تعرضت مواقع تابعة للمليشيات المدعومة من إيران، شرقيّ سورية، لقصف جوي مجهول الهوية فجر اليوم الخميس، فيما تسعى روسيا لحل الخلافات بين النظام السوري وقوات سورية الديمقراطية (قسد) بشأن سماح الأخيرة بنقل النفط إلى مناطق سيطرة النظام.
وذكر مراسل "العربي الجديد" أنّ طائرات حربية مجهولة شنّت غارات جوية، فجر اليوم، استهدفت مواقع للمليشيات الإيرانية في مدينة البوكمال بريف دير الزور الشرقي، وتحديداً في محيط دوار الهجانة وسط مدينة البوكمال، حيث سُمعت انفجارات عنيفة في المنطقة.
وأضاف أنّ طائرات استطلاع حلّقت في المنطقة عقب القصف، فيما استنفر عناصر المليشيات، من دون ورود أنباء عن سقوط قتلى أو جرحى.
من جهتها، ذكرت شبكة مراسل الشرقية الرسمي المحلية، أنّ الغارات التي قالت إنها إسرائيلية سبّبت مقتل قيادي في الاستخبارات التابعة للمليشيات الإيرانية يدعى زهقان ماهد، بعد استهداف المنزل المجاور للقائد العسكري للمليشيات الإيرانية الحاج عسكر في مدينة البوكمال.
وأفادت شبكة مراسل الشرقية المحلية بأنّ أصوات الانفجارات التي سُمع دويّها في حيّ الجمعيات، ناتجة من استهداف مقرّ مسؤول "الحرس الثوري" عن مدينة البوكمال الملقب بالحاج عسكر، ويتولى قيادة المليشيات الإيرانية في البوكمال وريفها، ويتبع لقيادي إيراني آخر يُعرف باسم الحاج مهدي، وهو قائد عسكري إيراني الجنسية، ومسؤول عن كل مليشيات إيران في دير الزور.
من جانبها، قالت قوات "الدفاع الوطني" الموالية لقوات النظام، عبر "فيسبوك"، إنّ "عدواناً جوياً استهدف محيط دوار الهجانة في مدينة البوكمال شرقيّ دير الزور"، م نون الإشارة إلى الأضرار الناتجة عنها.
وتُعَدّ مدينة البوكمال أبرز مواقع الوجود الإيراني في سورية، وذلك لموقعها القريب من الحدود مع العراق. وتتعرض مواقع المليشيات الإيرانية فيها باستمرار لهجمات من طائرات التحالف الدولي وإسرائيل.
وتنتشر في المدينة، إضافة إلى مليشيا "الفوج 47" وأغلبية عناصره من أبناء المنطقة، العديد من المجموعات والقوات العسكرية المدعومة من "الحرس الثوري"، التي تضم بأغلبيتها مقاتلين أجانب، مثل مليشيات "فاطميون"، و"زينبيون"، إضافة إلى مجموعات "الدفاع الوطني" التابعة للنظام السوري.
وساطة روسية بين النظام و"قسد"
إلى ذلك، وصلت تعزيزات روسية إلى قاعدة تل السمن العسكرية شماليّ الرقة شمال شرقيّ سورية، وفق شبكة "الخابور" المحلية، فيما شنت قوات "قسد" حملة مداهمات واسعة على المعبر النهري في قرية الجرذي، صادرت خلالها كميات من مادة المازوت كانت في طريقها نحو مناطق سيطرة النظام السوري في الضفة الأخرى من النهر.
وكان وفد روسي عسكري قد عقد، أمس الأربعاء، اجتماعاً مغلقاً مع قادة من قوات "قسد" في مطار الطبقة العسكري غربيّ الرقة، وذلك بهدف الاطلاع على مطالب "قسد" من أجل سماحها بمرور صهاريج النفط العالقة على معبر "الطبقة" نحو مناطق سيطرة قوات النظام.
