سورية: قوات المعارضة تحاصر حماة من 3 جهات وتستعد للسيطرة على مطارها العسكري

04 ديسمبر 2024
المعارضة تطلق صواريخ باتجاه قوات النظام على أطراف حماة، 4 ديسمبر 24 (بكر القاسم/فرانس برس)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- سيطرت فصائل المعارضة في سورية على قرى وبلدات حول حماة، مقتربة من المطار العسكري، مع انسحاب قوات النظام بعد التمهيد المدفعي والصاروخي.
- دعا المقدم حسن عبد الغني جنود النظام للانشقاق بأمان، مؤكداً حماية المدنيين، وأشار إلى أن حمص قد تكون الهدف التالي للمعارضة.
- زار أبو محمد الجولاني حلب، معلناً نية "هيئة تحرير الشام" حل نفسها لدمج الهياكل المدنية والعسكرية، مع احترام الأعراف الاجتماعية والثقافية.

شهدت التطورات الميدانية في سورية، اليوم الأربعاء، تسارعاً لافتاً على كل المحاور المحيطة بمدينة حماة وسط البلاد، حيث سعت فصائل المعارضة إلى تطويق المدينة من الشمال والشرق والغرب، من خلال إعلاناتها المتتابعة عن السيطرة على قرى وبلدات تحيط بالمدينة.

وفي هذا الإطار، أعلنت "إدارة العمليات العسكرية" تباعاً سيطرتها على قريتي سوبين والشير، شمال غربي مدينة حماة. كما أعلنت قبل ذلك السيطرة على رحبة، ومستودعات خطاب شمالي المدينة، وعلى تل بيجو، وجسر محردة في المحور ذاته. وهذه التطورات تجعل فصائل المعارضة على بعد كيلومترات قليلة من مطار حماة العسكري الواقع جنوب غربي المدينة، فيما يبدو أن خططها تتجه للسيطرة على المطار، بهدف إحكام تطويق مدينة حماة من الجهة الغربية، بعد تطويقها من الشرق، إضافة إلى الشمال، وهو المحور الأساسي الذي تقدمت منه فصائل المعارضة قادمة من إدلب في الشمال، لكنها اختارت الالتفاف على القوات المدافعة عن المدينة من الشرق والغرب، لتفادي المواجهة المباشرة مع قوات النظام شمالي المدينة، المتمرسة خاصة في نقطتي جبل زين العابدين الذي يرتفع نحو 600 متر، وبلدة قمحانة التي اشتهرت منذ سنوات بتحصينها القوي، وموالاة سكانها الشديدة للنظام.

وفي المحور الشرقي، أعلن الناطق باسم "إدارة العمليات العسكرية" التي تتولى المعركة من طرف المعارضة، المقدم حسن عبد الغني، السيطرة على بلدة السعن، وعدة قرى أهمها سروج ومعسكرها، والشيخ هلال، والدباغين، والوسيطة، والمباركات بريف حماة الشرقي، إضافة إلى السيطرة على قرى المجدل، وتل بيجو، والشير، وسوبين وبلدة خطاب الاستراتيجية شمال غربي حماة، مشيراً إلى أن قوات المعارضة تتقدم تجاه مدينة حماة من عدة محاور، وأنها استحوذت على عشرات الدبابات والآليات التابعة للنظام، ووصلت الأطراف الغربية والشرقية لمدينة حماة، وأصبحت المدينة هدفها المقبل.

 وبالفعل، بدأت الفصائل اعتباراً من بعد ظهر اليوم التمهيد المدفعي والصاروخي على مطار حماة العسكري، إضافة إلى القصف العنيف على جبل زين العابدين شمال مدينة حماة. وقالت "إدارة العمليات العسكرية" إن المعركة تشهد انسحابات متتالية لقوات النظام من المواقع المحيطة بمدينة حماة إلى داخلها تحت ضربات الفصائل، إضافة إلى إخلاء المصارف، والبنوك، ومحلات الصرافة، تمهيداً لانسحابها الكامل من المدينة.

