قصفت الطائرات الحربية الروسية مجدداً، اليوم الأحد، مناطق في ريف إدلب، فيما أشارت معلومات إلى اتفاق بين القوات الروسية والمليشيات الإيرانية على العمل بشكل مشترك ضد تنظيم "داعش" في البادية السورية، واتفاق روسي آخر مع "قوات سورية الديمقراطية" (قسد) يسمح لقوات موالية لروسيا بالعمل ضمن مناطق سيطرة "قسد".
واستهدفت الطائرات الحربية الروسية بالصواريخ الفراغية منطقة جبل الأربعين بالقرب من مدينة أريحا جنوبي إدلب، شمال غربي سورية.
وقصفت الطائرات المنطقة بعدة غارات استهدفت بشكل خاص الأطراف الشرقية لجبل الأربعين وحرش مصيبين في محيط مدينة أريحا قرب الطريق الدولي حلب – اللاذقية، بالتزامن مع تحليق عدة طائرات حربية روسية وطيران الاستطلاع الروسي في أجواء المنطقة.
من جهتها، قصفت قوات النظام بقذائف المدفعية الثقيلة قرية العنكاوي في سهل الغاب بريف حماة، إضافة إلى محاور التماس مع فصائل المعارضة في جبل الزاوية في ريف إدلب الجنوبي.
إلى ذلك، أصيب 3 مدنيين بانفجار لغم أرضي على أطراف قرية البارة جنوبي إدلب.
وذكر الناشط مصطفى المحمد، لـ"العربي الجديد"، أن إصابات الجرحى متفاوتة، وقد انفجر فيهم لغم من مخلفات قوات النظام السوري والمليشيات المساندة له في ورشة عمال في محيط بلدة البارة بجبل الزاوية.
روسيا تستهدف البنى التحتية في إدلب
وطاول القصف الروسي الجوي إحدى محطات المياه في مدينة إدلب شمال غربي سورية، ما أدى لخروجها عن الخدمة وإصابة مدني.
وقالت منظمة الدفاع المدني السوري (الخوذ البيضاء)، في بيان نشر على "فيسبوك"، إن عاملًا أصيب إثر استهداف محطة مياه "العرشاني" المغذية لمدينة إدلب.
وأكد الدفاع المدني حدوث أضرار كبيرة في المحطة، وخروج خط المياه الرئيسي فيها عن الخدمة، جراء قصف الغارات الجوية، إلى جانب استهداف الغارات معملًا للمواد الغذائية.
وأضافت المنظّمة أن الغارات الروسية في تصعيد متواصل لليوم الخامس على التوالي، ويزيد استهداف المرافق الخدمية والمنشآت الحيوية من معاناة المدنيين ويمنعهم من الاستقرار في ظل أوضاع اقتصادية متردية، ويهدد ما بقي من أمن غذائي.
من جانبه، وصف فريق "منسقو استجابة سورية" القصف الروسي الذي استهدف محطة مياه إدلب بأنه "جريمة حرب".
وقال الفريق في بيان: "مع بداية العام الجديد، سجلنا استهدافا واسعا لعدة قرى وبلدات في شمال غرب سورية، تركز على المناطق السكنية والمنشآت والبنى التحتية في المنطقة".
وعبر "منسقو استجابة سورية" عن إدانته "جريمة استهداف إحدى محطات المياه في إدلب، التي أدت إلى أضرار مادية وإصابات بين عمال المحطة، وحرمان مئات الآلاف من المدنيين من خدمات المياه ضمن مدينة إدلب".
وأضاف "يعتبر هذا الهجوم الجبان بمثابة جريمة حرب تضاف إلى قائمة الانتهاكات الجسيمة ضد الإنسانية التي ترتكبها القوات الحليفة للنظام السوري في سورية".
ووصف الفريق القصف الذي طاول المنطقة بأنه "كان متعمدا، ولم يكن بشكل عشوائي، بل كان باستهداف مباشر ودقيق"، وطالب الأمم المتحدة إرسال لجنة تقصي حقائق لمعاينة الموقع وتوثيق هذا الاعتداء الجديد ضد المدنيين بشكل فوري.
كما دعا الفريق المجتمع الدولي والمنظمات الدولية إلى اتخاذ موقف واضح وحازم من هذه الانتهاكات المستمرة، والعمل على إيقاف الهجمات "الإرهابية" من قبل قوات النظام وروسيا وإيران ضد المدنيين في شمال غرب سورية، حسب البيان.
ويوم أمس السبت، تسبب القصف الروسي بمقتل ثلاثة مدنيين (طفلان وامرأة) وجرح عشرة آخرين، بينهم ستة أطفال، بعد استهداف نازحين في منطقة النهر الأبيض قرب مدينة جسر الشغور بريف إدلب الغربي.
