على حاجز في ريف درعا الغربي، في سلسلة هجمات جديدة طاولت النظام وعناصره خلال الأيام الثلاثة الأخيرة.

وقال الناشط محمد الحوراني، في حديث مع "العربي الجديد"، إن مجهولين في بلدة المسيفرة بريف درعا هاجموا اليوم مختار بلدة الكرك الشرقي التابع للنظام السوري جهاد سلطان النعمة، في أثناء زيارته أحد الأشخاص في بلدة المسيفرة، حيث أصيب بطلقات نارية مباشرة أدت إلى إصابته بجروح خطرة، قضى على إثرها بعد نقله إلى المستشفى.

وبحسب الناشط، فإن المختار المسؤول لدى النظام السوري تعرض قبل أيام لهجوم بقنبلة يدوية من قبل مجهولين خلال وجوده في منزله، ونجا أيضاً في عام 2019 من هجوم مماثل على منزل، وكان أيضاً قد تعرّض لمحاولة خطف عام 2014، إلا أنه نجا منها.

وتعرّض عدد من المخاتير ورؤساء بلديات النظام السوري في درعا، خلال الأشهر الماضية، لعمليات اغتيال ومحاولات اغتيال من قبل مجهولين، ولم تعلن أي جهة مسؤوليتها عن تلك العمليات التي أدت إلى مقتل وجرح عدد من المستهدفين. وتزامنت تلك العمليات مع هجمات على قوات النظام وعناصر فصائل التسوية والمصالحة "المعارضة سابقاً".

وكان مجهولون قد هاجموا حاجز فرع المخابرات الجوية التابع للنظام على طريق بلدة تسيل غربي درعا، ما أدى إلى إصابة عنصر من الحاجز بجروح، فيما فرّ المهاجمون إلى جهة مجهولة.

وجاء الهجوم بعد ساعات من مقتل عنصر في قوات النظام جراء الهجوم على حاجز لها في مدينة تسيل غرب درعا، كذلك هاجم مجهولون حاجزاً للفرقة الرابعة في قوات النظام على الطريق الواصل بين بلدتي تسيل وسحم الجولان بريف درعا الغربي، من دون وقوع إصابات في صفوفهم.

وأصيب عنصران أيضاً من قوات النظام بجروح طفيفة جراء إطلاق النار عليهما من مجهولين عند مدخل مساكن بلدة جلين، خلال عمليات تمشيط كانت تقوم بها قوات النظام في المنطقة.

وشهد ريف درعا الغربي، خلال الأسبوع الماضي، توتراً بين النظام ومقاتلين سابقين من فصائل المعارضة السورية المسلّحة، على أثر مطالب أراد النظام فرضها عليهم، ونصت على تسليم سلاحهم وتهجيرهم إلى الشمال السوري.

المساهمون