سورية: قتلى وجرحى بينهم مسؤول تركماني و"قسد" تخفف حصارها للنظام

18 ابريل 2022
بدأت "قسد" بتخفيف الحصار عن مناطق النظام في مدينة القامشلي (الأناضول)
+ الخط -

قتل وجرح خمسة أشخاص، بينهم مسؤول معارض للنظام السوري، بهجمات متفرقة في حلب ودرعا، بينما بدأت قوات سورية الديمقراطية "قسد" بتخفيف الحصار عن مناطق النظام في مدينة القامشلي.

وقالت مصادر محلية لـ"العربي الجديد" إن عبوة ناسفة انفجرت بسيارة رئيس جمعية أحفاد القره كاجي التركمانية حسن قدور خلة في منطقة قباسين بالقرب من مدينة الباب، بريف حلب الشمالي الشرقي، ما أدى إلى مقتله على الفور، مساء الخميس.

وذكرت المصادر أن حسن قدور هو رئيس عشيرة القرة كيج أو القره كاجي التركمانية المدعومة من تركيا، وفي وقت لم تعلن أي جهة وقوفها وراء الهجوم، تتجه أصابع الاتهام إلى "وحدات حماية الشعب" الكردية التابعة لحزب الاتحاد الديمقراطي.

ويذكر أن المنطقة التي وقع فيها الهجوم تخضع للجيش الوطني السوري المدعوم أيضا من تركيا، وتعيش مناطق سيطرة الأخير حالة فلتان أمني مستمرة منذ السيطرة على هذه المناطق بعد طرد "داعش" ووحدات حماية الشعب منها.

"قسد" تخفف الحصار.. والنظام ينفي

نقلت صحيفة الوطن، التابعة للنظام عن مصدر رسمي في محافظة الحسكة، أن مليشيات "قسد" واصلت حصار مركزي مدينتي الحسكة والقامشلي لليوم الحادي عشر، مضيفة أنها استمرت بمنع دخول المواد الغذائية وخصوصاً الطحين والمواد النفطية والأدوية.

وكانت مصادر قد أفادت لـ"العربي الجديد"، في وقت سابق، بأن "قسد" بدأت بإزالة حواجز من محيط المربع الأمني للنظام في الحسكة بناء على مفاوضات بين الطرفين نصت على تخفيض الحصار المتبادل بعد تدخل ووساطة روسية.

وذكرت المصادر أن المفاوضات بين الطرفين حملت تهديدات من روسيا بترك "قسد" فريسة لأي عملية عسكرية تشنها تركيا والمعارضة في الشمال في حال لم تفك الحصار عن النظام، في حين تشترط "قسد" عزل النظام لمحافظه في الحسكة واستبداله بشخصية مقبولة من قبلها.

بدورها، زعمت وكالة أنباء النظام (سانا)، بأن "قسد" استمرت في الحسكة بمنع دخول المواد الأساسية إلى الأهالي من غذاء وخضار ومواد تموينية مع فقدان العديد من المواد في الأسواق إضافة إلى منع دخول الأدوية الخاصة بعمل المراكز الصحية والصيدليات وذلك بالتوازي مع استمرار انقطاع الكهرباء عن أجزاء كبيرة من المدينة جراء منع دخول المحروقات لتشغيل حتى المولدات الخاصة.

وزعمت الوكالة أيضاً أن "قسد" صعدت اعتداءاتها في مدينة القامشلي واحتلت دوار القوتلي المؤدي إلى المجمع الحكومي الذي يضم السجل المدني وقصر العدل ودائرة الزراعة والخدمات الفنية والمياه إضافة إلى استمرار استيلائها على فرن البعث ومنع تشغيله وحرمان الأهالي من مادة الخبز.

وكانت "قسد" قد بدأت في التاسع من الشهر الحالي بحصار مواقع ومناطق للنظام في الحسكة رداً على حصار النظام لحيي الأشرفية والشيخ مقصود الخاضعين لسيطرة "قسد" في مدينة حلب.

5 مصابين ومفقود في قصف لـ"قسد" 


في الأثناء، أصيب خمسة أشخاص بينهم عناصر من الدفاع المدني السوري وفقد سادس جراء قصف من "قسد"، ظهر اليوم الاثنين، فيما أصيب 9 أشخاص على الأقل جراء اشتباكات في مدينة الباب في ريف حلب شمالي سورية. 

وقال مصدر من الدفاع المدني السوري، لـ"العربي الجديد"، إن قصفاً مدفعياً من مناطق سيطرة "قسد" استهدف عائلة على ضفة نهر الفرات في مدينة جرابلس ما أدى إلى إصابة اثنين وفقدان ثالث في المكان الذي تعرض للقصف.

وأضاف المصدر أنه بينما كان فريق الدفاع المدني يحاول العثور على الشخص المفقود تعرض لقصف من المصدر ذاته ما أدى إلى إصابة ثلاثة متطوعين بجروح متفاوتة.

ونشر الدفاع المدني السوري، المعروف بـ"الخوذ البيضاء" على "فيسبوك"، صوراً للمصابين من عناصره.



فلتان أمني

 

على صعيد منفصل، قالت مصادر محلية لـ"العربي الجديد" إن خمسة أشخاص على الأقل أصيبوا بجروح متفاوتة جراء اشتباك وقع بين الشرطة التابعة للمعارضة ومسلحين ملثمين في مدينة الباب. ونقلت المصادر أيضاً رواية أخرى عن أن الاشتباك كان بين عناصر من فصيل "أحرار الشام" والشرطة بسبب خلاف وقع في سوق المدينة.

وذكرت المصادر أن مسلحين يتبعون لفصيل "جيش الشرقية" كانوا يستقلون سيارة، أطلقوا النار، مساء أمس، على دورية للشرطة في شارع النوفتيه وسط مدينة الباب، ما أدى إلى إصابة اثنين من المدنيين وعنصرين من الشرطة المدنية. وأضافت المصادر أنه سبق أن اعتقلت الشرطة عنصرا من الفصيل لأسباب مجهولة.

وفي الجنوب السوري، قال الناشط محمد حوراني إن مجهولين هاجموا شخصا يدعى "الطير" في مدينة الصنمين بريف درعا الشمالي، ما أدى إلى مقتله، كما جرح شاب آخر بهجوم مماثل في المدينة ذاتها، في حين هاجم مجهولون في طفس شخصين ما أدى إلى إصابتهما بجروح خطيرة.

وجاء ذلك بعيد ساعات من مقتل القاضي محمد أمين شريفة المُلقب "أبو عبدو" في بلدة قيطة، قرب مدينة الصنمين، بإطلاق نار مباشر من مسلحين مجهولين، وكان شريفة يعمل سابقا قاضياً في محكمة استئناف الجنح والمحكمة المدنية التابعة للنظام في مدينة الصنمين.

وتشهد درعا بشكل شبه يومي هجمات مماثلة أدت إلى مقتل وجرح المئات من مدنيين وعسكريين تابعين للنظام ومليشياته وعناصر سابقين في فصائل المعارضة المسلحة، أو مسؤولين مدنيين لدى النظام والمعارضة سابقا.