سورية: قتلى وجرحى من "قسد" بهجومين في دير الزور والرقة

20 اغسطس 2024
عنصر من "قسد" شرقي دير الزور، 23 مارس 2021 (فرانس برس)
+ الخط -

قُتل وجُرح عناصر من "قوات سوريا الديمقراطية" (قسد)، من جراء هجوم نفذه مجهولون يُرجح أنهم من خلايا تنظيم "داعش" في ريف دير الزور بالتزامن مع إصابة عناصر من "قسد" بهجوم مماثل استهدف سيارة عسكرية بريف محافظة الرقة الشمالي، شمال شرق سورية. وقال الناشط وسام العكيدي، من أبناء ريف محافظة دير الزور، في حديث لـ "العربي الجديد" إن عنصراً من "قسد" قُتل ليل أمس الإثنين بالإضافة إلى جرح عنصرين اثنين آخرين من جراء هجوم نفذه مُسلحون مجهولين، يُرجح أنهم تابعون لـ"داعش"، استهدف نقطة عسكرية في بلدة درنج بريف دير الزور الشرقي في شرق سورية.

وأكد العكيدي أن "قسد" نفذت حملة دهم عقب الهجوم بساعة اعتقلت فيها ثلاثة أشخاص من الحي الذي وقع فيه الهجوم وتزامن ذلك مع استنفار أمني في المنطقة خشية وقوع هجوم مزدوج يُسفر عن المزيد من القتلى والجرحى. إلى ذلك، أُصيب عنصران من "قسد" بجروح متوسطة وخطيرة بعد منتصف ليل الاثنين من جراء هجوم نفذه مُسلحون مجهولون بالأسلحة الرشاشة استهدف سيارة عسكرية على طريق بلدة الهيشة بريف محافظة الرقة الشمالي، شمال شرق سورية. وكثف تنظيم "داعش" من هجماته خلال العام الجاري 2024 ضمن مناطق سيطرة قوات سوريا الديمقراطية (قسد) بأرياف دير الزور والحسكة والرقة شرق وشمال شرق سورية، ما أسفر عن وقوع عشرات القتلى والجرحى دون التمكن من كبح نشاط التنظيم على الرغم من تنفيذ عشرات العمليات الأمنية من قبل "قسد" بالاشتراك مع قوات التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة الأميركية.

في غضون ذلك، قال الناشط خالد الحسكاوي في حديث لـ "العربي الجديد" إن قوى الأمن الداخلي (الأسايش) أحبطت فجر اليوم الثلاثاء، عملية تهريب عوائل من تنظيم "داعش" المحتجزين داخل مخيم الهول في ريف محافظة الحسكة الشرقي في شمال شرق سورية، مضيفاً أن "الأسايش" أحبطت عملية تهريب العوائل من القطاع الخامس داخل المخيم باستخدام طائرات الدرون، تلاها انتشار أمني على أسوار المخيم، مع احتجاز العوائل التي كانت تخطط للهروب من المخيم.

رجال الكرامة يهددون العصابات في السويداء

وفي جنوب سورية هاجم قائد حركة رجال الكرامة (أكبر فصيل مسلح) في السويداء، يحيى الحجار، أول أمس الأحد، العصابات والفصائل التابعة للأجهزة الأمنية وتعهد بالتصدي لأي فصيل يهدف لزعزعة أمن المحافظة، وقال في لقاء مع عدد من الأهالي إن الحركة تراقب وتسمع عن تشكيل فصائل جديدة في المحافظة، مشيراً إلى أنه إذا كانت هذه الفصائل لحماية الأرض والعرض فالحركة معها، أما إن كانت "للتشبيح على الأهالي وللزعرنة" فالحركة ستكون ضدها مهما كانت الجهة التي تدعمها وتسلحها، مهدداً بحملة عسكرية ضد هذه المجموعات في حال ثبت أنها تستهدف السلم الأهلي.

