سورية: قتلى للمليشيات الإيرانية بهجوم لـ"داعش" في دير الزور

10 ديسمبر 2020
النظام والمليشيات الإيرانية تنتشر في البادية السورية(فرانس برس)
+ الخط -

شنّ، اليوم الخميس، عناصر "داعش" هجوماً كبيراً على مواقع تتبع لـ"الحرس الثوري الإيراني" في صحراء الجويف ببادية مدينة الميادين بالريف الشرقي لمحافظة دير الزور، أسفر عن مقتل حوالي عشرة عناصر من قوات "الحرس الثوري" والمليشيات التابعة له في موقع الهجوم.  
وأشارت مصادر ميدانية إلى أن المليشيات الإيرانية طلبت تعزيزات فورية إلى موقع الهجوم، ليتم إرسال مجموعات تتبع لمليشيات "الدفاع الوطني" السوري، التابع للنظام والمدعوم من إيران، بالإضافة إلى مجموعات من مليشيات محسوبة على "الحرس الثوري" تنتشر في البادية السورية.  

وأضافت مصادر أخرى خاصة لـ"العربي الجديد" أن القتلى والجرحى من صفوف المليشيات الإيرانية جرى نقلهم بعد الهجوم إلى مستشفى الشفاء في الميادين والقدس في البوكمال شرقي دير الزور، حيث تنتشر فروع المشفيين في الريف الشرقي لدير الزور، وهي مشاف خاصة بمليشيات "الحرس الثوري" الإيراني بالإضافة إلى "الفرقة الرابعة" في قوات النظام السوري. 
وينتشر التواجد الإيراني، شرقي سورية، بدءاً من الحدود السورية العراقية عند مدينة البوكمال، وحتى معدان والسبخة بين الرقة ودير الزور، وهذا الانتشار يتم بالمناصفة مع الوجود الروسي وقوات النظام هناك، أما المنطقة من البوكمال وصولاً إلى الصالحية بريف دير الزور (امتداد حوالي 30 كيلومترا) فهي تخضع لسيطرة "الحرس الثوري" الإيراني بالكامل مع انتشار للمليشيات المدعومة من قبله، وذلك بعد انسحاب الروس منها باتجاه مدينتي الميادين ودير الزور، حيث يدعمون هناك "لواء القدس".  
وبالنسبة للمواجهات الحالية بين "داعش" من جهة، والمليشيات الإيرانية وقوات النظام والمليشيات المدعومة من روسيا من جهة أخرى، في البادية السورية فقد أشار الناشط أبو عمر البوكمالي، إلى أن "دائرة المواجهات تتركز في كل من الرحبة والشيخ أنس قرب مدينة الميادين بالإضافة إلى فيضة ابن موينع (تبعد عن الميادين 40 كيلومترا)، وخلال تلك المواجهات يشن عناصر "داعش" هجوماً على الدوريات التابعة لقوات النظام والمليشيات الإيرانية أو حتى نقاطها المتقدمة في بادية الميادين".  

ولفت الناشط البوكمالي، في تصريح لـ"العربي الجديد"، إلى أن "هناك اتهامات من قبل المليشيات الإيرانية والتابعة للنظام نحو روسيا بإعطاء إحداثيات مواقعها لعناصر تنظيم داعش"، مشككاً بوجود التنظيم بشكل كبير في البادية معتبراً أن الترويج له يخدم القوى الرامية للسيطرة على البادية وشرقي سورية بشكل كامل". وصوب الناشط أصابع الاتهام نحو إيران بخلق ذريعة "داعش" وتمدده في البادية لتثبيت وجودها هناك بشكل أكبر، مشيرا إلى أنهم قد يتحملون الخسائر في صفوفهم في سبيل تحقيق هذا الهدف.  
إلى ذلك، تستمر روسيا بتنفيذ طلعات جوية تناقضت الروايات حول الغاية منها، اذ اتجهت توقعات إالى أنها لاستهداف مخابئ التنظيم في البادية وعدد من التحصينات للتنظيم عند مثلث حماة – حلب – الرقة، بالتزامن مع عمليات الكر والفر بين التنظيم والمليشيات المختلفة في البادية، كما استهدفت الضربات تحصينات "داعش" شرقي دير الزور بالإضافة إلى بادية الرصافة بريف الرقة خلال اليومين الماضيين. وتتحدث معلومات عن نية الروس دعم تنفيذ هجوم جديد في البادية ضد انتشار "داعش" بعد الضربات التي تلقتها قوات النظام والمليشيات المدعومة من روسيا وإيران، من خلال هجمات نوعية وخاطفة ألحقت بها خسائر كبيرة في الأرواح، حيث يعمد سلاح الجو الروسي، للتمهيد للهجوم بإضعاف قدرات تحصينات "داعش" وقطع خطوط الإمداد قبل بدء هجوم واسع. 

فيما قالت مصادر خاصة، لـ"العربي الجديد"، إن غالبية تلك الطلعات كانت عبارة عن طلعات تدريبية باستخدام أسلحة حية وغير حية تصدر عنها أصوات انفجارات، وتجري هذه التدريبات بين القوات الروسية والفرقة 87 في الحرس الجمهوري التابع لقوات النظام والتي تنسق بشكل مباشر مع الروس، وتحدثت المصادر عن النطاق الجغرافي للتدريبات حيث إنها جرت في كل من المريعية وبادية الميادين وحقل التيم النفطي بريف دير الزور، وتركزت بشكل رئيسي على تنفيذ الهجمات الليلية وصد الهجمات التي يشنها مقاتلو التنظيم ليلاً.  
ولفتت المصادر إلى أن الدوريات النهارية التي تنفذها روسيا في البادية تعتمد من خلالها على عناصر "الفرقة 17" التابعة للنظام بالإضافة إلى عناصر من "فيلق القدس" المدعوم من قبلها، دون أن يكون للقوات الروسية تواجد في تلك الدوريات تفادياً للخسائر في صفوفها، إلا أن تلك الدوريات تبقى محمية من قبل الطيران الروسي. 

المساهمون