تنسيق روسي إيراني ضد "داعش"
في غضون ذلك، بدأت مليشيات الفيلق الخامس المدعومة من روسيا، قبل عدة ساعات، في التوغل داخل مناطق سيطرة المليشيات الإيرانية في منطقة جبل البشري وباديتي المسرب والتبني غربي ديرالزور، بعد تنسيق مسبق بين الروس والإيرانيين.
وذكرت شبكة "عين الفرات" المحلية أن آليات وعناصر الفيلق الخامس توغلت ضمن أرتال نحو بادية المسرب وبادية التبني غربي ديرالزور، ومنطقة جبل البشري عند الحدود الإدارية بين محافظتي ديرالزور والرقة، للقيام بعمليات تمشيط.
وأوضحت أن هذا التحرك جرى بعد التنسيق مع حركتي "النجباء" العراقية و"فاطميون" الأفغانية المدعومتين من إيران، وإثر ضوء أخضر من الحرس الثوري الإيراني.
وبينت الشبكة أن الاتفاق بين الأطراف نص على السماح للمليشيات المدعومة من روسيا بالتوغل ضمن مناطق النفوذ الإيراني، مقابل توغل المليشيات الإيرانية في مناطق شرق الفرات الخاضعة لسيطرة "قسد" والتحالف الدولي تحت راية قوات الفيلق الخامس والدفاع الوطني الموجودة هناك بالفعل.
وتضمن الاتفاق رفع التنسيق بين الروس والإيرانيين حول الغارات التي تنفذها الطائرات الروسية في البادية السورية بشكل عام وبادية ديرالزور بشكل خاص، لتجنب وقوع أخطاء بشرية في ظل الانتشار الإيراني في البادية. ووفق الشبكة، سيعقد يوم غد الاثنين اجتماع بين قيادات من روسيا والفيلق الخامس من جهة، وقيادات "النجباء" و"فاطميون" من جهة أخرى، داخل مطار الطبقة العسكري بريف الرقة الغربي، لتثبيت بنود الاتفاق بين الطرفين.
وكان قتل وأصيب، أمس السبت، عدد من عناصر مليشيات القاطرجي التي تتولى نقل النفط من مناطق سيطرة "قسد" الى النظام السوري.
وذكر مصدر محلي، لـ"العربي الجديد"، أن مجهولين، يرجح أنهم تابعون لتنظيم داعش، هاجموا حقل الخراطة النفطي جنوب غرب دير الزور، ما أدى إلى مقتل وإصابة عدد من الأشخاص نقلوا إلى المستشفى العسكري.
تركيا تقتل عناصر من "قسد"
من جهة أخرى، أعلن الجيش التركي، اليوم الأحد، أنه قتل 6 عناصر من قوات "قسد"، كانوا ضمن مجموعة قامت بعملية تسلل شمالي سورية.
وقالت وزارة الدفاع التركية، في بيان، إنه "تم تحييد 6 إرهابيين من حزب العمال الكردستاني حالوا التسلل إلى مناطق القوات التركية في نبع السلام وغصن الزيتون ودرع الفرات، وأقدموا على إطلاق النار".
وهذه هي العملية الثانية خلال 3 أيام، حيث أعلن الجيش التركي قتل 5 عناصر من الوحدات الكردية في اليوم الأخير من العام الماضي، رداً على مقتل موظف لدى المديرية العامة لشؤون المياه الحكومية التركية في شمال شرق سورية.
التحالف يعتقل 4 أشخاص
من جهته، أعلن التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة، الليلة الماضية، اعتقال أربعة أشخاص يشتبه في تورطهم في هجمات الليلة قبل الماضية على قاعدة للتحالف الدولي. وأوضح أنه جرى اعتقال هؤلاء الأشخاص من قبل "قوة مكافحة الإرهاب" وقوات "قسد" في شمال شرق دير الزور، وكانت بحوزتهم أسلحة وذخيرة ومعدات اتصال.
وشنت "قسد" حملة تمشيط بحثاً عن منفذي الهجوم الصاروخي، الذي استهدف محيط مدينة الشدادي بريف الحسكة يوم أمس، وتمكنت من العثور على موقع إطلاق تلك الصواريخ في مقلع بالقرب من قرية أم زر.
كما اعتقلت "قسد" مجموعة من الشبان أثناء محاولتهم دخول مناطق سيطرة فصائل الجيش الوطني بالقرب من قرية العالية جنوب رأس العين، واقتادتهم إلى جهة مجهولة حتى الآن، وفق شبكات محلية.