سورية: عودة التوتر إلى السويداء بعد اقتحام قوات النظام لقرية في المحافظة

05 ابريل 2021
تشهد محافظة السويداء احتجاجات متكررة على انتهاكات تقوم بها قوات النظام (Getty)
+ الخط -

عاد التوتر الأمني إلى محافظة السويداء، جنوب البلاد، عقب اقتحام قوة أمنية تابعة لقوات النظام السوري لقرية في المحافظة، وقُتل أحد الأشخاص وجُرح آخرون، فيما قُتل شخص في الحسكة جراء استهدافه من طائرة مسيرة مجهولة الهوية.

وقالت مصادر في السويداء، لـ "العربي الجديد"، إن وفداً من أهالي قرية "أم الرمان" قطعوا اليوم طرقات رئيسية في مدينة السويداء احتجاجاً على اقتحام دورية أمنية لقريتهم، وقُتل مواطن من أبنائها وجرح آخرون.

وأضافت أن وفداً من أهالي القرية اجتمع مع مشيخة عقل الطائفة الدرزية في مقام عين الزمان، وأعلن الأهالي عن مهلة لمدة ثلاثة أيام، لمحاسبة المسؤولين عن اقتحام الدورية الأمنية قريتهم، وقتل مواطن وإصابة آخرين وانتهاك حرمة البيوت.

وبحسب المصادر، أكدت مشيخة دار العقل رفضها لتصرف قوات النظام، ووقوفها إلى جانب مطالب المحتجين، وتعهدوا ببذل الجهود لمحاسبة المسؤولين عن اقتحام القرية وفق القانون، في حين أكد الأهالي على التصعيد في حال لم تتم تلبية طلباتهم.

 

وفي سياق متصل، كشفت شبكة "السويداء 24" المحلية عن اجتماع عُقد بين وفد من ضباط روس أمس السبت مع أهالي بلدة القريا بريف السويداء، نوقشت خلاله الاعتداءات المتكررة التي يتعرض لها مزارعو البلدة، فيما وافق الوفد على عودة المهجرين من عشائر البدو إلى منازلهم غربي البلدة باستثناء شخصين لتطورهما بالدماء.

وتشهد محافظة السويداء بين فترة وأخرى احتجاجات على انتهاكات تقوم بها قوات النظام السوري وعمليات خطف، وسط تصاعد الفلتان الأمني في المنطقة منذ عدة سنوات.

في سياق آخر، قُتل شخص جراء استهدافه بطائرة مسيرة مجهولة الهوية في بلدة "الصارلي" القريبة من مدينة رأس العين شمالي الحسكة التي تسيطر عليها فصائل المعارضة السورية.

ورجحت مصادر ، في تصريح لـ"العربي الجديد"، أن يكون الشخص المستهدف تابعاً لقوات المعارضة بسبب الطوق الأمني الذي فرض في المنطقة، ومنع القوى الأمنية الموجودة أي شخص من الاقتراب من موقع الاستهداف دون أي تأكيد من الفصائل.

وفي شمال غرب سورية، قال الناشط الإعلامي في إدلب بلال بيوش لـ "العربي الجديد" إن طائرة استطلاع روسية من نوع "أورلان 10" سقطت جراء عطل فني، بمحيط قرية مشهد روحين شمالي إدلب، كما أفاد ذات المصدر عن انفجار عبوة ناسفة مزروعة في منتصف الطريق في بلدة الفوعة شمال إدلب أثناء مرور سيارة مدنية دون ورود معلومات عن خسائر بشرية.

في حين أعلن الدفاع المدني (الخوذ البيضاء) عن وفاة شخص وجرح خمسة آخرين جراء انقلاب حافلة لنقل الطلاب من مدينة الباب إلى مدينة أعزاز شمالي حلب.

وفي جنوب البلاد، أفاد موقع "تجمع أحرار حوران" بأن عناصر المخابرات التابعة لقوات النظام السوري اعتقلوا اليوم شابة تنحدر من بلدة المزيريب في الريف الغربي لدرعا واقتادوها إلى مطار المزة العسكري.

كما اعتقل عناصر الحاجز أيضاً طفلاً يبلغ من العمر (16 عاما) ينحدر من بلدة إنخل أثناء توجهه للعاصمة دمشق، واقتادوه إلى جهة مجهولة.

