قتل عدد من الأشخاص نتيجة حوادث متفرقة في سورية، فيما اعتقلت سلطات النظام السوري عشرات الشبان خلال محاولتهم "الهجرة بطريقة غير شرعية" إلى خارج البلاد.
وذكرت وكالة أنباء النظام (سانا)، أن شخصا قتل نتيجة انفجار عبوة ناسفة بسيارته في بلدة رساس، جنوب مدينة السويداء، صباح اليوم، مشيرة إلى أن مجهولين وضعوا العبوة داخل سيارة خاصة عند مدخل بلدة رساس، ما أدى إلى مقتل السائق واحتراق المركبة، موضحة أن الجهات المختصة تواصل تحقيقاتها للوقوف على أسباب الحادث.
وبحسب ما ذكر مصدر محلي، لـ"العربي الجديد"، فإن الانفجار وقع نحو الساعة العاشرة صباحاً بالتوقيت المحلي مقابل محطة وقود البلدة، ما تسبب في مقتل الشخص الذي كان داخل السيارة فقط، رغم اكتظاظ المنطقة بالمارة.
وأوضح أن القتيل يتزعم مجموعة محلية مسلحة، وقد عمل مع عدة جهات أمنية تابعة للنظام خلال السنوات الماضية بعقود مدنية، وبرز اسمه أخيراً في حوادث أمنية عدة حصلت في بلدة رساس.
من جهة أخرى، عُثر الليلة الماضية على جثة فتاة يافعة داخل منزلها في قرية ريمة اللحف بريف السويداء الغربي، بعد إصابتها بطلق ناري.
وذكرت شبكة "السويداء 24" المحلية أن الفتاة طالبة في المرحلة الثانوية، وقد أصابت نفسها برصاصة من مسدس حربي في منزل عائلتها، ونُقلت إلى المستشفى الوطني جثة هامدة.
وحسب الشبكة، فقد قتل منذ مطلع شهر أغسطس/ آب الماضي 9 أشخاص في محافظة السويداء خلال حوادث مشابهة، غالبيتهم أطلقوا النار على أنفسهم، فيما فجر أحد الضحايا قنبلة بنفسه.
ويقول أقارب الضحايا غالباً إنها أخطاء في استخدام السلاح، فيما يذهب آخرون إلى فرضية الانتحار.
إلى ذلك، قتل عنصر من فوج الإطفاء التابع للنظام وأصيب مدنيان بالاختناق في حريق اندلع، أمس الأربعاء، في سوق مدحت باشا بمنطقة الحريقة في دمشق القديمة.
ونعى فوج إطفاء دمشق، على صفحته في "فيسبوك"، أحد عناصره، وقال إنّه قضى أثناء محاولته إخماد الحريق الذي وصفه بأنه الأضخم في العاصمة هذا العام، مشيرا إلى أنه تسبب أيضا في أضرار مادية كبيرة في مستودع أقمشة ومحلات تجارية.
وذكر مدير مديرية الدفاع المدني في دمشق العميد أحمد عباس أن "الأضرار المادية إلى الآن كبيرة جداً، حيث تهدم محلّان، فيما احترقت أكثر من 6 محلات أخرى"، موضحا أن الحريق ناجم عن ماس كهربائي أدّى إلى احتراق مستودع أقمشة، قبل أن تنتقل النيران إلى المحلات المجاورة.
وبرر عباس تأخر وصول سيارات الإطفاء إلى مكان الحريق بضيق شوارع منطقة دمشق القديمة، ما استدعى مد خراطيم المياه لمسافات وصلت لـ200 متر من أسطح المنازل، وفق قوله، وطالب "الجهات المعنية في دمشق بإلزام أصحاب الفعاليات التجارية والصناعية باتخاذ إجراءات احترازية من الحرائق"، وفق ما نقل موقع "تلفزيون الخبر" المحلي.
وفي دمشق أيضا، ذكرت وكالة أنباء النظام الرسمية أن طفلة توفيت وأصيبت أخرى إثر حادث حافلة لنقل الطلاب من مدرسة المحسنية الخاصة في منطقة زين العابدين بالمهاجرين.
ونقلت عن مصدر في ما تسمى "قيادة شرطة دمشق" قوله إن الحادث وقع نتيجة انزلاق الحافلة، حيث حاول السائق إيقافها بصدمها بسور مقبرة في المكان لتفادي إصابة الطلاب، مشيرا إلى أن الحافلة اصطدمت بطفلتين كانتا بالقرب منها، ما أدى إلى إصابتهما، حيث جرى نقلهما إلى مستشفى المواساة، ليعلن عن وفاة إحداهما في وقت لاحق.
من جانب آخر، أعلن مصدر في مديرية الموانئ باللاذقية التابعة للنظام عن إحباط محاولة 47 شخصا كانوا يتحضرون للسفر بـ"طريقة غير مشروعة" إلى خارج سورية، حيث تشهد مناطق النظام موجة متصاعدة من الهجرة بسبب تفاقم سوء الوضع الاقتصادي.
ونقلت صحيفة "الوطن" الموالية للنظام عن المصدر قوله إنه "بالتعاون مع الأجهزة الأمنية وفرع الأمن العسكري تمت عملية ضبط الأشخاص في ميناء جبلة وإحالتهم إلى الجهات المختصة والقضاء"، محذرا من "شبكات مشبوهة تعمل بتهريب البشر تقوم بعمليات نصب على بعض المواطنين بتقاضي أموال بالدولار بزعم نقلهم خارج البلاد".
وتسبب النظام السوري من خلال الطرق التدميرية والقمعية التي انتهجها في مواجهة مطالب الشعب السوري بالتغيير السياسي، في تهجير أكثر من نصف الشعب السوري، سواء داخل البلاد أو خارجها.
ورغم تراجع حدة المعارك، فإن أزمة اللجوء لم تتوقف، وخاصة في الأشهر الأخيرة مع زيادة تفاقم الأزمة الاقتصادية بمناطق النظام.