جدّد الطيران الحربي الروسي، صباح اليوم الأربعاء، غاراته على ريف إدلب الجنوبي، بينما واصل الجيش التركي تعزيز مواقعه في ريف حلب الشمالي على خطوط التماس مع مناطق "قوات سورية الديمقراطية" (قسد) والنظام السوري، فيما أصيب مدنيون بجروح جراء قصف على مدينة إعزاز، وقتل طفل وجرح آخرون بانفجار مخلفات حرب بريف حلب.
وقال الناشط مصطفى المحمد لـ"العربي الجديد" إن الطيران الحربي الروسي شنّ 3 غارات صباح اليوم على أهداف في المنطقة الواصلة بين بلدتي بينين وشنان في جبل الزاوية، مشيراً إلى أنه سمع دوي انفجارين عنيفين ناجمين عن صواريخ شديدة الانفجار أطلقتها الطائرات.
وأضاف أن المنطقة تشهد تحليقاً مكثفاً للطيران الحربي وطيران الاستطلاع، ما أثار حالة من الذعر بين السكان، في المناطق المجاورة أيضاً.
وشمال غربي البلاد، جدد الطيران الحربي الروسي قصفه على جبل الزاوية جنوبي إدلب، حيث ارتفع عدد الغارات في المنطقة إلى 10 طاولت مناطق في قرى وبلدات الرويحة وشنان وسرجة وبينين وحرش بينين.
وجاء القصف الجوي بعد توقف دام قرابة 24 يوما في المنطقة القريبة من خطوط التماس جنوب الطريق الدولي "إم 4" تخللها قصف مدفعي وصاروخي من قوات النظام أدى لوقوع ضحايا من المدنيين.
إلى ذلك، قالت مصادر محلية لـ"العربي الجديد" إن رتلاً عسكرياً تركياً هو الرابع وصل مساء أمس إلى ريف حلب الشمالي خلال أقل من 24 ساعة وتمركز في خطوط التماس مع "قسد" بناحيتي تل رفعت ومنبج.
وأضافت المصادر، التي اشترطت عدم كشف هويتها، أن الرتل يضم دبابات ومدفعية وناقلات جند وتزامن دخوله مع تحليق مكثف من طيران الاستطلاع التركي فوق المنطقة. وأوضحت المصادر أن خطوط التماس شهدت مساء أمس قصفاً متبادلاً واشتباكات بين "قسد" و"الجيش الوطني السوري" المدعوم من تركيا.
وأدى القصف من "قسد" إلى وقوع جرحى بين المدنيين في مدينة إعزاز، كما أدى إلى أضرار مادية في منازل المدنيين. وذكرت المصادر أن قريتي الحمرة وتل تورين الخاضعتين لـ"قسد" غربي مدينة منبج شهدتا حركة نزوح من المدنيين خوفاً من وقوع هجوم محتمل في المنطقة على "قسد".
وكان "الجيش الوطني السوري" قد أبلغ فصائله أمس باتخاذ تدابير الجاهزية القصوى لعملية عسكرية محتملة، تزامناً مع وصول تعزيزات من الجانب التركي قال ناشطون إنها الأضخم منذ تمركز الجيش التركي في المنطقة.
"الإدارة الذاتية" تعلن حالة الطوارئ
في الأثناء، أعلنت "الإدارة الذاتية" التابعة لـ"قسد" حالة الطوارئ العامة في المناطق الخاضعة لسيطرتها ووضع كافة الإمكانات للتصدي للعملية العسكرية التركية المتوقعة.
وقالت مصادر "العربي الجديد" إن "الإدارة الذاتية" أعلنت حالة الطوارئ العامة في المناطق الخاضعة للمليشيا ووجهت لكافة المؤسسات التابعة لها أمرا بإعداد خطة طوارئ بهدف مواجهة العملية العسكرية التركية المتوقعة.
وذكرت المصادر أن "الإدارة الذاتية" نشرت بيانا يحمل عنوان "القرار رقم 8" بتاريخ اليوم، وأكدت فيه على وضع كافة الإمكانيات في مواجهة أي هجوم تركي، مطالبة كافة المؤسسات التابعة لها بإعطاء هذه المواجهة كل الأولوية.
وأوضحت المصادر أن وفدا عسكريا تابعا للتحالف الدولي يضم شخصيات أميركية وفرنسية وبريطانية وصل على متن 10 سيارات صباح اليوم الأربعاء، إلى منطقة منبج بريف حلب الشمالي الشرقي.
وأضافت المصادر أن الوفد توجه إلى مبنى "مطاحن منبج"، حيث اجتمع مع قياديين من "مجلس منبج العسكري" التابع لـ"قسد". وجاء ذلك تزامنا مع استمرار التوتر والتصعيد على خطوط التماس مع مناطق النفوذ التركي. ولم يتبين وفق المصادر ما جرى نقاشه خلال الاجتماع، مرجحة أن الموضوع كان متعلقا بالعملية العسكرية التركية المتوقعة ضد "قسد".
وكانت "الإدارة الذاتية"، وهي الجناح السياسي والإداري لـ"قسد"، قد أعلنت مساء أمس عن رفع الجاهزية والاستعداد للتصدي لأي هجوم محتمل من الجيش التركي.
وفي المناطق الخاضعة لسيطرة النظام بريف حلب الشرقي، قضى طفل وأصيب ثلاثة مدنيين بجروح جراء انفجار لغم أرضي من مخلفات الحرب في قرية الجعدة بريف حلب. وذكرت مصادر "العربي الجديد" أن اللغم من مخلفات الحرب بين النظام وتنظيم "داعش" الإرهابي.
قتلى في درعا
في الجنوب، ذكر الناشط محمد الحوراني لـ"العربي الجديد" أن عراكاً تطوّر إلى اشتباك بالأسلحة النارية وقع في مكتب "اللجنة الأمنية" التابعة للنظام السوري ببلدة نصيب بريف درعا قرب الحدود السورية الأردنية، ما أدى إلى مقتل أربعة أشخاص وإصابة آخرين.
وأوضح الناشط، نقلاً عن مصادر مطلعة، أن الاشتباك وقع بين أشخاص جرى استدعاؤهم للإدلاء بشهادة حول مقتل شخص من العشائر المحلية ومتهمين بعملية القتل، مضيفاً أن أفراد الطرفين كانوا مسلحين وهم أشخاص منخرطون في العمل مع فروع أمن النظام السوري.
ونقل الحوراني أن القتلى كانوا سابقاً عناصر في فصائل مسلحة تتبع للمعارضة قبل انخراطهم في عمليات التسوية التي أجراها النظام في المنطقة في يوليو/ تموز 2018.
يذكر أن المنطقة الحدودية التي تخضع لسيطرة النظام السوري تتمركز فيها مجموعات مسلحة تابعة لفروع أمن النظام متهمة بالضلوع في جرائم وعمليات تهريب، خاصة المخدرات من سورية إلى الأردن. وشهدت الحدود في أكثر من مرة اشتباكات بين عناصر تلك المجموعات إضافة إلى عمليات قتل يقف وراءها مجهولون، فضلاً عن حوادث الاشتباك بين مهربين والجيش الأردني على الطرف الآخر من الحدود.
إلى ذلك، قال "تجمع أحرار حوران" إن عنصرين من قوات النظام قتلا وأصيب اثنان آخران بعد استهداف سيارة إطعام عسكرية بعبوة ناسفة أثناء مرورها على الطريق بالقرب من بلدة تل السمن بين مدينتي طفس وداعل بريف درعا الغربي. ولم تعلن أي جهة على الفور وقوفها وراء الهجوم.