تبادلت فصائل المعارضة القصف مع قوات النظام السوري في محافظة إدلب شمال غربي البلاد، فيما أشارت أنباء إلى تعرض مقر المليشيات الإيرانية في بلدة مسكنة شرق حلب، مساء أمس السبت، لقصف مجهول أوقع قتلى بين عناصره.
إلى ذلك، عادت عمليات الخطف المتبادل إلى السطح في الجنوب السوري بين محافظتي درعا والسويداء وسط اتهامات لأجهزة النظام الأمنية بالتواطؤ مع الخاطفين. وذكرت مصادر محلية لـ"العربي الجديد" أن فصائل المعارضة قصفت فجر وصباح اليوم مواقع لقوات النظام في محور الدار الكبيرة ومحاور أخرى جنوبي إدلب، فيما قصفت قوات النظام قرى وبلدات الفطيرة وبينين وفليفل وأطراف سفوهن والبارة بريف إدلب الجنوبي، ومناطق أخرى في سهل الغاب شمال غربي حماة.
وقُتل مساء أمس قائد عسكري من فصيل "فيلق الشام" المنضوي ضمن "الجبهة الوطنية للتحرير" أبرز تكتلات المعارضة في الشمال السوري، وذلك جراء قصف لقوات النظام على محاور سراقب بريف إدلب الشرقي، إضافة إلى مقتل امرأة وسقوط جرحى نتيجة سقوط عدة قذائف مدفعية على مدينة الأتارب في ريف حلب الغربي، مصدرها قوات النظام المتمركزة على أطراف المدينة.
من جانب آخر، عُثر الليلة الماضية على جثة شاب في العقد الثالث من عمره مرمية على أطراف مدينة إدلب، وعليها آثار تعذيب ومرمية على الطريق الواصل بين مدينة إدلب ومنطقة المسطومة في محيط المحافظة.
قصف موقع للمليشيات الإيرانية
إلى ذلك، أفادت شبكة "عين الفرات" المحلية بأن قصفاً مجهولاً استهدف مقر المليشيات الإيرانية في معمل السكر في بلدة مسكنة شرق حلب مساء أمس السبت، ما أدى لمقتل 5 عناصر، اثنان منهم من الجنسية الأفغانية وثلاثة من الجنسية اللبنانية.
وذكرت الشبكة أن من بين القتلى قيادياً بارزاً في حزب الله اللبناني يدعى الحاج أبو نصر الله، مشيراً إلى أنه تم استهداف إحدى غرف العمليات العسكرية الخاصة بعد ساعة من القصف الأول.
وأعقب القصف، بحسب الشبكة، استنفار أمني لجميع مقرات المليشيات، إذ جرى إخلاؤها من القياديين ونقلهم إلى جهة مجهولة، فيما نقلت المليشيات عناصرها والعديد من الأسلحة والمعدات العسكرية إلى القرى المحيطة بمعمل السكر، ووضعتها بين منازل المدنيين لحماية عناصرها والأسلحة من استهداف آخر.
من جهة أخرى، ذكر المرصد السوري أن قوى الأمن الداخلي "الأسايش" عثرت فجر اليوم الأحد على جثة لاجئة عراقية، مقتولة بطلق ناري في الرأس ضمن القسم الأول من المخيم والخاص باللاجئين العراقيين. وهذه الحادثة هي الثانية خلال يومين والثالثة منذ انتهاء المرحلة الأولى للحملة الأمنية التي قامت بها "قوات سورية الديمقراطية" (قسد) الشهر الفائت داخل المخيم، وهو ما يشير إلى فشل تلك الحملة بنظر بعض المراقبين.
وفي سياق متصل، ألقت "قسد" مساء أمس السبت، القبض على شخص يرجح أنه من خلايا تنظيم "داعش" الإرهابي أثناء قيامه بزرع عبوة ناسفة، في أطراف بلدة الشحيل بريف دير الزور الشرقي، وقامت بتفجير العبوة.