وحث عبد الغني جنود النظام على الانشقاق، ووجه رسائل طمأنة إلى كل الطوائف، موضحاً أنه ليس على العناصر وضباط النظام في حال أرادوا الانشقاق، سوى رفع قماشة بيضاء أو رفع أيديهم من دون سلاح، وتسليم أنفسهم لمقاتلي المعارضة مع وعود بألا يتعرضوا لأي أذى، ونقل من يريد منهم إلى الشمال السوري تحت سيطرة المعارضة.

كما توجه بكلمة إلى أهالي مدينة السلمية (ذات الغالبية من الطائفة الإسماعيلية) الواقعة إلى شرقي محافظة حماة، والتي يحاول النظام حشد قواته فيها، مؤكداً أن "المدينة وأهلها في حمايتنا من كل أشكال التهديد أو الانتقام، ودعوتنا قائمة بأن كل من وضع سلاحه ودخل بيته فهو آمن". وخاطب أهالي حمص الواقعة الى جنوبي حماة بالقول: "أهلنا الأحرار في حمص العدية، لقد اقترب فجر الحرية، وزال عهد الظلم والاستبداد بفضل الله، فكونوا كما عهدناكم أهل الرجولة والمواقف المشرفة، واكتبوا لكم في التاريخ صفحات تليق ببطولاتكم وتضحياتكم".

ومن المتوقع أن تكون مدينة حمص هي الهدف التالي لفصائل المعارضة في حال تمكنت من السيطرة على مدينة حماة، وبهذه الحالة تصبح العاصمة دمشق هي الهدف الأخير لتلك الفصائل. في غضون ذلك، استهدف الطيران الحربي الروسي مساء اليوم، بالصواريخ الفراغية، الأحياء والأطراف الغربية لمدينة إدلب. وقال الدفاع المدني السوري إن عدداً من الأشخاص أصيب جراء القصف الذي استهدف مدينة إدلب وأطرافها. وأشار الدفاع المدني إلى أن فرقه انتشلت اليوم جثماني طفلين من تحت أنقاض منزل سكني في بلدة السفيرة شرقي حلب، بعد هجوم لطائرات النظام استهدف المنزل يوم أمس الأول، لترتفع حصيلة الهجوم إلى 7 مدنيين، بينهم 4 أطفال وامرأة.

الجولاني في حلب: الهيئة تفكّر في حلّ نفسها

على صعيد آخر، زار زعيم "هيئة تحرير الشام" أبو محمد الجولاني اليوم مدينة حلب التي سيطرت عليها فصائل المعارضة قبل أيام، حيث تجول في بعض أحياء المدينة، وزار قلعتها التاريخية. وتشكل "هيئة تحرير الشام" الجسم العسكري الأساسي في تحالف فصائل المعارضة الذي يقود العمليات العسكرية ضد قوات النظام السوري.

وفي تصريحات لـ"مجموعة الأزمات الدولية"، قال الجولاني إنه ستجري إدارة مدينة حلب من قبل هيئة انتقالية، مشيراً إلى أن قيادة "تحرير الشام" تفكّر في حل نفسها لتمكين الدمج الكامل للهياكل المدنية والعسكرية في مؤسسات جديدة تعكس اتساع المجتمع السوري. وأضاف: "سيجري توجيه المقاتلين، بما في ذلك من هيئة تحرير الشام، إلى مغادرة المناطق المدنية في الأسابيع المقبلة، وستجري دعوة البيروقراطيين لاستئناف وظائفهم، وسيجري احترام الأعراف الاجتماعية والثقافية المتميزة للمدينة، للمسلمين والمسيحيين بكل تنوعهم".

وتُعدّ تصريحات الجولاني تحوّلاً كبيراً في سياسة "هيئة تحرير الشام"، وتجيب عن كثير من التساؤلات عن مستقبل المناطق الجديدة التي سيطرت عليها المعارضة، خاصة أن "هيئة تحرير الشام" مصنفة على قوائم الإرهاب الدولية، وحتى التركية.

المساهمون