وذكر مراسل "العربي الجديد" أنّ الوفد الروسي يستعد لعقد اجتماع مع إدارة معبر "صفيان" وضباط قوات النظام السوري للتوصل إلى صيغة نهائية، على أن تكون بضمانة روسية، وذلك بهدف إخراج معابر الطبقة من عمليات الحصار المتبادلة بين قوات النظام و"قسد" في محافظتي الحسكة وحلب.
وكانت "قسد" قد عززت نقاطها العسكرية على ضفاف نهر الفرات في الجهة الشرقية المقابلة لمناطق سيطرة النظام، انطلاقاً من ريف الرقة الشرقي وصولاً إلى ريف دير الزور الغربي الخاضع لسيطرتها، وذلك بهدف منع القادمين عبر طرق التهريب النهرية من الوصول إلى مناطقها، ومنع التجار من إدخال مواد إلى مناطق سيطرة قوات النظام غرب الفرات من مناطق سيطرتها شرق الفرات، في ظل استمرار تبادل الحصار بين الطرفين.
انفجار في دمشق
وفي العاصمة دمشق، ذكرت وكالة سانا الرسمية أنّ عبوة ناسفة انفجرت، صباح اليوم الخميس، بسيارة خاصة في حيّ الورود شمال غربيّ دمشق، ما سبّب أضراراً مادية من دون وقوع إصابات، وفق الوكالة.
وذكر ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي أنّ الانفجار وقع في مساكن "الحرس الجمهوري" في حيّ الورود، وهو ناجم عن عبوة ناسفة انفجرت بسيارة عسكرية، وليست مدنية كما ذكرت وسائل الإعلام الرسمية.
مقتل قيادية في "قسد" بقصف تركي
في غضون ذلك، قتلت ثلاث نساء من "قسد"، بينهن قيادية، نتيجة قصف جوي تركي استهدف سيارة في منطقة عين العرب/ كوباني بريف حلب.
وقالت منسقية المرأة في "الإدارة الذاتية" في "إقليم الفرات"، اليوم الخميس، إن "ثلاث نساء فقدن حياتهن، أمس الأربعاء، جراء استهداف مسيّرة تركية سيارة جنوب مدينة عين العرب".
وأضافت رئيسة هيئة المرأة في "إقليم الفرات" خلال بيان حول العمليات الجوية التركية بالطائرات المسيرة شمال سورية "إن الرئيسة المشاركة لمكتب الدفاع في إقليم الفرات روناهي محمد واثنتين من رفيقاتها فقدن حياتهن جراء الاستهداف". وحمّلت المسؤولة الدولتين الضامنتين (روسيا والولايات المتحدة) مسؤولية الهجمات التركية.
وكانت طائرات مسيرة تركية استهدفت أمس أيضا موقعا عسكريا في الحزام الغربي لمدينة القامشلي بالقرب من الحدود التركية، فيما أعلنت تركيا قبل أيام مقتل محمد آيدن، المسؤول في حزب العمال الكردستاني، خلال استهداف مسيّرة تركية موقعاً عسكرياً في مدينة الدرباسية بمحافظة الحسكة شمال شرقي سورية.
"داعش" يتبنى هجوماً جديداً ضد "قسد" في دير الزور
على صعيد آخر، قُتل وجُرح عناصر من قوات سورية الديمقراطية (قسد)، اليوم الخميس، إثر هجوم شنته خلايا تابعة لتنظيم داعش في الريف الشمالي من محافظة دير الزور، شرقي سورية.
وقالت مصادر محلية، لـ"العربي الجديد"، إن عنصرين تابعين لقوات "قسد" قُتلا اليوم الخميس، وأُصيب عنصران آخران بجروح متفاوتة، إثر هجوم شنته خلايا تابعة لتنظيم داعش استهدف حاجزاً عسكرياً لـ"قسد" عند مدخل بلدة صور بالريف الشمالي لمحافظة دير الزور، شرقي البلاد.