واعتبر الحجار أن ظاهرة إعادة تشكيل الفصائل الخارجة عن الأعراف والتقاليد والمخالفة لتوصيات المرجعيات الدينية والروحية في السويداء، مرفوضة مهما كانت الجهة التي تسلح هذه التشكيلات وتقف خلفها وتزود أفرادها بالبطاقات (الأمنية)، وأضاف قائد الحركة في فيديو مصور رصده "العربي الجديد" "إن الجبل لا يحتاج إلى فصائل تسعى إلى التفرقة والتشتت، مؤكداً أن الحركة لن تقبل بأي ممارسات "تشبيحية" تحت اسم الدولة أو غير الدولة ومن أي جهة كانت، مضيفاً أن الباب مفتوح لكل من يعود إلى حضن أهله، على أن يكون سلاحه مرهوناً لكرامة الجبل والدفاع عن أهله.

ومن جانبه، أشار مزيد خداج، قائد المجلس العسكري في الحركة، في اللقاء إلى أن السنوات الماضية من الأزمة كشفت الفرق بين المجموعات "هناك مجموعات كثيرة دافعت عن المحافظة وعن كرامة أهلها، وهذه المجموعات لها احترامها لدى الحركة، أما المجموعات التي تتحين الفرصة للخطف والاعتداء على كرامة الناس، فستكون هدفاً للحركة وستعتبر عصابة مسلحة". وشدد خداج على رفض المرجعيات الدينية والزعامات التقليدية لهذه المجموعات التي تحاول أن تظهر إلى الواجهة. 

ورأى الناشط الإعلامي رافد عبد الحق في حديث لـ"العربي الجديد" بخطاب الحجار تهديداً مباشراً لعصابة "سليم حميد" التي تم تشكيلها أخيراً في قريتي مفعلة والمشنف وتحاول التمدد في الريف الشرقي للمحافظة، وذلك بعدما وقفت بسلاحها علناً ضد المحتجين السلميين. وأوضح الناشط أن الحركة أعطت حميد فرصة للعودة عن خطئه إبان الحملة الشعبية على العصابات عام 2022، وسلم سلاحه حينها وفكك عصابته في بلدة قنوات وتعهد بعدم العودة للممارسات العنفية ضد المجتمع، لكنه ما لبث أن نكث بما تعهد به مع أول فرصة سنحت له بدعم من الفروع الأمنية. وأكد عبد الحق أن هذا التصريح يلقى تأييداً شعبياً، لما تشكله تلك الجماعات المسلحة من خطر داهم على أهالي المحافظة في حال استعادت نشاطاتها الإجرامية.

وتساءل عدد من النشطاء بعد كلمة الحجار عن موقف الحركة من إنشاء الحاجز في مدخل مدينة السويداء وعن موقفها من التعزيزات العسكرية، مشككين في احتمالات شن حملة عسكرية على العصابات والفصائل التابعة للأجهزة الأمنية. وكان الشيخ فراس نعيم، ممثل عن حركة رجال الكرامة، أشار في اجتماع عُقد بدار الطائفة في السويداء، قبل نحو شهرين، إلى أن الحركة لا تعترض على إنشاء الحاجز في حال كان الهدف منه عصابات ترويج المخدرات والاتجار بها وعصابات القتل والخطف، لكنها ستقف موقف آخر في حال تم اعتقال مواطنين بتهم سياسية أو بتهم الفرار والتخلف عن الخدمة الإلزامية.

وكان الحجار، الذي تعرض لحادث سير قبل حوالي عامين غاب لأشهر طويلة عن الواجهة ولم يظهر إلا بعد إنطلاق الحراك الثوري في السويداء وبلقاءات مقتصرة جمعته بالرئاسة الروحية، فيما لم تشارك الحركة في الحراك الشعبي بحجة أنها فصيل مسلح ولكنها أبدت تأييدها للحراك ومساندتها لأهدافه. وكانت حركة رجال الكرامة شاركت بقوة في الانتفاضة الشعبية التي أطاحت عصابة "قوات الفجر" التي كان يقودها "راجي فلحوط" أبرز العصابات المسلحة التي سيطرت على المحافظة بشكل كبير منذ العام 2020، بدعم من فرع الأمن العسكري في السويداء.