وكانت "قسد" ذكرت أمس أنها اعتقلت 4 أشخاص بتهمة الانتماء لتنظيم "داعش" في قرية الزر شرقي دير الزور، وسط استمرار الحملة الأمنية بدعم من التحالف الدولي، الذي ألقت طائراته الحربية الليلة الماضية قنابل ضوئية فوق بادية دير الزور الشمالية الخاضع لسيطرة "قسد".
إلى ذلك، حددت "الإدارة الذاتية" الكردية موعدا للمتخلفين عن قطع دفتر خدمة التجنيد، كي يراجعوا مكاتب "واجب الدفاع الذاتي" في مناطق سيطرتها.
وحث تعميم صادر عن "مكتب الدفاع" التابع لتلك الإدارة أمس السبت المتخلفين على قطع دفتر الخدمة خلال مدة أقصاها 90 يومًا، اعتبارًا من 15 الشهر الحالي، متوعداً كل "متخلف بعد المدة المحددة، بفقد حقه في التأجيل الذي ينص عليه القانون أثناء حملات واجب الدفاع الذاتي"، أي حملات البحث عن مطلوبين للخدمة الإلزامية.
و"الدفاع الذاتي" هو قانون يلزم الأفراد في مناطق سيطرة الإدارة الذاتية بالالتحاق في صفوف قواتها العسكرية والأمنية، على غرار الخدمة الإلزامية في صفوف الجيوش النظامية.
حوادث الخطف
وفي جنوب البلاد، عادت حوادث الخطف المتبادلة لتعكر العلاقات بين محافظتي درعا والسويداء. وقد أفرج خاطفون من عائلة الحريري في ريف درعا الشرقي، عن شابين من السويداء بعد مرور عدة أسابيع على احتجازهما، على خلفية خطف عصابة مسلحة للمدني رنس الحريري المنحدر من درعا، وطلب فدية مالية لإطلاقه.
ووفق شبكة "السويداء 24"، فقد زار وفد من عائلة الحريري برفقة مواطنين من السويداء، السويداء الوطني، للتعرف على جثة لشخص مجهول الهوية، حيث تبين أن الجثة لا تعود للمخطوف رنس الحريري، ليعود الوفد إلى بلدة بصر الحرير ويطلق سراح الشابين المخطوفين من محافظة السويداء، وليصدر بياناً ناشد فيه خاطفي "رنس" بإطلاق سراحه.
وكان موقع "تجمع أحرار حوران" تحدث عن مقتل الشاب رنس على يد خاطفيه بعد أشهر على فقدانه في محافظة السويداء، كما تعرض أمس السبت عدد من أبناء بلدات ناحتة والحراكي في ريف درعا الشرقي للخطف من قبل عصابة في محافظة السويداء. وذكرت مصادر محلية لـ"العربي الجديد" أن المختطفين هم من البناء، معظمهم من قرية ناحتة، وقد خطفوا على الطريق الواصل بين بلدتي صما والطيرة.
وبحسب موقع السويداء 24، فإن حوادث الخطف بدأت عندما خطف مسلحون من قرية ناحتة أحد المدنيين من قرية سميع في ريف السويداء الغربي طريق صما – سميع، يوم أمس الأول الجمعة، حيث تواصل الخاطفون مع شقيق المخطوف وطلبوا دفع مبلغ مالي قالوا إنه مستحق عليه، الأمر الذي رفضه شقيق المخطوف مدعياً عدم وجود أي مبلغ لهم.
وأضافت الشبكة، أنه على الأثر استنفر أقارب المخطوف، وقاموا بخطف مدني من درعا لا علاقة له بالحادثة، قبل أن يقوموا أمس بخطف أكثر من 10 مدنيين من ريف درعا الشرقي، بينهم فلاحون وعمال بناء، كانوا عابرين بالصدفة من المنطقة.
وتتكرر عمليات الخطف المتبادل بين محافظتي درعا والسويداء إما من أجل فدية أو اختطاف من أجل إطلاق سراح آخرين، وسط اتهامات لجهاز الأمن العسكري التابع للنظام السوري بتشجيع هذه الحوادث، وحماية فاعليها، بغية إبقاء أجواء التوتر وعدم الثقة بين المحافظتين.