وأوضحت المصادر أن عناصر تنظيم داعش كانوا يستقلون ثلاثة دراجات نارية، وهاجموا الحاجز بالأسلحة الفردية الرشاشة، واستمرت الاشتباكات قرابة 15 دقيقة، ولاذوا بعدها بالفرار إلى جهة مجهولة، من دون التمكن من إلقاء القبض عليهم.
وتبنى التنظيم عبر معرفاته الرديفة على تطبيق "تلغرام" الهجوم عقب ساعة من وقوعه، تحت اسم (غزوة الثأر) للشيخين أبو إبراهيم الهاشمي القرشي الزعيم السابق للتنظيم، وأبو حمزة القرشي المتحدث السابق باسم التنظيم، اللذين قُتلا بعملية إنزال جوي لقوات "التحالف الدولي" بقيادة الولايات المتحدة في الثالث من فبراير/ شباط الفائت ضمن منطقة أطمة القريبة من الحدود السورية - التركية، شمالي محافظة إدلب.
وكانت قوات سورية الديمقراطية (قسد) قد أعلنت، في بيانٍ لها الثلاثاء الفائت، عن اعتقال شخص، قالت إنه قيادي يعمل مع تنظيم داعش، إثر مداهمة مكان وجوده، بالاشتراك مع قوات "التحالف الدولي"، في قرية النفايل القريبة من مخيم الهول الذي يضم عائلات من تنظيم داعش شرقي محافظة الحسكة، شمالي شرق سورية.
وكانت قوات "التحالف الدولي" قد نفذت عملية إنزال جوي بالاشتراك مع "قسد" الجمعة الفائت في بلدة مركدة جنوبي محافظة الحسكة، اعتقلت على أثرها شخصاً متهماً بالتعامل مع تنظيم داعش، سبقتها بيومين عملية إنزال مشابهة بريف محافظة الرقة، اعتقل التحالف على أثرها خمسة أشخاص وامرأة متهمين بالتعامل مع التنظيم.
في سياق منفصل، قُتل ضابطٌ في جيش النظام السوري يدعى حضر محسن أحمد، ينحدر من بلدة الدريكيش بريف محافظة طرطوس، بالإضافة إلى عنصرين كانا برفقته اليوم الخميس، إثر استهداف غرفة عمليات "الفتح المبين" بالمدفعية الثقيلة والصواريخ مواقع عسكرية لقوات النظام في منطقة جبل الأكراد شمال شرقي محافظة اللاذقية، شمال غربي سورية.
من جهة أخرى، قُتل عنصر من قوات النظام النظام السوري وأُصيب عنصر آخر بجروح متفاوتة، اليوم الخميس، إثر استهدافهما بالرصاص من قبل مجهولين في مدينة الحارّة بريف درعا الغربي، جنوبي البلاد.
وقال تجمع أحرار حوران إن مسلحين مجهولين هاجموا بالأسلحة الرشاشة حاجز المسلخ التابع لقوات النظام في حي البحار بدرعا البلد، موضحاً أنه سبق أن استهدف مجهولون، في 9 إبريل/ نيسان الجاري، حاجزاً لقوات النظام في حي طريق السد في مدينة درعا بواسطة قاذفات القنابل.
وأضاف التجمع أن كلاً من وسيم الكيوان وعبود الكيوان نجوَا من محاولة اغتيال اليوم الخميس، إثر استهدافهما بإطلاق نار من قبل مجهولَين يستقلان دراجة نارية في مدينة طفس غربي درعا، ولم يصب أي منهما بجروح.
وتشهد محافظة درعا، جنوبي البلاد، فلتاناً أمنياً غير مسبوق من خلال زيادة عمليات الاغتيال التي يُتهم النظام السوري بالوقوف وراءها، في حين تُسجل المحافظة بشكلٍ يومي عدة حالات اغتيال في مناطق متفرقة من أرياف المحافظة، تطاول مُنشقين عن النظام وقادة سابقين في المعارضة السورية، بالإضافة لعمليات اغتيال أخرى تطاول عسكريين في النظام ومسؤولين في حزب البعث.