سقط العديد من القتلى والجرحى خلال عمليات قصف واشتباكات وإطلاق نار في مناطق مختلفة من سورية، فيما استهدفت طائرة مسيَّرة تركية مساء أمس السبت، مقراً عسكرياً تابعاً لـ "قوات سورية الديمقراطية" (قسد) غربي مدينة عامودا بريف الحسكة الشمالي، ما أدى إلى إصابة ثلاثة عسكريين، بينهم كادر من "حزب العمال الكردستاني".
وذكرت مصادر لموقع "باسنيوز" الكردي، أن طائرة مسيَّرة تركية استهدفت سيارة قيادي في "حزب العمال الكردستاني" أمام مركز مليشيات رديفة لقوات "قسد" تدعى "قوات الحماية الجوهرية" في ريف عامودا التابعة لمحافظة الحسكة، ما أدى إلى إصابة القيادي وشخص آخر كان برفقته، دون ذكرها اسم القيادي أو تفاصيل عنه، فيما أصيب ثالث كان في المكان.
ويبعد الموقع المستهدف نحو 3 كم عن قاعدة عسكرية للقوات الروسية في مدينة عامودا. وقصفت مسيَّرة تركية الأربعاء الماضي سيارة في قرية بهيرة بريف عامودا الغربي، بالقرب من الحدود السورية – التركية، ما أدى إلى إصابة ثلاثة عناصر عسكريين كانوا يركبون سيارة مغلقة، فيما قُتل طفل كان بالقرب من السيارة لحظة استهدافها، وفق مصادر محلية.
"قسد" تقتل وتصيب مدنيين
من جهة أخرى، أصيبت عائلة مكونة من أب وأم وثلاثة أطفال في الضفة الغربية لنهر الفرات جراء قصف صاروخي مصدره قوات "قسد" المتمركزة في الضفة الشرقية، حيث جاء القصف بعد قيام شخص ملثم يتبع لـ"الجيش الوطني" على الأغلب، بإطلاق الرصاص على إحدى نقاط "قسد" على الضفة الشرقية من نهر الفرات لترد على إثرها قسد بقصف صاروخي على أطراف جرابلس.
إلى ذلك، قتل مدني إثر إطلاق قوات "قسد" عيارات نارية بشكل عشوائي، لتفريق مظاهرة خرجت ضدها في بلدة بريهة التابعة لمدينة البصيرة، شرقي دير الزور.
وذكر مراسل "العربي الجديد" في شرق الفرات، أن مدنياً قُتل في بلدة بريهة بريف دير الزور الشرقي بعد إصابته برصاصة طائشة لعناصر "قسد"، وذلك خلال تفريقهم للمظاهرة.
وخرجت المظاهرات احتجاجاً على مقتل شاب من أهالي المنطقة على يد "قسد"، قبل يومين، إضافة إلى تنديد بحملات الاعتقال العشوائية التي تقوم بها "قسد" في المنطقة. وشهدت مدينة البْصيرة احتجاجات بعد مقتل طفل يدعى نشوان الحسون على يد "قسد" والتحالف الدولي خلال عملية الإنزال التي قاما بها قبل يومين في المدينة.
وطالب المحتجون بإطلاق سراح الذين اعتقلتهم "قسد" وقوات التحالف خلال الإنزال، فيما قطع المحتجون الطرقات بواسطة الإطارات المشتعلة، وخاصة الشارع الرئيسي الذي يربط مدينة البصيرة وقرية الصبحة.
النظام السوري يقصف قرى جنوبيّ إدلب
وفي شمال غرب البلاد، حلقت طائرات استطلاع روسية في أجواء جبل الزاوية وسهل الغاب بريفي إدلب وحماة، بالتزامن مع قصف مدفعي من جانب قوات النظام على قرى وبلدات البارة وفليفل وسفوهن والفطيرة وبينين بجبل الزاوية جنوبيّ إدلب، فيما استهدفت قوات النظام بالرشاشات الثقيلة محاور التماس مع فصائل المعارضة في سهل الغاب بريف حماة.
وقتل أمس 6 مدنيين من عائلة واحدة، هم رجلان وطفلان وامرأتان نتيجة قصف قوات النظام بلدة معارة النعسان في ريف إدلب الشمالي الشرقي.
وفي هذا السياق، أعرب الدفاع المدني السوري عن خشيته من تكثيف الهجمات التي تشنها قوات النظام وروسيا على مناطق شمال غربي سورية خلال الفترة المقبلة، داعياً المجتمع الدولي إلى وضع حد لهذه الهجمات الإرهابية.
وذكر الدفاع المدني في بيان، أن الهجمات التي تستهدف المدنيين "سياسة ممنهجة تهدف إلى نشر الرعب بين المدنيين الآمنين ومنعهم من عيش حياتهم الطبيعية".
قتيلان جراء اشتباك بين فصيلين بريف حلب الشمالي
وفي شمال البلاد، اندلعت اشتباكات بين فصيل فرقة الحمزة من جهة وفصيل الجبهة الشامية من جهة أخرى، وذلك داخل بلدة جولاقان بريف حلب الشمالي، ما أدى إلى مقتل عنصرين من كلا الطرفين وإصابة 4، قبل تدخل قوات ما يعرف باسم "فضّ النزاع" المؤلفة من عدة فصائل لوقف الاشتباكات.
وأصدرت الشرطة العسكرية في ريف حلب بياناً قالت فيه إن "الاشتباكات نتجت من خلاف مالي بين عنصرين من الفصيلين، وتطورت إلى اقتتال بعد تدخل قوات من الفصيلين لصالح العنصرين".
وفي جنوب البلاد، ذكر الناشط محمد العربي لـ"العربي الجديد"، أن الشاب حكمت بشير الزعبي أصيب بجروح إثر استهدافه بطلق ناري اليوم الأحد من قبل مجهولين شمالي مدينة طفس في الريف الغربي لدرعا، مشيراً إلى أن المستهدف عنصر سابق في الجيش الحر، وأجرى التسوية ولم ينضم إلى أي جهة عسكرية عقب ذلك.
وشهد ريف درعا أمس السبت 3 عمليات اغتيال تمثلت بمقتل شابين برصاص مجهولين في مدينة طفس، وثالث في منطقة مساكن جلين غربي درعا، جراء استهدافه من قبل مجهولين.
وفاة معتقلين تحت التعذيب في سجون النظام
على صعيد آخر، قال المرصد السوري لحقوق الإنسان إنه وثق وفاة مدني من أبناء مدينة أريحا، تحت التعذيب في سجن صيدنايا بريف دمشق، بعد سنوات من اعتقاله. ووثق المرصد وفاة شاب من مدينة الرحيبة في منطقة القلمون الشرقي بريف دمشق، تحت التعذيب في معتقلات المخابرات الجوية بعد اعتقاله لنحو عام، حيث تسلّم ذووه جثمانه من المخابرات الجوية لدفنه في مقبرة المدينة.
وكان الشاب قد أجرى عملية التسوية عام 2020، والتحق بقوات النظام بعد عودته من دولة أفريقية، حيث اعتقله عناصر النظام على حاجز أمني في أثناء توجهه نحو العاصمة دمشق.
وبذلك يرتفع إلى 15 عدد المدنيين الذين قضوا تحت التعذيب في سجون النظام السوري منذ هذا مطلع العام، وفق المرصد.