وبحسب ذات المصدر، خرجت مظاهرة في بلدة المزيريب تطالب بالإفراج عن الشابة المعتقلة، فيما أمهلت لجنة درعا المركزية المكونة من شخصيات اعتبارية في المحافظة النظام السوري 24 ساعة للإفراج عن المعتقلين، وهددت بالتصعيد في حال الإبقاء على المحتجزين.

 

الدفاع المدني السوري يزيل 22 ألفاً من الذخائر غير المنفجرة

أعلن الدفاع المدني السوري (الخوذ البيضاء)، الأحد، إزالة أكثر من 22 ألفاً من الذخائر غير المنفجرة، بين عامي 2016 و2021، وهي ذخائر خلّفها قصف قوات النظام السوري وروسيا، على المناطق الخارجة عن سيطرتها في أرياف حلب وإدلب وحماة، شمال غربي سورية.

وقال منسق المشاريع في الدفاع المدني سراج محمود لـ"العربي الجديد" إن المناطق الواقعة شمال غربي سورية موبوءة بالألغام والذخائر غير المنفجرة نتيجة سنوات من قصف النظام وروسيا، لذا بدأ الدفاع المدني بالتعامل مع هذا الواقع المؤلم بهدف الحفاظ على أرواح المدنيين، وأطلق حملات لإزالة تلك الذخائر وتوعية المدنيين من خطرها.

وأوضح أن الأعمال المتعلقة بالألغام وإزالة الذخائر غير المنفجرة تعد استثماراً في الإنسانية، وتساعد في رعاية المجتمعات وإعادة إحيائها، وتمكّن النازحين داخلياً من العودة إلى منازلهم، والأطفال من الوصول لمدارسهم وأماكن لعبهم بأمان، وأشار إلى أن فرق الدفاع أزالت منذ عام 2016 أكثر من 22 ألف ذخيرة غير منفجرة، منها 20 ألف قنبلة عنقودية.

ولفت إلى أن الدفاع المدني عقد، منذ بداية العام الماضي 40 ألف جلسة، في سبيل التوعية بالأخطار التي تشكلها الألغام الأرضية والذخائر غير المنفجرة، بهدف توعية المدنيين بمخاطرها، وبخاصة الأطفال، الذين كانوا أكثر المتضرّرين بها خلال سنوات الحرب.

بدوره، قال منسق فرق إزالة الذخائر في الدفاع المدني سامي محمد لـ"العربي الجديد" إن أكثر المناطق التي قمنا بإزالة مخلفات الحرب بشكل عام منها، هي مناطق ريف حماة الشمالي، وأرياف إدلب الجنوبية والشرقية والغربية، وخاصة منطقة جسر الشغور، وريفي حلب الجنوبي والشرقي.

 

وبيّن أن حملات قوات النظام وروسيا الأخيرة خلقت مناطق جديدة موبوءة بالذخائر غير المنفجرة، وهي المناطق الواقعة جنوب مدينتي إدلب وأريحا ومناطق سهل الغاب الشمالية، ومحيط بلدة تفتناز ومدينة الأتارب غربي حلب وما حولها، لأن النظام وروسيا استهدفا هذه المناطق بالقنابل العنقودية وذخائر أخرى محرمة دولياً.

وتزامن الإعلان مع "اليوم الدولي للتوعية بخطر الألغام"، الذي يوافق الرابع من إبريل/ نيسان من كل عام وفق قرار للجمعية العامة للأمم المتحدة صدر في الثامن من ديسمبر/ كانون الأول 2005، بهدف التوعية بالألغام والمساعدة في الأعمال المتعلقة بإزالتها.

وتعتبر الألغام والذخائر غير المنفجرة من أكبر المعضلات في الحرب السورية، بسبب استخدامها ضد المدنيين ومن قبل القوى العسكرية ضد بعضها الآخر، وبسبب عدم وجود خرائط لتلك الألغام التي يسقط ضحيتها مدنيون في كافة مناطق السيطرة السورية.

ووثّقت الشبكة السورية لحقوق الإنسان مقتل 51 مدنياً بينهم 20 سيدة وستة أطفال بسبب الألغام خلال مارس/ آذار الفائت، لتصبح حصيلة الضحايا الذين قتلوا بسبب الألغام منذ بداية عام 2021، 85 مدنياً بينهم 28 طفلاً، وهذا بحسب الشبكة مؤشر على عدم قيام أيٍ من القوى المسيطرة ببذل أية جهود تذكر في عملية إزالة الألغام، أو محاولة الكشف عن أماكنها وتسويرها وتحذير السكان المحليين منها.

المساهمون