دفعت كل من إيران وروسيا بمزيد من التعزيزات عبر المليشيات الموالية لهما إلى البادية السورية، حيث تتحسب إيران للاستهدافات الجوية التي تتعرض لها مليشياتها غالبا من التحالف الدولي، فيما تأتي التعزيزات الروسية لإطلاق حملة عسكرية واسعة ضد تنظيم "داعش".
وتشير تقارير محلية إلى أن المليشيات الموالية لإيران استقدمت تعزيزات عسكرية ولوجستية إلى منطقة السخنة في بادية حمص قرب حدود محافظة دير الزور.
وذكر الناشط أبو محمد التدمري لـ"العربي الجديد"، أن "التعزيزات اشتملت بشكل أساسي معدات حفر وتحصين بغية زيادة تدشين مواقعها، خاصة في جبل الضاحك وبالقرب من مركز توزيع الأعلاف، وذلك تحسبا لأية غارات جوية، أو هجمات من تنظيم "داعش".
كما وصل رتل عسكري من مليشيا "فاطميون" الموالية لإيران إلى النقطة العسكرية الإيرانية الجديدة قرب مطار الطبقة العسكري بريف الرقة، قادما من منطقة مسكنة شرق حلب. وأوضح التدمري أن الرتل يتكون من سيارات عسكرية وعشرات العناصر.
وفي السياق أيضا، أرسلت مليشيا حركة "النجباء" العراقية تعزيزاتٍ عسكرية ضمت ذخائر وقذائف هاون ومدفعية إلى بادية دير الزور الغربية، وخاصة بادية التبني وقاعدة منجم الملح، وذلك لشن عملية تمشيطٍ ضد تنظيم "داعش".
وكانت قوات النظام السوري قصفت قرية قرب قاعدة للتحالف الدولي شمال دير الزور، بعد ساعات من قصف جوي مجهول المصدر لمواقع للحرس الثوري الإيراني في المحافظة.
وذكر مراسل "العربي الجديد" أن قوات النظام المتمركزة غرب نهر الفرات استهدفت من نقاطها قرية معيزيلة بالصواريخ فجر اليوم، ما أدى إلى إصابة شخص على الأقل بجروح.
وجاء القصف كما يبدو ردا على القصف الجوي، يوم أمس السبت، لمواقع للحرس الثوري الإيراني في منطقة حويجة قاطع بريف دير الزور، والذي تسبب كما ذكرت مصادر متطابقة في مقتل 9 عناصر من المليشيات الإيرانية وإصابة آخرين في غارة جوية يعتقد أن طائرات تابعة للتحالف الدولي نفذتها.
روسيا تستعد لعملية واسعة النطاق
في غضون ذلك، ذكرت شبكة "فرات بوست" المحلية أن روسيا أبلغت المليشيات التابعة لها بالاستعداد لعملية عسكرية واسعة النطاق في البادية السورية خلال الأيام القليلة المقبلة.
وأوضحت الشبكة أن تعزيزات كبيرة تابعة لمليشيات لواء القدس بقيادة فادي حديد، شقيق القيادي الملقب بـ"الكاميروني" مسؤول المليشيا، وأخرى تابعة لمليشيات أسود الشرقية، خرجت من حي الفيلات في مدينة دير الزور باتجاه نقاط لواء القدس في بادية دير الزور، إضافةً إلى تعزيزات أخرى جاءت من ريف الرقة باتجاه بادية دير الزور الغربية، وذلك بالتزامن مع إعلان تنظيم "داعش" انتهاء ما سماها "غزوة الثأر للشيخين".
قتلى من "قسد" نتيجة هجمات
من جهة أخرى، قتل عنصران من "قوات سورية الديمقراطية" (قسد) فجر الأحد جراء هجوم استهدف تجمع لهم بريف الرقة الغربي، شمالي شرق سورية.
وذكر الناشط أبو عمر التدمري لـ"العربي الجديد"، أن عناصر من تنظيم "داعش" هاجموا بالأسلحة الرشاشة نقطة عسكرية لقوات "قسد" بالقرب من برج "سيرياتيل" في بادية مدينة الرصافة غربي الرقة، ما أسفر عن مقتل عنصرين وإصابة ثلاثة آخرين.
كما قتل عنصر من "قسد" نتيجة هجوم شنه عناصر يعتقد أنهم من تنظيم "داعش" استهدف نقطة عسكرية لهم قرب مفرق بلدة الحريجي شمال دير الزور.
إطلاق محتجزي السويداء
إلى ذلك، ذكرت شبكات محلية في السويداء أنه "تم إطلاق جميع المحتجزين عند مجموعة راجي فلحوط، التي يديرها الأمن العسكري التابع للنظام، مقابل إطلاق سراح المحتجزين الموجودين في حي المقوس".
وكانت المنطقة شهدت أمس عمليات خطف متبادلة لمدنيين، وترافقت مع اشتباكات وإطلاق نار عشوائي وانفجارات حتى ساعة متأخرة من الليل، على خلفية اختطاف مجموعة فلحوط لنحو 20 مدنيا، ومعظمهم من أهالي درعا وعشائر المنطقة، من خلال نصب حاجز قرب بلدة عتيل، تحت ذريعة البحث عن سيارة مسلوبة لأحد المدنيين، مع تسجيل مصور مترافق بإطلاق نار.
وأثارت الحادثة غضبا واسعا في السويداء باعتبارها تشجع على الفتنة، بحسب تعليقات الأهالي على مواقع التواصل الاجتماعي، وهو ما دفع مجموعة أهلية في حي المقوص بالسويداء الليلة الماضية إلى قطع الطريق واحتجاز خمسة أشخاص من المدينة، بهدف الضغط على مجموعة فلحوط لإطلاق سراح المختطفين المدنيين.
وترافقت تلك العملية مع إطلاق نار واشتباكات استخدمت فيها الأسلحة المتوسطة والقذائف خلال ساعات الليل، في سيناريو أثار ذعر المدنيين من تحوله لحرب أهلية بين السويداء ودرعا، فيما نجحت التدخلات العشائرية بوقف الاشتباكات والضغط لإطلاق سراح المدنيين من الجهتين.
وأكد مصدر محلي لـ"العربي الجديد" إطلاق جميع المحتجزين من الجانبين صباح اليوم، وذلك من خلال وساطات محلية وعشائرية ودينية.
وتخضع السويداء لسيطرة فصائل محلية، وتدير شؤونها بإشراف "مشيخة العقل"، فيما يقتصر وجود قوات النظام على الأفرع الأمنية وبعض الحواجز، والتي تساهم بتحريك عصابات الخطف والقتل، كما يقول ناشطون، وخاصة فرع "الأمن العسكري" في المحافظة، الذي يعدّ الداعم الأساسي لمجموعات الخطف والقتل والمخدرات.